IMLebanon

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

تطوران بارزان هذا المساء، الأول في باريس من خلال تأكيد الرئيسين الأميركي والفرنسي على استقرار المملكة العربية السعودية. والثاني في بيروت عبر هجوم قوي شنه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله على دول وصفها بدول النفاق، محذرا من التطبيع مع اسرائيل. وزامن موقفه هذا، حديث عن دور المستشفيات في العاصمة لتكون مراكز لصواريخ حزب الله. وشدد السيد نصرالله على تحذير اسرائيل من أن أي اعتداء ستقوم به سيواجهه “حزب الله” بإطلاق الصواريخ التي لن يتحملها نتنياهو.

وفي الداخل اللبناني أيضا هجوم شنه السيد نصرالله على النائب السابق وليد جنبلاط، بسبب كلامه الأخير حول دور ايران في عرقلة تشكيل الحكومة. ورد عليه جنبلاط بأن الأولوية هي بانتشال الوضع الاقتصادي واللبنانيين من الجوع.

وبدا السيد نصرالله متمسكا بتوزير أحد نواب سنة قوى الثامن من آذار، حين قال إن تعطيل الحكومة من قبل “القوات” استمر خمسة أشهر، ونحن لا نعرقل إنما نريد من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة إعطاء كل ذي حق حقه. ونحن متمسكون بمطلب توزير نواب 8 آذار. وقالت أوساط الرئيس الحريري الذي يعود مساء غد من باريس، إنه لن يرد على كلام السيد نصرالله إلا بعد عودته الى لبنان. وكان رئيس الجمهورية أعلن ان العمل منصب على حل العقدة الأخيرة، غداة لقاء نصرالله بالوزير باسيل.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

في موازاة الهم الحكومي، إنتظار للانطلاقة التشريعية المتجددة الأسبوع المقبل عبر جلسة اليومين: الإثنين والثلاثاء. هي جلسة أوضح الرئيس نبيه بري أنها تشكل فاتحة لجلسات متتالية، ناصحا من يفكر في تعطيل المجلس النيابي بأن لا يلعب هذه اللعبة، وقال إنه سيقف بالمرصاد لأي محاولة لتهريب النصاب، مشيرا إلى أنه سيدعو لجلسات تشريعية مفتوحة ومتتالية “وخليهم يلحقوا عليي جلسات”، ومعلنا: المجلس ممنوع أن يتعطل، وهو سيد نفسه ولا توجد أي موانع على الاطلاق امام ممارسته لدوره التشريعي.

على المستوى الحكومي، لا حل جاهزا، لكن خروقا للجمود أشاعت في الساعات الأخيرة قبسا ضئيلا من أمل. صحيح أن الحراك الأخير وما حمل من مواقف، لم ينه مشكلة تمثيل “اللقاء التشاوري” للنواب السنة، لكنه فتح الباب على مشاورات ستشكل اختبارا للاتجاهات التي سيسلكها هذا الملف.

الأمين العام ل”حزب الله” كان واضحا في تظهير موقف الحزب، غداة لقائه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل. السيد حسن نصرالله أعلن أن على الرئيس المكلف سعد الحريري محاورة النواب السنة المستقلين، وأن القرار عند هؤلاء النواب الستة، فما يقبلونه يسلم به “حزب الله”، موضحا أن الحزب ليس طرفا في المفاوضات.

السيد نصرالله قال: عندما يتصل هؤلاء ويبلغوننا بأننا نستطيع تقديم الأسماء المرشحة للتوزير إلى الرئيس المكلف، نفعل “ونقطة عا السطر”. وأضاف أن العقدة الدرزية أخرت الحكومة أربعة اشهر، والعقدة “القواتية” خمسة أشهر، وإذا كان ممنوعا أن يتمثل النواب المستقلون “فتعو نحكي من أول وجديد”.

الأمين العام ل”حزب الله” لم يفته الرد على كلام وليد جنبلاط عن تدخل سوري وإيراني بموضوع تشكيل الحكومة، وقال له: “إذا قراءتك وأنتيناتك لاقطة هيك.. زبط أنتيناتك”.

وما كاد السيد نصرالله ينهي خطابه، حتى أطل زعيم “الإشتراكي” عبر “تويتر”، مؤكدا له على الحوار والتركيز على نقطة واحدة هي منع الإنهيار الاقتصادي بعيدا من الصواريخ وإيران وسوريا.

