IMLebanon

نصرالله يقف “خلف” الجيش لتبرير عدم التصدي للجدار الإسرائيلي

اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن المقابلة التلفزيونية التي أجراها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله  مع إحدى الفضائيات التي تبث من بيروت استهدفت الاحتماء بالجيش اللبناني في ما يخصّ الجنوب حيث تبني إسرائيل جدارا فاصلا مع لبنان.

وأشارت في هذا المجال إلى أن الهدف من المقابلة كان توجيه رسالة إلى أهل الجنوب اللبناني فحواها أن حزب الله لا يريد حربا مع إسرائيل، كما لا يريد التصدي للجدار الذي تبنيه تل أبيب في تلك المنطقة.

وذكرت أن الأمين العام لحزب الله أراد القول لشيعة جنوب لبنان إن همّه الأول هو التركيز على الوضع الداخلي اللبناني حيث بات حزبه يمتلك أوراق اللعبة السياسية كلّها تقريبا. ولاحظت أن حزب الله أراد في الوقت ذاته الظهور بمظهر من يلعب دور الطرف المعتدل في لبنان وذلك من أجل التغطية على دوره في منع تشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري.

وقالت هذه المصادر إن العبارة الأهم في المقابلة لم تكن التحذير الموجه إلى إسرائيل من شنّ حرب على لبنان بمقدار ما أنّها كانت التأكيد على أن حزب الله يقف “خلف” الجيش والدولة اللبنانية في كل ما له علاقة بالجدار الذي تبنيه إسرائيل على طول خط اتفاق الهدنة مع لبنان والذي يسمّى “الخط الأزرق”.

ورأت أن نصرالله صعّد كلاميا في المقابلة في حين أراد طمأنة إسرائيل بأن لا نيات عدوانية لحزب الله تجاهها. ولفت هذه المصادر ظهور نصرالله في المقابلة مع قناة “الميادين” في مظهر الناطق باسم المحور الإيراني-السوري في ما يخصّ المنطقة كلّها مع تحليل خاص بالوضع الداخلي الأميركي.

واعتبرت أن الأمين العام لحزب الله أراد إعطاء انطباع بأنّ الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا سيخلق وضعا جديدا في المنطقة ويشرع الأبواب أمام حرب شاملة. وأوضحت أن مثل هذا التطور حمل نصرالله على التحذير من امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة يمكن أن تطلق في اتجاه تل أبيب.

وعبرت المصادر السياسية اللبنانية عن استغرابها من الطريقة التي تحدّث فيها نصرالله عن اكتشاف إسرائيل لأنفاق تربط بين الأراضي اللبنانية ومدينة الجليل.

وقالت إن تصوير “تأخّر إسرائيل في اكتشاف الأنفاق” بأنه “انتصار لحزب الله” يعكس حرجا شديدا داخل الحزب الذي كان يعتقد أن هذه الأنفاق ستسمح لعناصره بالتسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من “الخط الأزرق” واحتجاز رهائن فيها.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها نصرالله عن اكتشاف الأنفاق على الحدود. وكانت إسرائيل قد كشفت الستار الشهر الماضي عما أسمته “أنفاقا هجومية” قالت إن حزب الله حفرها، وشكا لبنان من تشييد إسرائيل جدارا بمناطق متنازع عليها على الحدود مما أدى إلى تفاقم التوتر.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن نصرالله يعيش حالة ارتباك شديدة بعد تجريده بشكل كامل من سلاح الأنفاق، مؤكدا أن عناصر حزب الله بذلوا جهودا جبارة في حفرها.

وقال نتنياهو في تعليق له إثر بث المقابلة مع الأمين العام لحزب الله إن “نصرالله يعيش في ضائقة مالية بسبب العقوبات المفروضة على إيران، التي ألحقت أضرارا جسيمة بمصادر التمويل التابعة لإيران ولوكلائها وعلى رأسهم حزب الله”. واختتم تعليقه بالقول إن نصرالله “لديه أسباب جيدة كي يتجنب الشعور بقوة ذراعنا”.