IMLebanon

جولة عربية وأوروبية للحريري لمتابعة موضوع المساعدات

كتبت انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:    

تعتقد أكثر من جهة سياسية بأن ولادة الحكومة جاءت في توقيت مفصلي بعدما كان الاتجاه السائد من الرئيس سعد الحريري الاعتكاف أو الاعتذار بعدما سدّت كلّ المنافذ أمامه، وحيث ينقل بأن ما سبق ولادة الحكومة من اتصالات جرت بين بعض الدول في المنطقة وحلفاء لهم في لبنان من أجل تسهيل هذه الولادة على اعتبار أن أموال «سيدر» كانت ستذهب إلى دولة أخرى، وصولاً إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي أجلت أكثر من مرّة كان شرطها الأساس أن تشكل حكومة ليزور هذا البلد على رأس وفد وزاري لترجمة ما تمّ تقديمه للبنان من دعم من خلال سيدر، في حين ظهر جليًا أن لقاءات باريس بين الرئيس الحريري وكلّ من وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنما كانت في غاية الأهمية ونتائجها بقيت طيّ الكتمان، حيث وضعت كلّ السيناريوهات التعطيلية. وما تمّ الاتفاق عليه في اللقاءات المذكورة بأن باسيل وجعجع أكّدا للحريري بأنهما سيكونان إلى جانبه. وفور عودة الحريري إلى بيروت كان أول لقاء معه، ومن ثم ينقل بأن أجواء اللقاء أو العشاء الذي دعا إليه الوزير غطاس خوري وجمع رئيس حزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والرئيس المكلّف سعد الحريري إنما كان لإقناع جنبلاط بالتنازل عن حقيبة الصناعة، وبالتالي كان اللقاء فاترًا والدلالة أن تغريدة جنبلاط في اليوم التالي أي يوم تشكيل الحكومة ومفادها أن فرص التأليف ضئيلة، فهذا يدلّ عن التباين والفتور الذي ساد لقائه خلال العشاء مع الحريري.

من هذا المنطلق كان الاحتياط جاهزًا في معراب، إذ ينقل عن مقرّبين من بيت الوسط ومعراب بأن خطا ساخنًا كان مفتوحًا بين الحريري وجعجع الذي قال لرئيس الحكومة: «أنا جاهز للتخلي عن حقيبة الثقافة شرط أن تعلن الحكومة الليلة»، وبهذا كسب رئيس حزب القوات مسيحيًا ووطنيًا، وعندما تلقى الإشارة من الحريري والذي أكّد له أن المراسيم الليلة، عندها تمّ إعادة توزيع الحقائب واسناد وزارة التنمية الإدارية لميّ شدياق بدل حقيبة الثقافة، وبناءً عليه فإن الحريري تقصّد ومن قصر بعبدا توزيع عبارات الشكر لرئيس الجمهورية وللتيار الوطني الحر والدكتور جعجع، ما يعني أن العلاقة بين المختارة وبيت الوسط كانت فاترة وغير مستقرّة، وهذا ما ظهر جليًا في مراحل التكليف وما بعده.

وفي سياق آخر، تؤكّد أكثر من جهة وزارية في الحكومة الحالية بأن الأمور ستكون في غاية السهولة على خط البيان الوزاري وجلسة الثقة نظرًا لدقة الوضع والظروف المحيطة بلبنان على ضوء التطورات الإقليمية والدولية ومن ثم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تثقل كاهل اللبنانيين وهناك خطة متكاملة ستنطلق في أول جلسة حكومية، وبالتالي البيان الوزاري سيلحظ المسائل الاقتصادية والمالية والمعيشية العناية القصوى، وثمة من يشير وفق معلومات مؤكّدة إلى أنه بعد جلسات الثقة سيكون هناك جولة لرئيس الحكومة إلى عدد من الدول العربية والدولية من أجل متابعة هذه القضايا وخصوصًا زيارته إلى باريس وبروكسيل حيث هناك دعم أقرّ للبنان ويجب مواكبته ومتابعته مع الوزراء المختصين دون إغفال مسألة النازحين التي بدورها ستتم مواكبتها مع إبداء بعض الاعتراضات من قبل القوى السيادية، بما معناه أن إسناد هذه الحقيبة إلى وزير يدور في فلك حزب الله وسوريا أي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب قد يكون لها مفاعيل غير محسوبة إنما ثمة من يقول بأن الرئيس الحريري من سيتابع هذه الأمور شخصيًا ولن يتركها كيفما كانت نظرًا لكونه ملفًا إنسانيًا بالدرجة الأولى إنما له خلفياته وتداعياته السياسية والأمنية على غير صعيد.