أما تعليق الرئيس المكلف، على مضمون خطاب الأمين العام ل”حزب الله”، فيصدر بعد عودته الى بيروت من رحلته الباريسية، على ما أفادت مصادر في تيار “المستقبل”.

قبل السيد نصر الله، قال رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على استقباله “اللقاء التشاوري”، إننا سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل.

كل هذه المواقف واللقاءات يفترض أن تتضح ترجماتها سلبا أو إيجابا، أقله في الأسبوع المقبل، ولا سيما مع عودة الرئيس المكلف.

في الخارج، برز ما كشفه الاعلام الفرنسي عن نجاة الرئيس ايمانويل ماكرون من مخطط لاغتياله طعنا بسكين خلال احدى محطات التحضير لمراسم الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ستة أشخاص أوقفوا في هذه القضية، وقد اعترف أربعة منهم بالمخطط الذي كان رجل أعمال سابق العقل المدبر فيه.

ومن الحوادث الاجرامية والإرهابية إلى الحوادث الطبيعية: موجة أمطار غزيرة وسيول وفيضانات اجتاحت عددا من دول المنطقة، ولا سيما الأردن الذي قتل فيه اثنا عشر شخصا، والكويت حيث اضطر وزير الأشغال للاستقالة، والسعودية التي حولت المياه الشوارع فيها إلى بحيرات.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

أكد الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله على المؤكد. خلع عباءة الحزب على النواب الستة، ومنحهم التكليف الشرعي والسياسي بالتفاوض على توزيرهم في الحكومة.

قال السيد حسن: القرار عندهم، وعندما يقولون للحزب سلموا أسماء وزرائكم نسلم الاسماء، ونقطة على السطر.

كلام صريح ومباشر من السيد حسن نصرالله. لن تكون هناك حكومة إلا بما يريده “حزب الله”، ليس في ما يخص الطائفة الشيعية وحقائبها وهو أمر محسوم، ولكن في ما يخص الطوائف الأخرى أيضا وحصة الحزب في الطائفة السنية، تحديدا.

رمى السيد حسن الأزمة الحكومية في وجه الجميع، بدءا من رئيس الجمهورية الذي سبق ان أعلن موقفه من تمثيل مجموعة الستة، مرورا بوليد جنبلاط و”القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل”، وصولا إلى الرئيس المكلف سعد الحريري.

وبغضِّ النظر عن الاتهامات الباطلة بالتحريض المذهبي والطائفي التي طاولت الرئيس الحريري، فإن الأمين العام ل”حزب الله” يعلم جيدا ان موقف الرئيس المكلف من توزير مجموعة الستة، كان حاسما منذ البداية، فهو رفض منذ اللحظة الأولى ان يعطي أي ضوء أخضر أو أصفر لتوزير هؤلاء.

وهو يعلم أيضا انه عندما حانت لحظة التشكيل، وكان الحزب مع الرئيس نبيه بري في صورتها بالكامل، كانت دوائر القصر الجمهوري في بعبدا تتهيأ لاعلان المراسيم، إلى ان سقط نيزك العرقلة محملا بعقدة النواب الستة.

إن هذا الأسلوب في التعامل مع الأزمات الحكومية، لا يؤدي سوى إلى المزيد من تعقيد الأمور وتداخل المصالح الطائفية والمذهبية، واستنباط أعراف جديدة غير مقبولة في تشكيل الحكومات.

إن الرئيس المكلف معني بتأليف الحكومة على الأسس التي يحددها الدستور، بالتوافق والتعاون مع رئيس الجمهورية، وهو لن يكون معنيا تحت أي ظرف من الظروف بتأليف الحكومة وفقا لدستور “حزب الله” أو دساتير القوى السياسية والحزبية والمذهبية الأخرى.

ان القوى السياسية الرئيسية المعنية بالمشاركة في الحكومة، كانت معروفة وواضحة منذ اللحظة الأولى للتكليف، ولم يكن هناك على جدول الحوار الداخلي عقدة اسمها عقدة النواب الستة، إلى ان أطلت العقدة برأسها في اللحظة الأخيرة، وكان ما كان من العودة إلى مسلسل التعطيل من جديد.

