IMLebanon

الطبخة الحكومية.. “ما اسْتَوت بَعد”!

نجح الرئيس المكلف سعد الحريري في فرض أجندة التأليف على ما عداها، في محاولة لإنجاز هذا الملف المأمول ان يفتح الباب امام انفراج اقتصادي وملء الشواغر في مجلس الجامعة، والمجلس العسكري، والإدارات، فضلاً عن تشريع الانفاق، وإقرار الموازنة، وتحريك العجلة الاقتصادية، انطلاقاً من وضع مقررات مؤتمر «سيدر» قيد التطبيق.

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «اللواء» عن ان «الطبخة الحكومية ما استوت بعد» وان اختيار الوزير عن اللقاء التشاوري لا يزال يخضع لأخذ ورد في ضوء تفاهم يقال انه حصل بين عضو في اللقاء بتوزير مقرّب منه جداً مع الوزير جبران باسيل، أدى إلى اغضاب نائب آخر، واضطراره إلى مغادرة بيروت إلى طرابلس احتجاجاً.

وقالت المصادر ان عدم زيارة الرئيس المكلف إلى عين التينة اليوم، يدل على عدم نضوج طبخة تبادل الحقائب، في ضوء موافقة الرئيس برّي على حقيبة بديلة لحقيبة البيئة، التي صارت من حصة التيار الوطني الحر.

وكاد الحماس السياسي، على وقع حركة لم تهدأ على جبهتي العقدتين: تموضع الوزير الممثل للقاء التشاوري (أو نواب سنة 8 آذار)، وتبادل محدود لحقيبتين أو أكثر، بين الرئيس نبيه برّي، الذي ابقى يده على «زناد» الجلسة التشريعية، وحليفه (حتى وقت قريب) النائب السابق وليد جنبلاط، وربما تعدى الأمر إلى «القوات اللبنانية».. ان يعطل كل شيء بانتظار الدخان الأبيض من بعبدا، في مهلة زمنية، لا تتعدّى بعد غد السبت، وفقاً لوصف اللقاء التشاوري النائب عبد الرحيم مراد، مع العلم ان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، الذي لن يكون في الوزارة العتيدة، ملحم رياشي غرّد على حسابه على «تويتر»: واخيرا خلصت الجمعة، (فبراير) شباط 2019.

وتتفق مصادر على صلة بـ«حزب الله» مع ما ذهب إليه رياشي، لجهة موعد يوم غد، لكنها تضع التفاؤل، والحذر على كفتي ميزان في لحظة حذرة، تستوجب التكتم، لإنهاء الرتوش على اتفاق «الوزير السني» من خارج «المستقبل»، والمرتبط إعلانه بين تبادل الحقائب بين الرئيسين برّي والحريري والوزير باسيل.

وعلى الرغم من ضبابية الصورة والتي لم تنقشع بشكل كامل بعد، فإنه يبدو ان «معضلة» تشكيل الحكومة اقتربت من خواتيمها السعيدة، بحسب ما تسرب من مصادر كل الأطراف المعنية بالتأليف، ولا سيما من «بيت الوسط» و«التيار الوطني الحر» و«اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»، وايضاً من «حزب الله» وعين التينة، والتي أجمعت على ان الإعلان عن مراسيم التشكيل قد تصدر بين اليوم وغداً، أو السبت على أبعد حدّ، إذا ما تمّ الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه لجهة توزيع بعض الحقائب الوزارية، وتمثيل وتموضع وزير «اللقاء التشاوري»، فيما يرتقب ان يقوم الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارتين إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس لوضعهما في صورة ما تمّ التوافق عليه، وأخذ «البركة» منهما.

وإذا كان لم يتم أمس رصد أي اجتماع علني على خط التأليف، باستثناء زيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى «بيت الوسط»، حيث استبقاه الرئيس الحريري إلى مائدة العشاء، لاستكمال البحث في الموضوع الحكومي، على الرغم من ان الكتائب غير ملحوظة في أي «توليفة» حكومية، أقله حتى هذه اللحظة، فإن عملية وضع «الرتوش» الأخيرة على تفاصيل الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها، بقيت مستمرة طيلة نهار أمس، حيث ذكرت المعلومات انه تمّ حل مسألة تبادل الحقائب، بحيث حسمت حقيبة البيئة لتكتل «لبنان القوي»، على ان يتولاها وزير من حزب «الطاشناق» وليس وزيراً من «التيار الوطني الحر» مقابل منح كتلة «التنمية والتحرير» حقيبة السياحة، وذلك بعد رفض كتلة «اللقاء الديمقراطي» التنازل عن حقيبتي التربية والصناعة، ورفض «القوات اللبنانية» التنازل عن حقيبة الثقافة، لكن معلومات أخرى اشارت إلى ان حقيبة البيئة ستؤول إلى «التيار الحر»، فيما تذهب الإعلام إلى «الطاشناق»، ما دفع مصدراً في «الطاشناق» إلى القول مازحاً: «يبدو انه لم يبق عرب في لبنان ليعطوا الإعلام لأرمني»، مضيفاً «بأن أحداً لم يتحدث مع الحزب في موضوع مبادلة السياحة بالاعلام».

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تبذل في الساعات المقبلة جهود إضافية حثيثة من أجل حسم الملف الحكومي، مشيرة إلى ان الاتصالات التي تستكمل في هذا المجال تهدف إلى الوصول إلى نتيجة إيجابية، ملاحظة ان هذه المرة لا تشبه غيرها لجهة الحسم تشكيلاً أو أي خيار آخر.

ولفتت إلى انه بعدما حسمت حقيبة البيئة للتيار الحر، فإن البحث جار عن حقيبة بديلة تمنح لحركة «أمل» مكانها، من غير وزارة الصناعة التي يتمسك بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، مرجحة ان تكون واحدة من ثلاث حقائب معروضة على الرئيس برّي بينها المهجرين أو السياحة، بعدما رفضت «القوات» التخلي عن الثقافة.