IMLebanon

“الانتظار” سيّد الموقف.. وهل تتأخر الحكومة حتى نهاية السنة؟

لليوم الثاني على التوالي امتنعت مصادر قصر بعبدا عن اعطاء معلومات تتصل بمسار تأليف الحكومة، لكن مصادر مواكبة لعملية التأليف، أوضحت ان ما اعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون في مواقفه الاخيرة قد يشكل بابا للحل، وقالت ان رئيس الجمهورية لا يتفاوض انما هناك أشخاص يزورونه ويقدمون مقترحات ويعرضون وجهات نظرهم مكررة ان كل ما يهم عون هو تأليف الحكومة والا يكون هناك من طرف خاسر فيها.

ولفتت الى انه يدرك الضغوطات الاقتصادية التي يرزح البلد تحت وطأتها. كما انه يدرك اين تكمن الحلول الاسهل، وهو يعمل على تسهيل ولادة الحكومة.

واكدت المصادر ان موقف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من موضوع تمثيل السنة المستقلين لا يزال على حاله وهو يعبر عن موقفه من دون ان يناور، مشيرة الى ان المشكلة ليست عند الرئيس عون وإنما بين مواقف الحريري وحزب الله. واذ رأت ان حزب الله حريص أيضاً على الوقوف الى جانب حلفائه اعلنت انه حريص أيضاً على قيام الحكومة ويقول انه متمسك بالحريري وان لا بديل عنه.

واوضحت ان طريق المفاوضات قائم لأن اي تأخير في تأليف الحكومة يتأثر به الجميع، ولفتت الى ان التباين بين الرئيس عون وحزب الله لا يعني ان هناك خلافا بينهما على الامور الإستراتيجية والوطنية، واشارت الى ان ما يتم التداول به عن ان الرئيس عون ذاهب الى خلاف مع حزب الله ليس دقيقا حتى وان كان لكل منهما وجهة نظر مختلفة في موضوع تمثيل السنة المستقلين في الحكومة.

جمود سياسي

بقيت الاتصالات جامدة عند حافة تمثيل هؤلاء النواب  في الحكومة، في انتظار جولة جديدة من الحراك الحكومي، يفترض ان تنطلق اثر عودة الرئيس الحريري من باريس، المرتقبة نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل، ولم يسجل الثلثاء، أي اجراء أو مبادرة أو تحرك، سواء في بعبدا أو عين التينة أو الضاحية الجنوبية، باستثناء ما نقل عن رئيس الجمهورية بأنه «متضامن مع الرئيس المكلف ولا يريد ان يحرجه أو يضعه في موقف صعب، فيما أبدى مصدر وزاري أطلع أمس على جانب من أجواء تعقيدات تشكيل الحكومة لـ«اللواء» خوفه من ان يكون سبب التأخير بات خارجياً أكثر مما هو داخلي، مشيراً إلى ان أحداً لا يملك حتى الآن مفتاح حل ازمة التشكيل، وان الانتظار هو سيّد الموقف.

ويعقد النواب السنة المستقلون اجتماعاً في الثانية من بعد ظهر الاربعاء في منزل النائب عبد الرحيم مراد للبحث في الخطوات المقبلة لهم، والتحرك الذي يمكن ان يلجأوا إليه لتوضيح موقفهم، وتأكيد حقهم في التمثيل في الحكومة.

وقالت مصادر اللقاء التشاوري انه مفتوح على كل الأفكار لبلورة تحرك النواب وخطواتهم المقبلة، معتبرة ان الكرة ليست في ملعب رئيس الجمهورية بل عند الرئيس المكلف، وهو من يجب ان يتبع تجاه هؤلاء النواب المعايير التي اعتمدت تجاه غيرهم ممن لديهم حيثيات وازنة، فيما كرّر النائب جهاد الصمد رفضه تمثيل أحدهم من خارج الكوتا المخصصة للطائفة السنية في الحكومة، لا من حصة الشيعة ولا من حصة رئيس الجمهورية.

في المقابل، لاحظت مصادر مطلعة، ان أياً من هؤلاء النواب، لم يظهر تشدداً في موضوع تمثيلهم في الحكومة، خلال الزيارات التي قاموا بها لمرجع رسمي، وبقيت هذه العقدة «مكبوتة» إلى حين فجرها «حزب الله» في الدقائق الأخيرة التي سبقت موعد إعلان مراسيم ولادة الحكومة.

هل سيتأخر الاستحقاق الحكوميّ حتى نهاية السنة؟

غابت الاتصالات والمشاورات على جبهة التأليف الحكومي الثلثاء، ما رفع من منسوب التشاؤم بتأخّر ولادة الحكومة العتيدة أكثر فأكثر، الى درجة انّ بعض المراجع بدأ يهمس أنّ إنجاز الاستحقاق الحكومي قد يتأخر أشهراً، وأقله حتى نهاية السنة الجارية.

فلم يسجّل الثلثاء طرح أي فكرة جديدة أو إضافية تساعد على تحريك ملف التأليف في وقت تقاذف المعنيون كرة الاتهام بالعرقلة، الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود في باريس وحلفاؤه يؤكدون انهم ينتظرون أسماء وزراء «حزب الله» وحلفائه لينتقل الحريري على الفور الى الاجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري لإصدار مراسيم تأليف الحكومة، فيما «الحزب» وحلفاؤه يعتبرون انّ الكرة هي في ملعب الحريري الذي عليه أن يعتمد معايير موحدة في التأليف بما يشمل النواب السنّة الستة المستقلين، فيما هو يرفض تمثيل هؤلاء من ضمن الحصة الوزارية للطائفة السنية المكونة من 6 وزراء.

وعلى وقع التعقيد الذي يؤخّر تأليف الحكومة تتواصل الاصوات المحذرة من دخول البلاد في أزمة اقتصادية ومالية مستطيرة، بفعل ما على الدولة من استحقاقات مالية تتعلق بخدمة الدين وسواها سيحين أوانها بين نهاية السنة الجارية ومطلع السنة الجديدة.