IMLebanon

تحذيرات مراجع دولية مالية وراء تعجيل التشكيل

كتب انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

تجري اتصالات مكثفة على خط تأليف الحكومة العتيدة وبلغت ذروتها في الساعات الماضية في ظل ترقب وحذر لما قد تسفر عنه الاتصالات الجارية على غير مستوى وصعيد لا سيما وأن التجارب التي حصلت في محطات كثيرة جعلت الكثيرين في موقع الترقب وتوقع كل شيء، وعلى طريقة ما يشير إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قائلاً «ما تقول فول تيصير بالمكيول». على هذا الأساس يعمل الجميع، إنما هناك عناوين كثيرة دفعت بالرؤساء الثلاثة لإبداء تفاؤلهم لقرب ولادة الحكومة لأنه بات واضحاً أن ما يعجل بالتأليف ويبعث على التفاؤل يتمثل دوماً بالعاملين الإقليمي والدولي وضغوطاتهما على حلفائهما، بحيث تكشف مصادر سياسية عن تحذيرات من أعلى المراجع المالية في العالم طرحت عبر لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلال اتصالات هاتفية وأيضاً عبر الموفدين من مؤسسات مالية عربية وعالمية ومفادها أن لبنان بات دولة في طريقها إلى الإفلاس  والسير في السياسة الحالية على الطريقة اللبنانية سيؤدي إلى مآسي مالية إذا صح التعبير، وليس بوسع أي دولة أن تساعد لبنان أمام هذا الواقع وخصوصاً في ظل تفاقم حالات الهدر والفساد، إضافة إلى هذا الفراغ الحكومي والذي لا يشجع أي دولة في تقديم مساعدات أو الإقدام على الاستثمارات إزاء هذه الأجواء والظروف التي يمر بها لبنان، مما يستدعي عملاً سريعاً من المسؤولين اللبنانيين للخروج من هذا النفق المظلم.

وتضيف أنه وإزاء هذه التحذيرات فإن اجتماعات عاجلة عقدت في قصر بعبدا وبيت الوسط إلى تشاور دائم في عين التينة، وكل هذه الاجتماعات صبّت حول الواقع المالي في لبنان وصولاً إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية غير الطبيعية التي يجتازها لبنان، تالياً هناك أجواء أخرى كان لها دورها في دق ناقوس الخطر والإسراع في الاتصالات قبل فوات الأوان وذلك من خلال الحراك المطلبي وتحرك الشارع والمخاوف التي قد تنجم عن هذه التحركات، لأن الشارع له ارتداداته السلبية على كل المستويات، وفي حال تطورت الأمور ليس بوسع أي طرف أن يوقف أي تحرك، ومن ثم ما دفع بكثافة هذه الاتصالات هو أوضاع المنطقة وتفاعل الانفجارات في سوريا وعودة الأمور إلى الأوضاع غير  المستقرة والمخاوف أيضاً من انعكاسها على الداخل اللبناني ولا سيما وحتى الساعة لن تحصل أي إيجابيات بصدد الملف السوري من خلال حسم هذه الأزمة عبر توافق موسكو وواشنطن، ما يعني أن الأوضاع في مكانها ولا يمكن للبنان أن ينتظر الفرج وأوضاعه آخذة في التدهور سياسياً واقتصادياً ومالياً.

هذه العوامل الخطيرة داخلياً وإقليمياً وتحديداً الشأن المالي، كان لها أثرها في استعجال الاتصالات فور انتهاء قمة بيروت وظهور إيجابيات خليجية داعمة للاقتصاد اللبناني ما حرك هذه المساعي بدعم من هذه الدول ومن ثم توافق جامع من المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان وعدم تضييع فرصة «سيدر» وكل الاتفاقات المالية والاستثمارية والاقتصادية وعلى هذا الأساس أيضاً يمكن القول أن الحكومة قد تلد في الأيام المقبلة مع الحذر الشديد نظراً لعدم الثقة لدى الساعين لتشكيل الحكومة أو إمكانية بروز أي عقدة، لكن ثمة أجواء إيجابية حتى الساعة والأيام المقبلة ستبلور هذه الأوضاع والمساعي والاتصالات وكلها تصب في خانة تشكيل حكومة لعدم دخول لبنان في نفق مظلم، وبناء عليه فإن الصيغة الحكومية تبدو أنها تميل إلى التوافق وعدم التمسك بأي طرف بالثلث المعطل، ما يعني صيغة الثلاث عشرات. إضافة إلى عدم استثناء أي مكون سياسي ووضعه خارج الحكومة بل العمل على صيغة ترضي الجميع وتكون حاسمة بعيداً عن التجارب السابقة وهذا ما قد يحصل ويشكل مفاجئة إيجابية، إذا لم تستجد أي عوائق غير اعتيادية.