“حزب الله” أعلن بالفم الملآن انه لا يريد حلا ولا يريد حكومة، أما الرئيس المكلف فقرر كعادته ان يلتزم الهدوء…والصمت إلى حين عودته إلى بيروت. ومن بيروت سيعلن الرئيس الحريري الموقف الذي يناسب اللحظة السياسية.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

من ثبات الدم الذي أعطى بلا منة وفاء للوطن وكل الأمة، وفي يوم الشهيد، حيث انبتت الأرض المزروعة دما ورجالا نصرا وعزا وعنفوانا، أطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله راسما للعدو والصديق معادلة قوة الحق الذي يؤمن به “حزب الله” وعنه لن يحيد.

متمسكون بقوة لبنان، كان أول الكلام، وبالمعادلة الذهبية من جيش وشعب ومقاومة، وبسلاح المقاومة وصواريخها التي لن نتخلى عنها مهما زادت الضغوط والعقوبات، فنبيع بيوتنا ونحفظ سلاحنا، وأمام أي اعتداء صهيوني أو عدوان رد حتمي، أكد الأمين العام ل”حزب الله”، وعلى لبنان ان يتحمل الضغط الدبلوماسي لكي لا نجعل بلدنا مساحة للتهديد الاسرائيلي.

لا جديد في المعادلة مع العدو الصهيوني، قال السيد نصرالله، ولا جديد في معادلة الوفاء مع الحلفاء، تلك التي رسمها على مساحة الأزمة الداخلية التي أولها الكثيرون ممن لا يعرفون معنى الوقوف إلى جانب الحليف، بعيدا عن كل إملاء خارجي أو اعتبار داخلي.

انها معادلة أخلاقية قبل كل شيء، قال السيد المفتخر بحلفائه ممن منعوا الصراع الطائفي زمن الشحن المذهبي الذي امتهنه كثيرون، ووقفوا إلى جانب المقاومة وحملوا راية فلسطين ولا يزالون.

فلغة البعض اننا لا نقبل سنة من 8 آذار مرفوضة، كما يرفض “حزب الله” العزل أو اقصاء أحد، والاستنسابية ستعيد الأمور الى البداية، وعندها قد لا يبقى تواضع “حزب الله” وحركة “أمل” اللذين تنازلا كثيرا من أجل تسهيل التشكيل.

وعلى شاكلة القاعدة حدد السيد النقاط:

– لسنة 8 آذار مطلب بتوزير أحد نوابهم الستة وهم محقون، ونحن وقفنا معهم وسنبقى عاما بل عامين بل إلى قيام الساعة.

– لسنا طرفا في المفاوضات، وهذه العقدة حلها عند الرئيس المكلف.

– القرار هو عند النواب السنة المستقلين، ونقبل بما يقبلون.

– نريد تشكيل الحكومة ولذلك سهلنا، ولا نريد سجالا أو تحديا مع أحد.

السيد نصر الله الذي رفض اتهام ايران وسوريا بالتعطيل، مبطلا نظريات من سماهم بالفلاسفة المحليين، سأل الذين عطلوا الحكومة لشهور بمطالبهم كيف يتباكون الآن على الوضع الاقتصادي والمالي، ناصحا الرئيس المكلف إن كان جادا بالتأليف ان اللجوء إلى التوتير الطائفي والمذهبي لن يفيد، ولن يبدل بموقف “حزب الله”.

موقف السيد نصرالله لليمنيين، الصبر لأنكم أقرب من أي وقت مضى من النصر المبين، وللفلسطينيين بلأن الأمل بشباب مسيرات العودة وفدائيي الضفة، والخير بسقوط أقنعة الخونة عبر التطبيع العلني بعد ذاك السري.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

كانت مطالعة شاملة ومرافعة كاملة، أكثر منها خطابا أو موقفا للسيد حسن نصرالله اليوم. اختصر السيد في خمسين دقيقة خمسة أشهر من شد الحبال وعض الأصابع والمشاورات والمناورات والتجاذبات. بأسلوب جدلي ديكارتي واضح، واستياء كامن جلي ومرارة لا يخفيها من الخداع والافتراء اللذين يتعرض لهما “حزب الله”. أسف لأنه يحاول يكون “آدمي” زيادة عن اللزوم. وفي هذا الكلام اشارة ورسالة إلى ان الأمر لن يتكرر.

