IMLebanon

“قرن أمون”.. يقطع ويخزن التجارب في أدمغتنا

ربما يعمل قرن أمون، ذلك الجزء من الدماغ، كمحرر فيديو وأفلام لحياتنا، حيث يقوم بتقطيع وتركيب تجاربنا وخبراتنا المتواصلة إلى أجزاء يمكن تخزينها داخل ذاكرتنا، وفق ما أفادت دراسة علمية حديثة.

هذه هي الفكرة التي طرحتها الدراسة، وعمدت من خلالها إلى تحليل بيانات تتعلق بمسح الدماغ من أشخاص شاهدوا أفلام، مثل فيلم “فوريست غامب” من بطولة توم هانكس.

وفي تقريب من واقع الحياة، استخدم الباحثون بيانات لمسوح دماغية تم تجميعها في وقت سابق كجزء من مشروع أكبر: فأثناء إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، شاهد 15 شخصا فيلم فوريست غامب، بينما شهد 253 شخصا مسلسلا تلفزيونيا لألفرد هيتشكوك بعنوان “بانغ! أنت ميت”، في حين شهدت مجموعة ثالثة مؤلفة من 16 شخصا الفيلم والمسلسل، وطلب منهم أن يضغطوا على زر للإشارة إلى الوقت الذي يعتقدون فيه أن حدثا ما ينتهي ويبدأ حدث آخر.

وبتوافر تلك المعلومات بين أيدي الباحثين، جمع خبيرا الأعصاب الإدراكية، آيا بن ياكوف، وريك هينسون من جامعتي كامبريدج بمحاذاة النشاط الدماغي للمشاركين مع تلك التحولات التي أشار إليها المشاهدون من المجموعة الثالثة.

وقال فريق الباحث في الدراسة: “يبدو أن قرن أمون المسؤول عن الذاكرة وحفظ الاتجاهات كان نشطا على وجه الخصوص عند تلك التحولات”.

وعندما نظر الخبراء إلى سلوك قرن أمون، أثناء مشاهدة العروض بأكملها، كان أكثر نشاطا عندما أشار المشاهدون إلى وجود تحولات بين مشهد وآخر، بحسب ما نقل موقع “ساينس نيوز”.

على أي حال، تشير الدراسة إلى أن التحولات لم تكن تتضمن دائما قفزات لأماكن جديدة أو زمنية في القصة، لكن في واحدة من المقاربات، كانت في بداية فيلم فوريست غامب، عندما كان جالسا على مقعد وفجأة ينتقل إلى جملة الترحيب الشهيرة “مرحبا.. اسمي فوريست غامب.. فوريست غامب”.

وعند هذا التحول، ربما عمل قرن أمون في هذه اللحظة على تقطيع المشهد، ليربط مشهد المقعد مع حدثين آخرين هما قبل الحديث وبعد الحديث.. مثل هذا التقسيم قد يساعد في جمع المعلومات في منظومة واحدة مؤلفة من مجموعة أجزاء يمكن تخزينها لاحقا كذكريات حسبما يعتقد الخبراء.

وبالطبع تعد الأفلام مقاربة أولية وليس معروفا كيف يعمل سلوك قرن أمون عندما يكون المرء متورطا بشكل شخصي في الحدث أو مشاركا فيه. والهدف من الدراسة هو فهم الحياة الحقيقية.