IMLebanon

ام الصبي

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:

مشروعه الإعمار وبناء الوطن وإعادته الى الخارطة الدولية.

منذ اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري توقف هذا المشروع، والأنكى أنّ الذين أوقفوه يدّعون أنهم يريدون إعمار الوطن، طبعاً بالحروب كما حصل عام 2006، فمن أجل تحرير الأسرى وتحت هذا الشعار تم خطف جنديين من جنود العدو الاسرائيلي مما دفع بإسرائيل الى القيام بحرب شعواء على لبنان دمرت فيه عدداً كبيراً من الجسور والأبنية والطرقات وأدّت الى سقوط 5000 قتيل وجريح من الشعب اللبناني ومن الجيش اللبناني ومن المقاومة… وكذلك كلفت تلك العملية غير المدروسة، كما قال السيّد نصرالله كلمته الشهيرة «لو كنت أعلم»، 15 مليار دولار خسائر على الشعب اللبناني.

والأنكى انه منذ ذلك الوقت وليومنا هذا لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل، وطبعاً علينا أن نتذكر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي أبعد «حزب الله» مسافة 50 كيلومتراً الى شمالي نهر الليطاني، وأرسلت الأمم المتحدة قوات دولية وهكذا، بدل أن يكون «حزب الله» على الحدود أصبحت إسرائيل مرتاحة ومطمئنة الى حدودها مع لبنان.

من ناحية ثانية أيضاً رفعت شعارات نفذها مطلقوها يطالبون بالكهرباء ولكن ممنوع أن تصل الكهرباء كما يعدون الشعب 24/24، والأنكى أنّ الوزراء الذين تولوا هذه الوزارة تابعون لاتجاه سياسي واحد.

يتكلمون عن النفايات وكان عندنا أهم شركة («سوكلين») وبسبب المزايدات خسرنا هذه الشركة، وللتاريخ نقول إنّ محافظ مدينة الاسكندرية حضر الى لبنان لكي يطلب من شركة «سوكلين» أن تتولى معالجة النفايات في الاسكندرية.

وهذا ما حصل أيضاً مع السوريين فقد حضر وفد سوري وطلب من صاحب شركة «سوكلين» أن يفتح شركة في سوريا فوعدهم خيراً.

الغريب العجيب أنّ إعلام المقاومة يتصرّف بطريقة إستفزازية وكأنه يريد أن يكمل ما قام به السيّد في خطابه الأخير، الذي تغلبت فيه لغة التهديد والوعيد الكلام الكبير، وهي لغة جديدة لم تكن في يوم من الأيام موجودة في الإعلام اللبناني.

الجميع ينتظر ماذا سيقول الرئيس المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في مؤتمره الصحافي.

وبموجب معرفتنا بالرئيس وحسب سلوكه في أصعب الظروف فإنّ لغة العقل ستتغلب دائماً على لغة العاطفة لأنّ همّه الوحيد هو الحفاظ على السلم الذي يعتبره هدفاً دائماً بالنسبة إليه وهناك أمثلة عديدة على ذلك… قوله الدائم إنّ السلم الأهلي بالنسبة له مقدّس وليس مستعداً تحت أي ظروف أن يضحّي بالسلم الأهلي.

نأتي الى مشكلة جماعة النواب السنّة المعارضين، يبدو أنّ رئيس الجمهورية كان واضحاً في لقائه معهم حيث قال لهم إنّه يريد أن يكون رئيس الحكومة قوياً أولاً، ثم قال لهم إنكم لم تأتوا الى الاستشارات مع بعضكم البعض في كتلة واحدة كما تدّعون بل جاء كل واحد منكم ضمن كتلة نيابية والكتل التي جئتم معها ممثلة في الحكومة…

هذا لا يعني أنه قد أقفل الباب لأنّ الرئيس ميشال عون يريد أن ينجح عهده، ويريد تأليف حكومة، ونظن أنّ هناك أكثر من مخرج لهذه العقدة إذا صفت النوايا… أما إذا كان هناك مخطط آخر لا نعرفه فإننا أمام أزمة حكم خطيرة.