حدد السيد المشكلة والعقدة والمخرج والحل، شارحا، مبينا، مفسرا، عارضا، مبرهنا. انتظر اللبنانيون منذ زمن الرئيس سعد الحريري ليبق البحصة منذ عودته من السعودية، فبقها السيد اليوم بانتظار عودة الحريري من باريس. أكد السيد ان تسمية سنة 8 آذار مفخرة وليس مسخرة، وان 14 آذار بنت خطابها على فتنة بين السنة والشيعة، رافضا الطريقة المهينة التي تدار بها الأمور ويتم بها تشكيل الحكومة من خلال عدم الاعتراف بشريحة موجودة وازنة. وان الحزب ومنذ شهر أبلغ الحريري انه لا يمشي بالحكومة من دون توزير سني حليف، وطلبنا منه ان يتحدث معهم، وكل ما يقال عن عقدة مفتعلة وأرانب وعراقيل غير صحيح.

السيد نصرالله سخف التنظيرات حول منع الرئيس عون و”التيار الوطني الحر” من الحصول على الثلث الضامن بالقول: الرئيس حليفنا الاستراتيجي ومنى عيننا ياخد 12 و13، والعلاقة معه استراتيحجية وراسخة وأكبر مما يحاول البعض تصغيره، هازئا من الذين يتهمون الحزب تارة بالتعطيل وتارة بالامساك بالحكومة لأنها حكومة الحزب، طالبا منهم ان يستقروا على رأي.

بق السيد البحصة مع وليد جنبلاط أيضا. لم يسبق للسيد ان توجه إلى جنبلاط بهذا التوسع والتسمية المباشرة. موقف علني قاس من جنبلاط ولو بابتسامة جامدة بما يشبه رفع الغطاء، طالبا منه تظبيط الانتينات لأن مش ظابطة معك يا وليد بك. هذه اللهجة ومصطلح الانتينات وهجوم جنبلاط الذي فسره الحزب بأنه دخول على خط العلاقة بين التيار والحزب، دفع بوليد جنبلاط إلى الرد بهدوء وبلغة ايجابية تصالحية على السيد عبر “تويتر”.

صحيح ان “القوات اللبنانية” لم تؤيد علنا موقف الرئيس سعد الحريري، مثلما كان موقف “التيار” و”الاشتراكي”، لكن السيد طالبها بارجاء أي كلام من قبلها عن التأخير إلى خمسة أشهر- هي فترة التعطيل الذي تسببت بها مطالبها الوزارية- وإلا عد ذلك اعتداء على شريحة لبنانية.

السيد الذي أكد انه لا يريد تطفيش رئيس الحكومة طالبه، وقبل كل شيء، بوقف التحريض وتحريك الخطاب الطائفي في الشارع والسياسة، ومن ثم بايجاد حل ومخرج هو وحده مسؤول عنه بنظر السيد، وليس “حزب الله” أو رئيس الجمهورية، بل بينه وبين النواب السنة الستة الذين شدد وأكد السيد انه سيبقى معهم سنة وسنتين وألف سنة وحتى قيام الساعة، لأنهم ليسوا فقط يمثلون ناخبيهم بل لأنهم يمثلون سنة 8 آذار الذين وقفوا مع المقاومة في أحلك الظروف ولم يغيروا خطهم السياسي.

الكلام الكبير للسيد والموقف الواضح طوى في ثناياه مخارج وحلول، عندما قال السيد إن الموضوع بالنسبة إلينا هو بالدرجة الأولى اخلاقي، وان ما يقبل به النواب الستة نقبل به ونسلم به. ولعل الكلام الأبرز والأكثر دلالة للسيد هو ما قاله في الدقائق الثلاث الأخيرة، عندما فتح نافذة للحل بسحب المسألة من عند الرئيس والحزب ووضعها بعهدة الحريري والنواب المعنيين: إما وزير من السنة أو مقرب منهم يسمونه هم. على أمل ان تتشكل الحكومة التي قصفها السيد نصرالله بسؤال من العيار الثقيل: هل ستكون حكومة انقاذ أم مشاريع نهب جديدة؟.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

مثل حبيبات البرد الضخمة التي انهمرت على لبنان وأحدثت ضررا عميما في بشره والشجر منذ أيام، مثل السيول الجارفة التي أغرقت الأردن والكويت أمس واليوم، هكذا وبهذه الكثافة والعنف والتعالي، أمطر السيد حسن نصرالله حلفاءه قبل الخصوم، في اطلالته في يوم الشهيد.

