IMLebanon

“اليسوعية”.. هذه تحالفات “السبت الحاسم”!

كتبت لارا السيد في صحيفة “المستقبل”:

لن يكون يوم غد السبت «عطلة» لطلاب «جامعة القديس يوسف» (USJ) بل سيكون يوم «الحسم» حيث ستجري معركة تنافسية في آخر حلقة في مسلسل الانتخابات الطلابية الجامعية في استحقاق ينتظره الطلاب سنوياً نظراً إلى الخصوصية التي تتمتع بها الجامعة اليسوعية من تنوّع حزبي ومذهبي، مكرّسة منافسة طلابية تحمل في طياتها معركة تثبيت وجود يُؤمل أن يتسم بالهدوء خصوصاً في كليات الطب والهندسة والاقتصاد وإدارة الأعمال في أحرام بيروت وكذلك في مجمعات صيدا وطرابلس وزحلة حيث انتهت التحضيرات اللوجستية لاختيار مجالس الطلاب الموزعة على مختلف الكليات التي تشهد حماوة متفاوتة.

لم تتبدل الصورة النمطية للتحالفات في الجامعة، فيخوض «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» مع «الحزب التقدمي الإشتراكي» الذي يشارك في الإنتخابات صفاً واحداً بمواجهة «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» و«حركة أمل» وحلفائهم، فيما تسعى مجموعة من المستقلين إلى اقتناص مقاعد من الحزبيين.

على وقع امتعاض من لجوء الجامعة لاختيار يوم السبت لإجراء الإنتخابات خارج إطار أيام التدريس علّ ذلك يحدّ من التجاذبات، تعمل الماكينات الإنتخابية لاستقطاب المقترعين في يوم عطلتهم للتعبير عن رأيهم واختيار ممثليهم وفق النظام النسبي في لوائح مُقفلة على مستوى الكليّة وهو مقبول إجمالاً من الطلاب انطلاقاً من أن النسبية تُشكل تمثيلاً حقيقياً لجميع الأطراف ويصعّب التكهن بالفائز، على أن يقترع الطلاب إلكترونياً شرط حضورهم إلى الكلية مع البطاقة الجامعية التي تخوّلهم التصويت.

يسعى الفريقان إلى إثبات نوع الأكثرية في الجامعة التي تحصل المعركة الأقوى فيها بين الأقطاب في «هوفلان» و«المنصورية»، وتبقى عين الطلاب غداً على ما ستفرزه نتائج التصويت التي ستحدد هوية الفائز وستبيّن لمن ستكون الغلبة في آخر عملية ديموقراطية جامعية لهذا العام يّؤمل أن يكون ختامها على قدر تطلعات وآمال شباب مؤمن بأن ثقافة الديموقراطية هي الخيار الأنسب للعبور إلى الدولة المؤسساتية.

يخوض «المستقبل» المنافسة كتفاً إلى كتف إلى جانب «القوات – الكتائب – التقدمي» ويضع نصب عينيه الفوز مع حلفائه، بحسب ما يوضح منسق مكتب الجامعات الخاصة في مصلحة الشباب في تيار المستقبل، بكر حلاوي، أن خيار إجراء الإنتخابات في يوم عطلة قد يؤثر نسبياً على نسبة الإقتراع لكن الطلاب مصرّون على التعبير عن رأيهم والتصويت لمشروع يحمل شؤون الجامعة كافة واحتياجات الطلاب وكل الماكينات جاهزة والجميع يعمل من أجل الفوز، لافتاً إلى «أن النظام النسبي بصيغته المعتمدة ينجح إلى حد كبير في تمثيل جميع الطلاب، ويمنع سيطرة أي من الأطراف على جميع مقاعد الهيئة الطلابية في كلية معينة إلا في حالة التزكية».

ويعتبر حلاوي «أنّ المعركة الأكبر تتركز كما في كل سنة، في مجمع هوفلان وتحديداً في كليّة إدارة الأعمال، وكذلك في مجمع المنصورية الذي يضم الهندسة والعلوم والإعلان. المنافسة تحمل في طياتها أبعاداً سياسية».

تأخذ انتخابات «اليسوعية» حيّزاً مهما في حسابات القواتيّين كونها الجامعة التي تخرّج منها الرئيس الشهيد بشير الجميّل. ويشدد مسؤول دائرة الجامعات الفرنكوفونية في «القوات»، منير طنجر على «أن الطلاب سيأتون للتعبير عن رأيهم ولن يتأثروا بقرار إجراء الاستحقاق في يوم عطلة ويعتبرون أن النهار سيكون مفصلياً لمستقبل جامعتهم وسيقترعون لمن يمثّلون تطلعاتهم». ويلفت إلى أن «معنوياتنا كقوات ومستقبل وكتائب مرتفعة لتحقيق أفضل النتائج»، مؤكداً أن «الطلاب سيسمعون النداء وسينزلون للتصويت لمواصلة المسيرة التي بدأناها منذ سنوات مسيرة الحق والصوت الحر لذلك فإن شعارنا كان: اليسوعية بحاجة لإلك، لبي النداء».

يعود «التقدمي» إلى المشاركة بالإنتخابات إلى جانب «المستقبل- القوات -الكتائب» انطلاقاً من مبدأ التوافق على البرامج الإنتخابية الأكاديمية بغض النظر عن أية حسابات أخرى، ويعتبر مسؤول الجامعات الخاصة في «منظمة الشباب التقدمي» نزار أبو الحسن أن «التقارب مع أي طرف أساسه مصلحة الطلاب. والخيار يتم اتخاذه وفق برناج العمل الذي يتم طرحه وغايتنا الوصول إلى مكاتب طلابية فاعلة تنفّذ برامجها بعد الإنتخابات وتكون صوت كل الطلاب»، مشيراً إلى «أن إجراء الإنتخابات يوم عطلة خطوة تحمل في طياتها محاولة للإلتفاف الضمني على حق الطالب بالتعبير عن رأيه وعلى حسن التمثيل من خلال اختيار تاريخ التصويت في يوم عطلة وليس في يوم تدريس عادي حيث يكون الحضور تلقائياً»، آملاً «في أن تمر العملية الديموقراطية بهدوء».