IMLebanon

هل استخدم “حزب الله” العقدة السنية غطاء لشيء أكبر؟

في قراءة سياسية لما يجري، رأت أوساط في القوات اللبنانية في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن العقدة السنية هي غطاء لشيء أكبر بالتأكيد اضطر حزب الله إلى استخدامها بعد حل العقدة المسيحية، التي كان يتمنى عدم حلها ليبقى لبنان في حالة الفراغ انسجاما مع رؤيته، حيث ان الفراغ من مربع مسيحي يبعد الشبهات عن دوره، إنما مفاجأة القوات اضطرته إلى لعب آخر أوراقه والكشف عن أهدافه على هذا المستوى.

وبالتالي، بات من المفيد البحث عن الأسباب التي هي بالتأكيد جوهرية بالنسبة الى الحزب، ودفعته إلى التضحية بالصورة التي راكمها والدخول في مواجهات على أكثر من مستوى بغية تأخير ولادة الحكومة.

وتسأل هذه الأوساط، هل من أحد يمكن أن يصدق أن حزب الله الذي أثار العقدة السنية كعقدة بنيوية بعد ٥ أشهر على تكليف الحريري وعلى مسافة ساعات من ولادة الحكومة بأن هذه العقدة موجودة، وأن الحزب على استعداد للصدام مع رئيسي الجمهورية والحكومة وإحياء الانقسام المذهبي والوطني وتسليط الضوء على صورته التعطيلية أمام المجتمع الدولي من أجل مقعد لسنة ٨ آذار؟

وهناك من يسمي «السنة المستقلين» بأنهم «سنة حزب الله»، وهناك من يرى أنهم «سنة النظام السوري»، وأن هذا التأخير في ولادة الحكومة تقف خلفه دمشق، وأن تمثيل المعارضة السنية كأنه مطلب لسورية، مع الإشارة الى أنه لا وجود لممثلين وأصدقاء لها في الحكومة المقبلة، بغض النظر عن علاقاتها مع الحزب و«أمل»، الذين بقوا على حضورهم ويغيبون للمرة الأولى منذ أوائل التسعينيات عن الحكومة التي ودعها الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وأكدت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لصحيفة “اللواء”، ان القصة بأكملها تتعلق بمقاربة مختلفة لمسألة توزير مجموعة من النواب لا تجمعهم كتلة نيابية معينة، على حدّ ما أوضح الرئيس عون، في حواره الإعلامي الأخير، على الرغم من ان دخول الحزب على خط توزير هؤلاء، واشتراطه تعطيل تأليف الحكومة إلى ان يتم تحقيق مطلب حلفائه النواب، من شأنه في نظر مرجع دستوري ان يخلق اعرافاً دستورية جديدة مخالفة لمنطوق الدستور، الذي يقول بأن تأليف الحكومة يكون بالاتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، من دون تدخل طرف ثالث، إلا إذا كان لديه حسابات إقليمية تتصل بإستحقاقات خارجية.

ولكن، وعلى الرغم من هذه القناعة، والتي دفعت بالرئيس المكلف إلى الاعتكاف عن إعادة تشغيل محركات تأليف الحكومة، فإن الاجواء المتصلة ببعبدا بقيت على محاولاتها لملمة الخلاف مع «حزب الله»، مشيرة إلى ان الرئيس عون كان واضحاً في حواره التلفزيوني، بأن لا خلاف حول الأمور الاستراتيجية والاساسية، وان التباين في السياسة مشروع ويحصل دائماً حتى ضمن البيت الواحد، طالما ان الأمر لا يتصل بالعلاقة الاستراتيجية، مؤكدة ان أي اتصال مباشر بين الرئيس عون والأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله لم يرصد، مع ان أي تواصل قد يتم الإعلان عنه.

وقالت هذه المصادر ان الرئيس عون الذي تابع ردود الفعل على مواقفه الاخيرة واستمع وقرأ مواقف مسؤولي حزب الله التي اظهرت التمسك بتوزير السنّة المستقلين، يحرص على تهيئة الاجواء التي من شأنها المساعدة في حل العقدة التي استجدت انطلاقا من موقع المسؤولية الوطنية والدستورية التي يتحلى بها، إلا أن المصادر لم تفصح عما يعمل عليه وما اذا كان هناك من مقترح او صيغة لحل عقدة تمثيل هؤلاء وتقول المصادر ان اي موعد بين رئيس الجمهورية وهؤلاء النواب لم يحدد بعد، ومعلوم ان نائبين اثنين منهم مسافران، وتتحدث عن انه على الرغم من بقاء كل فريق على موقفه الا ان ما من رفض للبحث فقد تكون هناك افكار لاستنباط حلول من خلال راي من هنا واخر من هناك.

وأكدت المصادر ان هناك اتصالات تتم بعيدا عن الاضواء لمعالجة الوضع الناشئ معلنة ان الهدف هو ايجاد الحلول للوضع بحيث يتم تفادي اي تأخير في تشكيل الحكومة اكثر من الوقت الراهن. وتلفت الى ان الهدف ايضا هو الوصول الى اتفاق يجعل التركيبة الحكومية تراعي المعايير التي جرى التفاهم عليها حينما حصلت الحلحلة الأخيرة. وتتوقع ان يتبلور المشهد الحكومي في الايام المقبلة بالتزامن مع عوده الحريري من فرنسا.