ففي معرض دفع التهمة عن نفسه بتعطيل تأليف الحكومة، أصاب حليفه رئيس الجمهورية في صلاحياته، وكأنه يخيره بين سنة الحزب أو الالتحاق بالخصوم. وأصاب الرئيس المكلف في دوره السياسي وفي خصوصيته السنية، قبل ان يتوجه ب: إسمعوا أيها الرؤساء والوزراء والنواب والبطاركة والمشايخ والمفتين والمطارنة، منذرا الجميع انه في ظل غياب المعايير فإنه قد يطالب بـ 10 وزراء للثنائي الشيعي.

وذروة التصعيد كانت في وضعه مفتاح تأليف الحكومة في جيب سنة “حزب الله”، إن أفرجوا عن الحكومة أفرج الحزب عنها، وإن امتنعوا فلا حكومة ولو قامت الدنيا ولم تقعد.

أما الرسالة الأكثر تهكما وقسوة، فخبأها نصرالله لرئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، عندما دعاه إلى تظبيط انتيناته المشوشة التي التقطت مشروعا تعطيليا ايرانيا ومشروعا لعودة بشار إلى لبنان منتقما، فما كان من جنبلاط إلا الرد بتغريدة أكد فيها موقفه الاعتراضي الناعم، ودعا نصرالله إلى تغليب مصلحة لبنان. فيما امتنع الرئيس الحريري عن التعليق إلى ان يعود إلى بيروت.

وكان نصرالله توجه إلى “القوات” و”الاشتراكي”، محذرا من الاعتراض على تأخير الحزب عملية التأليف قبل 5 أشهر من الآن، أي قبل ان يستنفذ الحزب نفس المدة التي استهلكاها لتأمين حصتيهما في الحكومة.

في علم الخطابة السياسية وحركة الجسد، خطاب نصرالله اليوم كان الأعنف، وكأننا عشية انقلاب أو غداة انقلاب، إذ ثبت الحزب مجددا في موقع الآمر الناهي في الشأن اللبناني، ووضع كل المكونات الشرعية في اقامة جبرية لا فكاك منها ما لم تنفذ مشيئته، وتفسير ذلك: إما ان تكون الحكومة كما أريدها أو لا حكومة.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

إنه أعنف خطاب سياسي للسيد حسن نصرالله منذ السابع من أيار.

من أول النقطة على السطر، رفع نصرالله سقف المواقف بعيدا مما أسماه خطأ تواضع “حزب الله”، وتحديدا خطأه هو، فوضع الرئيس المكلف سعد الحريري أمام المعادلة التالية: إما توزير أحد نواب السنة المستقلين أو لا حكومة، وإما العودة بالتفاوض إلى نقطة الصفر.

خطاب السيد، الذي أكد خلاله ان العقدة بحت داخلية، وانها اخلاقية في الدرجة الأولى، أعاد المعنيين ومعهم اللبنانيين بالذاكرة إلى تعليق الانتخابات الرئاسية لما يقارب العامين ونصف العام، للأسباب ذاتها.

أمام هذه المعادلة، يقول المنطق ان مفاوضات التأليف لكي تعود وتنطلق، تفترض بدء حوار جدي مع الرئيس سعد الحريري والنواب السنة المستقلين، وهذا الأمر مرتبط بعودة الحريري المرتقبة مطلع الأسبوع، وقد قالت مصادره للـLBCI ان أي رد لن يصدر عن الرئيس أو تيار “المستقبل”، لأن الموقف سيعلنه الرئيس المكلف بعد عودته.

ومن اليوم حتى تتبلور الصورة، نحن لم نعد أمام عقدة تأليف الحكومة، إنما أصبحنا أمام أزمة وطنية كبيرة، توافرت مشهديتها كاملة، ولم يبق منها سوى طرح الأسئلة التالية: من الذي سيتدخل وسريعا لمحاورة الرئيس المكلف من باب الضغط الذي مارسه السيد اليوم، وتاليا النفاذ من الباب الضيق الذي تركه مفتوحا عندما قال إن “الحزب يقبل بما يقبل به النواب السنة المستقلون”، وهل الحريري قابل للاقتناع وتاليا للتنازل مجددا لصالح لبنان؟.

