IMLebanon

عواصف سياسية ومناخية ومالية

حفلت نهاية الأسبوع، بجملة من التطورات الميدانية عشية القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية الرابعة التي أعلنت ليبيا رسمياً عدم المشاركة فيها، وسط تأكيد بعبدا ان القمة في موعدها، ورد من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الرئيس نبيه برّي من زاوية ان فريقه يعترف فقط بـ6 شباط أي تفاهم مار مخايل 2006 (الذي وقّع مع حزب الله).

1- اجتماع مالي اقتصادي في بعبدا، ناقش الإجراءات الواجب اتخاذها، من زاوية ان الوضع المالي سليم، كما أكّد حاكم مصرف لبنان، وتوضيح وزير المال في حكومة تصريف الأعمال انه كان يقصد بـ«هيكلة الدين العام» كيفية معالجة الدين العام.. وأن الأسواق اطمأنت إلى التطمينات اللبنانية..

2- اقدام عناصر من حركة «أمل» على إنزال علم ليبيا من البيال، ووضع علم حركة «أمل» مكانه، وتنظيم مسيرة سيّارة امام فندق الفورسيزون (fourseason) احتجاجاً على عدم اتخاذ أي اجراء رسمي، وفي سياق الضغط لمنع وصول ممثّل ليبيا إلى بيروت للمشاركة في القمة..

3- اتساع دائرة التظاهرات في المناطق اللبنانية احتجاجاً على الأوضاع العامة، سواء لجهة البطالة وغياب الضمانات الاجتماعية والاستشفائية والاستمرار بنهب الدولة ومقدراتها، سواء في صيدا أو النبطية أو البقاع، وصولاً إلى ذوق مكايل وطرابلس.. تحضيراً للاحد المقبل.. ولرفع الصوت مع انعقاد القمة الاقتصادية العربية.

4- الحملة العنيفة التي شنّها النائب طلال ارسان والوزير السابق وئام وهّاب، اللذان شنا حملة على القضاء واشادا بالعهد.

5 – محادثات ملتبسة لوكيل الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل في بيروت، بدأت من كليمنصو، بلقاء النائب السابق وليد جنبلاط.. انتقدتها دوائر بعبدا باعتبار ان الزيارة من حيث بدأت، لا تصب في خدمة الأهداف التي تتحدث عنها واشنطن لجهة دعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره..

وهيل الذي وصل إلى بيروت بعد ظهر السبت يجري اليوم محادثات رسمية مع الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، حيث من المتوقع ان يتحدث عن نتائج زيارته في تصريحات بعد لقاء المسؤولين.

ومن معالم التصعيد السياسي ما كشفه هيل، الذي بكر بالوصول إلى بيروت ليصب زيتاً اميركياً على نار الخلافات السياسية، أو تلك الناشبة في الداخل، على خلفية الانقسام من موضوع القمة العربية الاقتصادية والتنموية التي ستعقد في بيروت يوم السبت المقبل، بسبب دعوة ليبيا إليها وتغييب سوريا عنها، فيما بات وضع تشكيل الحكومة في آخر الاهتمامات، حيث لم يعد أحد يتحدث عنه، حتى لمجرد التلميح.

وزاد في الطين بلة، دخول إسرائيل على خط التوتر جنوباً،  بحديثها عن اكتشاف نفق سادس قالت ان «حزب الله» أقامه من بلدة الرامية وصولاً إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانها عازمة على تدميره لاحقاً، بالتزامن مع استكمال قوات الاحتلال إقامة الجدار الاسمنتي في مقابل العديسة، ضمن النقاط المتحفظ عليها لبنانياً على الخط الأزرق.

واللافت ان الإعلان الإسرائيلي جاء بالتزامن مع بيان للسفارة الأميركية في بيروت، أوضح بشكل لا لبس فيه ان زيارة هيل للعاصمة اللبنانية هي للتحريض على «حزب الله» ودعم الإجراءات العسكرية للكيان الإسرائيلي المحتل، عند الحدود، حيث قالت السفارة ان «هيل سيشدد على قلق الولايات المتحدة من أنشطة «حزب الله» المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة، بما في ذلك الاكتشافات الأخيرة لانفاق الحزب العابرة للحدود»، والتي اعتبرها البيان بأنها «تتحدى قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتعرض أمن الشعب اللبناني للخطر وتقوض شرعية مؤسسات الدولة».

وأفادت مصادر جهات سياسية التقت هيل انه أبلغ من التقاهم السبت والاحد، الموقف ذاته الذي تضمنه بيان السفارة في بيروت، لكن المصادر قللت من إمكانية زيادة التوتر الداخلي لأن كل طرف متمسك بموقفه المعروف، ولا توجد توقعات بتغييرات ما بل ستبقى الأمور تراوح مكانها من الجمود.

وسيلتقي هيل اليوم الرؤساء عون في الثامنة والنصف صباحا، ثم يزور الرئيس برّي ثم الرئيس الحريري، وعند الواحدة بعد الظهر ووزيري الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل، بعد ان كان زار السبت جنبلاط في كليمنصو ترافقه السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، ثم التقى أمس، كلا من قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليزرة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، حيث تركز البحث، بحسب معلومات الأمن العام على التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية والتوتر الناجم عن استئناف العدو الإسرائيلي بناء الجدار العازل في مناطق حدودية متنازع عليها مع لبنان، وتطرق الجانبان إلى موضوع الحدود البحرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وإلى تطورات الاوضاع في المنطقة.

وفي تقدير مرجع سياسي كبير، ان الساحة اللبنانية مفتوحة الآن، والوضع متأزم على كل المستويات، نتيجة التصعيد الأميركي ضد إيران وحلفائها في المنطقة، والذي يقابله استنفار «محور المقاومة» الذي تمثله إيران مع النظام السوري و«حزب الله»، ما يخلق فرصة لتسجيل المواقف العالية السقف، مثل الكلام الناري الذي صدر عن الوزير طلال أرسلان ورئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهّاب في ذكرى أربعين مرافق وهّاب محمّد أبو ذياب، وفي حضور ممثل «حزب الله» محمود قماطي.

لكن المرجع ذاته أكّد لـ«اللواء» انه بمجرد ان تنتهي العاصفة السياسية في المنطقة، ستنعكس على لبنان تهدئة سياسية وتتشكل الحكومة، فسرعان ما تهدأ العاصفة الداخلية والمواقف النارية، ويبقى المهم الاتفاق على خطوات بعد تشكيل الحكومة.