IMLebanon

بالفيديو: نصب فني لبناني فتح معركة اليابان على كارلوس غصن

كانت علاقة كارلوس غصن بالسلطات اليابانية على ما يرام، حتى يوم 22 حزيران الماضي العام الماضي، ما فتح العيون اليابانية عليه، وجعل الجمر الكامن تحت الرماد يظهر على مراحل، فمنذ ذلك اليوم بدأوا يتهامسون بشأنه ويتساءلون، حتى فتحوا ملفه واكتشفوا ما جعلهم يعتقلونه في 19 تشرين الثاني هذا العام، بما عقوبته السجن 7 سنوات، وهو التهرب الضريبي.

في ذلك اليوم، أزيح الستار بمقر “نيسان” للسيارات في مدينة Yokohama القريبة 43 كيلومتراً من طوكيو، عن مجسّم معدني من عمل فنان تشكيلي لبناني اسمه نديم كرم يتحدث في فيديو عن المجسّم الذي كلفه كارلوس غصن بصنعه، ودفع له قيمته مليون دولار من صندوق الشركة.

واغتاظ من فتحوا عيونهم على غصن مما اعتبروه “تنفيعة” منه لمواطنه الفنان اللبناني، وفق ما يمكن استنتاجه من مقدمة تحقيق عن اعتقاله، نشرته صحيفة أسبوعية مقرها مدينة “ديترويت” الأميركية، هي Automotive News ولم تذكر فيه اسم الفنان اللبناني، ولا بثت في موقعها فيديو أو صورة للمجسّم الذي قالت إن اسمه Wheels of Motion مع أن الاسم مختلف، لكنها ذكرت في مقدمة تقريرها الذي نشرته يوم 16 كانون الاول الجاري، أن المغتاظ الأكبر كان الرجل الذي ورث عن غصن في نيسان العام الماضي منصب الرئيس التنفيدي للشركة، وهو الياباني هيروتو سايكاوا.

والاسم الحقيقي للنصب المعدني هو Wheels of Innovation أو “عجلات الإبداع” وصنعه كرم بارتفاع 5 أمتار في مقر شركة “نيسان” نفسها بيوكوهاما، مجسداً فيه قيمها وما طرأ عليها من تحول طوال 17 سنة مضت من إدارة غصن لها، وهو نصب من 5 عجلات مختلفة الأحجام، تشير إلى نمو “نيسان” عالمياً، وإلى الاستدامة الملتزمة بها والتحديات والتحالفات (مع “رينو” الفرنسية) كما والتعددية، طبقاً لما قرأت “العربية.نت” في شرح من الشركة عن الفيديو الذي بثته قبل عام في قناة “يوتيوبية” تابعة لها، وببدايته يتحدث غصن، ثم الفنان اللبناني نديم كرم.

وفي تحقيق الصحيفة أن Hiroto Saikawa لم يكن مرتاحاً للنصب المعدني، ولم يرق له اكتشافه أنه كان آخر من يعلم به إلا في آخر لحظات سبقت إزاحة الستار عنه في الحفل الذي اكتظ بإعلاميين ومصورين، فراح يتململ غاضباً على مرأى ممن كانوا معه وحوله بسبب إخفاء الأمر عنه واكتشافه أن العمل الفني تم صنعه من دون أن تدري به الشركة التي كلفها مليون دولار، وأن المجسّم كان لامتداح غصن أكثر من تمجيد “نيسان” نفسها.

ثم بدأت الوشوات والوسوسات تتوالد كغيوم الجراد، ومعها تساؤل بديهي ومهم: لماذا يطلب كارلوس غصن من فنان جاء به من لبنان ليقوم بعمل فني كان يمكن أن يقوم به أيضاً فنان ياباني، وربما أفضل، لأنه يفهم “نيسان” ودورها وبلادها أكثر منه بمرات، لذلك كرّت سبحة التساؤلات والشبهات حتى وصلت إلى ما حدث به الشرخ الأكبر، فاكتشفوا ما اعتبروه تلاعبات ضريبية بأكثر من 44 مليون دولار خلال 5 سنوات في ملف غصن المفتوح الآن على مصراعيه.