هامش المناورة ضاق أمام جميع السياسيين، وخناق الاقتصاد اشتد حول رقاب كل اللبنانيين، والوقت يعمل ضد الجميع، فهل من حل؟.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

فائض تواضع سابقا فائض قوة حاليا، وزمن التواضع ولى بالنسبة إلى السيد حسن نصرالله الذي استقدم من مخازنه صواريخ عابرة للوزارات وليسمع اللبنانيون: سنبقى على مطلب سنة المعارضة سنة وسنتين وألف عام وإلى قيام الساعة، وعلى ثابتة: نحن قوم لا نتخلى، فرض الأمين العام ل”حزب الله” الاحترام طريقا للتعامل مع النواب الستة، قائلا إن لغة العزل والإقصاء مرفوضة تجاههم وعليكم الاعتراف بهم ومفاوضتهم، وإذا جاؤوا هم إلى “حزب الله” وقالوا له سلم أسماءك للرئيس المكلف عندئذ فقط نسلم الأسماء.

وبذلك ترك نصرالله الباب مواربا على مخرج إذا تم فسيكون من إخراج النواب الستة أنفسهم، وبمبادرة تواضع أقرب إلى التنازل من شأنها أن تطلق سراح التأليف وتحرر “حزب الله” من التزامه. لكن نصرالله وإن مرر هذا الحل بين سطور القوة، فهو أخلى أيضا ساحة رئيس الجمهورية عندما حيد حصته من التوزير، وأصر على متانة العلاقة بالعماد ميشال عون، ورمى بالمسؤولية حصرا على الرئيس المكلف، ساخرا بابتسامة منظمة من سفره إلى باريس، ومنتقدا سعيه للتحريض المذهبي وتوتير الشارع الذي لن يقدم ولا يؤخر ولا يغير في موقف الحزب.

والتهكم الأبعد مدى كان في باب “تطفيش” “حزب الله” للرئيس الحريري، حيث أعاد نصرالله التذكير بأن الحزب أبدى كل تعاون مع رئيس الحكومة “ومن أول يوم”، وأشار إلى أن الحزب و”أمل” سهلا التشكيل منذ البداية بقبولهما بستة وزراء، على الرغم من تربعهما على ثلاثين نائبا، إلا أن التواضع يبدو خطأ في هذا البلد، وكان علينا أن نطالب بعشر حقائب بحسب المعايير المتبعة مع “الاشتراكي” و”القوات” و”التيار”.

وبلهجة القابض على البوصلة الحكومية، أعلن نصرالله أن “حزب الله” لن يحتاج إلى الاختباء خلف النواب السنة للتعطيل، ويكفي أن “أخرج أنا وأقول مش موافقين على تشكيل الحكومة، وبنرجع عل العد من اول وجديد”.

وعدادات نصرالله بلغت محول وليد جنبلاط، فرد عليه الأمين العام ل”حزب الله” بدعوته “بدك تروق”، ونحن نقبل منك ان تبدأ بالعد بعد أربعة أشهر، أي الزمن الذي استغرقه “الاشتراكي” في التعطيل، وعندها “حاسبنا”. وبطاريات نصرالله العابرة للاتهام، عطلت انتينات جنبلاط التي تم تشغيلها على نحو خاطىء باتهام إيران.

ولم تسلم “القوات” من اتهام الأمين العام، بتأكيده أن معراب عطلت البلد خمسة أشهر فأعطونا أشهرا خمسة وبعد ذلك تكلموا، أما قبل هذه المهلة فكل كلمة ستعتبر اعتداء على شريحة لبنانية وازنة يمثلها النواب السنة المعارضون.

خطاب لم يسلم من أضراره إلا جبران باسيل الوزير العائد من لقاء السادة والمتربع اليوم على الحل، حيث بدأت “انتيناته” بالشغل لتدوير الزوايا الحكومية، واستخراج وزير يبقي الحكومة على قيد الحياة، حيث لا توافيها المنية بعد عودة الحريري مباشرة من باريس، خارجا من الحرب العالمية الأولى وداخلا إلى حرب عالمية ثالثة.