IMLebanon

سباق بين الحل السياسي والحرب

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:

تبدو الإدارة الاميركية وكأنها تهيّىء الرأي العام الداخلي والعالمي الى قرارات حاسمة جداً ستتخذها ضد إيران وربما ضد “حزب الله” أيضاً، وذلك من خلال فتح “الدفاتر العتيقة” للحزب والتذكير بعملياته التي تصنفها بـ”الارهابية” إن داخل لبنان أو في بلدان خارجية… وفي التقدير أنّ هذا يشكل أداة ضغط لضبط إيران داخل حدودها ولانضباط “حزب الله” داخل الحدود اللبنانية في إطار شرعية الدولة، حتى إذا لم يؤدِ هذا الضغط الى النتيجة المتوخاة جرى اللجوء الى التدابير العسكرية.

ومن العمليات التي يتم تداولها في الولايات المتحدة هذه الأيام تفجيرات 1983 في العاصمة بيروت وهي تفجيرات بشاحنتين مفخختين، استهدفتا مبنيين للقوات الاميركية والفرنسية في بيروت ما أودى بحياة 299 جندياً أميركياً وفرنسياً في 23 تشرين الاول عام 1983… أعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن الحادث ولكن هذه الحركة ما هي إلاّ اسم حركي لـ”حزب الله” بعدما انضمت إليه.

ويعد تفجير بيروت 1983 أسوأ استهداف تعرّضت له المصالح الاميركية قبل تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001، وقد أدى تفجير بيروت لمقتل 241 أميركياً، و58 فرنسياً، و6 مدنيين وإثنين مهاجمين بالإضافة الى 75 جريحاً.

 

وقد أدت هذه التفجيرات الى انسحاب قوات حفظ السلام الدولية من لبنان، حيث كانت تتمركز منذ انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب الغزو الاسرائيلي للبنان 1982.

وفي تموز 1984 نقلت الولايات المتحدة عمليات سفارتها من غرب بيروت الى الأمن النسبي في عوكر وهي ضاحية مسيحية في شرق بيروت، عندما قام المهاجم في 20 أيلول 1984 بتوجيه شاحنته المحمّلة بـ(1360 كيلوغراما) من المتفجرات باتجاه السفارة المكوّنة من ستة طوابق ولم تكتمل بعد إجراءات أمنية حاسمة فيها بما في ذلك بوابة فولاذية ضخمة، وأسفر التفجير عن سقوط 24 شخصاً بمن فيهم الانتحاري.

وكان من ضمن القتلى أميركيان وهما كبير ضباط الأمن كينيث ف. ويلش من الجيش الاميركي والضابط من الدرجة الأولى مايكل راي فاغنر من بحرية الولايات المتحدة اللذين تم تعيينهما في مكتب الدفاع الاميركي في بيروت، وغالبية القتلى كانوا لبنانيين، وأصيب السفير الاميركي ريغينالد بارثولوميو بجراح طفيفة فضلاً عن السفير البريطاني ديڤيد ميرز الذي كان يجتمع مع بارثولوميو في وقت الانفجار.

وعادت الى الواجهة الاتهامات المساقة الى “حزب الله” بأنه شكل وحدة عمليات خارجية (الوحدة 910) وهي واحدة من وحدات عديدة يقول الاتهام الاميركي بأن هدفها تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة خصوصاً في مصر والاردن.

 

والحزب متهم بعمليات إرهابية تخطيطاً أو تنفيذاً أو الاثنين معاً استهدفت بلداناً عربية وآسيوية وأوروبية وأميركية… وعلى سبيل المثال لا الحصر الأحكام في مصر بالسجن المؤبد على أربعة أشخاص في قضية “خلية حزب الله” المتهم فيها 26 شخصاً، ومن التهم لقيادات الحزب القيام بأعمال إرهابية عدائية داخل الاراضي المصرية، وتدريب العناصر المدفوعة من الخارج الى مصر على إعداد العبوات الناسفة لاستخدامها في تلك العمليات… ويمكن التذكير بخلايا “الحزب” في الكويت وأذربيجان وبلغاريا وأميركا الجنوبية ما لا يتسع له المقام بالتفصيل.

وبالتالي فإن التذكير، اليوم، بهذا كله في أميركا ليس مجانياً! وهو يمهد الى قرارات أبعد مدى من مجرّد العقوبات… وطبعاً “الحزب” سيكون مستهدفاً فيها مع إيران وليس وحده.