IMLebanon

أسبوع الحسم قبل القرار النهائي و”القوّات” تتهم أطرافاً بمحاولة تحجيمها

كتب انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

اقتربت ساعة الحسم عند الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته من باريس إثر لقاءات لبنانية في العاصمة الفرنسية بقيت مدار تساؤلات غامضة وتحديداً اللقاءين مع كل من وزير الخارجية جبران باريس ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وهنا تكشف المصادر السياسية المتابعة أن لقاءين حصلا بين الحريري وباسيل لم يكشف عن مضمونهما، إنما الأجواء غير مريحة، حيث لا زال الوزير باسيل متمسكاً بموقف «التيار الوطني الحر» إن على صعيد الحصة الوزارية أو الحقائب ومن ثم ما يحيط بالثلث المعطل بقي معلقاً مع أجواء تقول أن البعض من حلفاء التيار لا يمانع بذلك، في وقت تشير معلومات أخرى إلى أن الدكتور سمير جعجع قال للرئيس الحريري بأن القوات اللبنانية إلى جانبه ولكن ما سبق واتفق عليه حول توزيع الحقائب فذلك لا تراجع عنه إطلاقاً، باعتبار أن القوات تنازلت كثيراً وسهلت عمل ودور الرئيس الحريري إلى أبعد الحدود، وتعتبره حليفاً أساسياً، إنما هناك من يسعى لتحجيم دور القوات وإظهارها بأنها من يعيق التأليف، وهذا ما سبق وحصل في بعض المحطات والآن يعاودون الكرة في هذا السياق.

وفي هذا الإطار، ينقل عن أكثر من مسؤول يواكب الاتصالات والمشاورات الجارية على صعيد المساعي التي يقوم بها الرئيس المكلف وأطراف أخرى، بأن الضبابية تحيط بملف تشكيل الحكومة، وأن الخلافات لا زالت مكانها والأمور تحتاج إلى جهود مضنية، وأكثر من ذلك في ظل الصراع القائم داخلياً الذي له علاقة وثيقة بكل الملفات من خلال بعض الأفرقاء الذين يسعون إلى فرض شروطهم على خلفية تتعلق بالحرب السورية وأمور أخرى وصولاً إلى أن أوضاع المنطقة تشهد تطورات وتحولات دراماتيكية تؤثر على مجريات الأوضاع الداخلية ومن ضمنها تأليف الحكومة، وما يتعرض له رئيس اللقاء الديموقراطي عبر حلفاء دمشق وصولاً إلى الحملات التي تطاول الحريري وعودة تحميل القوات اللبنانية مسؤولية التعطيل من خلال السعي لمعاودة توزيع الحقائب والمس بما سبق وأعطي لها إضافة إلى حملات على بعض وزرائها، فكل ذلك لا يأتي صدفة وإنما يصب في خانة التعطيل وفرملة التأليف وإرباك الرئيس المكلف والعودة إلى المربع الأول.

من هنا، ثمة انتظار لخطوة الرئيس المكلف التي باتت قريبة جداً، وهو الذي قال أنه سيحسم الأمر الأسبوع المقبل، أي الأسبوع الجاري، وبناء عليه فإن كل الاحتمالات واردة أمام هذه الأجواء وعدم وضوح ما سيحصل لأن التطورات تسابق المساعي والاتصالات والمشاورات الجارية في أكثر من اتجاه، لذلك فإن البعض ومن خلال معلومات متقاطعة، يرى أن الرئيس الحريري لم يعد قادراً على التحمل أكثر أمام الضغوطات التي يتعرض إليها من المجتمع الدولي والدول المانحة على وجه الخصوص، في سياق ما سبق والتزم به بعد مؤتمري «سيدر» و«بروكسل»، والموقف الفرنسي الأخير كان واضحاً ومخيفاً عندما حمّل الدولة اللبنانية مسؤولية خسارة مرتقبة لأموال «سيدر» في ظل الفراغ الحكومي وما يجري في لبنان، إضافة إلى ما يتحمله الحريري في إطار آخر عبر الحملات السياسية، ولهذه الغاية فإن الخطوة التي سيقدم عليها باتت على قاب قوسين من الوضوح، فإما أن يساعده جميع الأطراف من أجل ولادة الحكومة في وقت قريب جداً وتحديداً هذا الأسبوع، وإلا سيكون له كلام آخر وواضح وحاسم، وهذا ما أشار إليه الأسبوع المنصرم.

من هذا المنطلق، الجميع يترقب ما سيقوله الرئيس المكلف، إضافة إلى أن ثمة معطيات كثيرة تؤشر إلى صعوبة هذه المرحلة إن على صعيد التأليف أو تفاعل الانقسام السياسي الداخلي، والبلد بات يحتاج إلى دعم دولي لإنقاذه من الأوضاع التي يعيشها اقتصادياً ومالياً وسياسياً، وإلا فإن لبنان أمام نفق مظلم في هذه المرحلة الاستثنائية، وعليه فالأيام القليلة المقبلة ستوضح مسار كل هذه المسائل.