IMLebanon

“البنتاغون” قد يوصي باحتفاظ الأكراد بأسلحتهم

ضبابية تخيم على مصير منبج ومناطق شرق الفرات شمالي سوريا بعد الانسحاب الاميركي المرتقب في حين خرج الاجتماع الروسي التركي الذي وصف بـ«الحاسم» بين مسؤولين بارزين امس بمواقف وتصريحات فضفاضة حول من سيمسك الارض بعد الاميركيين دون إعلان صريح عن نتائج المباحثات، وبقي التركيز على وحدة سوريا ومحاربة الارهابيين.

وأمس أفرغت الولايات المتحدة، أحد مستودعاتها العسكرية شمال شرقي سوريا، للمرة الأولى، عقب إعلانها قرار سحب قواتها منها. وأفادت مصادر محلية في محافظة الحسكة لـ«الأناضول» أن الولايات المتحدة أخلت أحد مستودعاتها في مدينة المالكية الجمعة، وأن المستودع يضم مخازن عدة، ويعمل فيه نحو 50 جندياً أميركياً. ولفتت إلى أنه جرى إرسال سيارات مصفحة من نوع همر وشاحنات كانت داخل المستودع إلى العراق. في حين أكدت مغادرة الجنود الأميركيين العاملين في المستودع إلى العراق. ويعد المستودع أحد مراكز توزيع الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى قوات سوريا الديموقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا عبر العراق.

في حين حذر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من مخاطر الانسحاب الأميركي الذي قد يؤدي إلى تعزيز انتشار تنظيم داعش الارهابي خاصة في مناطق شمال شرقي البلاد. وحذَّر من أن الانسحاب سيؤثر بشكل مباشر في الاكراد المتواجدين بالمنطقة، بقوله: «علينا ألا ننسَ أن هؤلاء يشكلون عنصرًا سوريًا مهمًا جدًا».

وفي موسكو أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا على تنسيق العمليات البريّة في سوريا بعد إعلان واشنطن سحب قواتها. وقال لافروف عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو: «ركزنا بشكل خاص على الظروف الجديدة التي تبدو مرتبطة بالانسحاب العسكري الأميركي المعلن». وأضاف «جرى التوصل إلى تفاهم بشأن الطريقة التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية».

وأكد جاويش أوغلو بدوره أن البلدين سينسقان العمليات، وقال: «سنواصل العمل بشكل نشط والتنسيق مع زملائنا من روسيا وإيران لتسريع التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا».

توصية أميركية

لكن قرار ترامب بالانسحاب الذي ينظر اليه الروس بنظرة التشكيك، يبدو انه لن يترك الاكراد لمصيره، فوفقاً لأربعة مسؤولين أميركيين، يخطط قادة أميركيون لانسحاب القوات من سوريا لكنهم يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.

وقال ثلاثة من هؤلاء المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأميركي. ولم تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأميركية في نهاية الأمر للبيت الأبيض. وأضاف المسؤولون أن المناقشات في مراحلها الأولى داخل البنتاغون ولم يتم اتخاذ قرار بعد. وسيتم عرض الخطة خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس دونالد ترامب القرار النهائي.

وقالت البنتاغون إن التعليق عما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمرا «غير ملائم» وسابقاً لأوانه.

وقال شين روبرستون المتحدث باسم البنتاغون إن التخطيط جارٍ ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا».

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم داعش. وأضاف المسؤول أن «القتال لم ينتهِ. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح».

وسيؤدي اقتراح ترك الأسلحة مع وحدات حماية الشعب التي قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر إلى طمأنة الحلفاء الأكراد على أنه لن يتم التخلي عنهم. كما أن تحديد أماكن كل هذه الأسلحة سيكون عملية شبه مستحيلة بعد ان تم توزيعها على الجبهات.

لا أعلام للنظام في منبج

إلى ذلك، وبعد نفي متحدث باسم الجيش الأميركي مزاعم النظام السوري بدخول قواته إلى مدينة منبج، أكدت مصادر من داخل المدينة، عدم دخول وحدات من النظام، مشيرة إلى أن «أعلام نظام الأسد لم تُرفع في المدينة أبداً» وأن «الوضع داخل المدينة لم يتغير بعد، وقوات سوريا الديموقراطية هي الوحيدة التي تتواجد ضمن المدينة».

في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الذي تدعمه أنقرة، أن «قواتهم تحرّكت باتجاه كامل محور الجبهة مع مدينة منبج وريفها، وأن «ساعة إعلان المعركة ستكون في القريب العاجل». كما وصلت تعزيزات جديدة للجيش التركي، إلى منطقة إيلبايلي بولاية كليس (جنوباً)، تمهيدًا لنشرها على الشريط الحدودي مع سوريا.

في المقابل، يعيش سكان منبج حالة من القلق والترقب، وشهدت المدينة حركة اعتيادية في أسواقها، وسط استنفار أمني وفق مراسل «فرانس برس» الذي شاهد قوات محلية تقوم بالتدقيق في هويات الداخلين الى المدينة وتفتيش سياراتهم. وقال إن سيارات مزودة برشاشات من طراز دوشكا تنتشر في الشوارع الرئيسية والساحات العامة وقربها مقاتلون ملثمون ومدججون بسلاحهم.

ويقول أبوعزيز جابر (48 سنة): «لدى الناس خوف كبير من الانسحاب الأميركي أولاً ومن الدخول التركي ثانياً». ويوضح أبو عزيز «حتى الآن لم نرَ الجيش السوري في المدينة، لكننا نسمع أنه سيدخل»، مضيفاً «الناس في حالة رعب ويخشون على مصالحهم».

وقرب عربته المحمّلة بالخضار في سوق منبج لا يخفي الشاب محمد المحمد (22 عاماً) قلقه ويقول بانفعال: «نسمع أخباراً متضاربة ولا نعرف ما سيكون مصيرنا.. نحن شعب درويش نركض وراء لقمتنا فقط وهذا ما نعرفه (..) ما نريده هو الأمان والسلام».