IMLebanon

الأسد يستغل الملف الإنساني لإجبار الحكومات الأوروبية على إعادة فتح سفاراتها

ذكر ثلاثة دبلوماسيين كبار بالاتحاد الأوروبي أن الرئيس السوري بشار الأسد ألغى تأشيرات دخول خاصة لدبلوماسيين ومسؤولين من الاتحاد يسافرون بانتظام بين بيروت ودمشق، مما يعقد جهود توزيع المساعدات على ضحايا الحرب الأهلية.

ومنذ انفجار الصراع السوري عام 2011، يستخدم الاتحاد الأوروبي العاصمة اللبنانية بيروت، قاعدة دبلوماسية له في الوقت الذي أغلق فيه معظم سفاراته في دمشق احتجاجا على ما يصفه بهجوم الأسد الوحشي على المعارضة.

وكشف الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن الحكومة السورية ألغت اعتبارا من بداية كانون الثاني الجاري التصريح الخاص الذي يستخدم للحصول على تأشيرات دخول متعدد إلى دمشق دون أن تقدم تفسيرا لذلك.

وقال دبلوماسيو الاتحاد، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إنهم يعتقدون أن ذلك محاولة لإجبار الحكومات الأوروبية والتكتل على معاودة فتح سفارات في دمشق، مع استعادة الجيش السوري السيطرة على معظم مناطق البلاد بفضل التدخل الروسي الحاسم في العام 2015 في المشهد السوري وقلبه لموازين القوى.

وذكر أحد الدبلوماسيين “إنها مشكلة خطيرة بالنسبة للمساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي… هذا إجراء يؤثر على الدبلوماسيين وموظفي السفارات الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي”.

وأنفقت المفوضية الأوروبية نحو 800 مليون يورو (909.44 مليون دولار) على المساعدات الغذائية وتوفير الأدوية والمأوى للسوريين داخل بلادهم منذ بداية الأزمة.

وليس هناك تقديرات متاحة لتأثير منع تأشيرة الدخول المتعدد، لكن متحدثا باسم المفوضية قال إن التكتل “يفعل كل ما في وسعه لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتقليل أي تأثير إلى الحد الأدنى على توصيل المساعدات الإنسانية إلى داخل سوريا”.

وفرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة الاثنين على النظام السوري، مشددا على أنه لن يغير سياسته حتى يتم الانتقال السياسي في إطار عملية سلام تقودها الأمم المتحدة. ولكن دبلوماسيين أوروبيين يقولون إن الأسد يشعر بأن وضعه حاليا أكثر رسوخا مقارنة بعدة سنوات مضت إذ يعزز مكاسبه على الأرض بينما تعيد دول أخرى النظر في مواقفها.

وقال دبلوماسي ثان “حتى الآن الاتحاد الأوروبي على قلب رجل واحد في ما يتعلق بسياسته بألا نتعامل مع الأسد لكن يبدو أن الأخير يشعر أن موقفه التفاوضي أقوى الآن”.

وظهرت في الفترة الأخيرة تغيرات في المواقف الدولية والعربية على وجه الخصوص من الأزمة السورية، وقام الأردن الثلاثاء برفع تمثيله الدبلوماسي في سوريا إلى درجة “قائم بالأعمال بالإنابة”. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية سفيان سلمان القضاة، بأنه تقرر تعيين دبلوماسي أردني برتبة مستشار كقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية في دمشق.

وشدد القضاة على أن القرار يأتي منسجما مع الموقف الأردني منذ اندلاع الأزمة بالإبقاء على السفارة الأردنية في دمشق مفتوحة.

وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أول رئيس عربي يزور دمشق منذ بداية الصراع. وتحدث القيادي في حركة فتح عزام الأحمد قبل أيام عن زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا، وذلك على هامش افتتاح مكتب لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في دمشق.

وتبقى مساهمة دول عربية محتملة في إعادة إعمار سوريا مسألة تأخذ في الاعتبار أيضا، بينما تناقش دول الجامعة العربية ما إذا كانت ستلغي تعليق عضوية دمشق.

ويقول الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي يبدو أن الانسحاب الأميركي من سوريا شجع الأسد. وأربك ترامب فريقه للأمن الوطني بقرار مفاجئ في 19 ديسمبر بإعلان سحب القوات الأميركية من سوريا.

ويرى متابعون أن الانفتاح على دمشق يسير قدما لكن بوتيرة بطيئة، حيث إن هناك جملة من المحددات لانفتاح كامل ومنها خروج إيران وإجراء عملية سياسية برعاية أممية تنهي مسببات النزاع.