IMLebanon

استقالة مسؤول بارز في “النصرة” في ظل ترتيبات لمرحلة مقبلة في إدلب

تزامناً مع محاولات «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) «إعادة تسويق التنظيم على أنه قوة معتدلة»، استقال شرعي الجناح العسكري في «الهيئة» أبو اليقظان المصري الذي يعد من «صقور التنظيم». وأوضح مصدر قيادي في فصائل «الجيش السوري الحر» أن «ازاحة أبو يقظان المصري ستتبعه عمليات مشابهة لإبعاد المتشددين غير المرغوب فيهم تمهيداً الى دور أوسع للهيئة في إدارة محافظة إدلب والمناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غربي سورية».

وقبل أقل من أسبوعين على قمة ضامني عملية آستانة في سوتشي، بحثت روسيا وتركيا على مستوى نواب وزيري الخارجية تشكيل اللجنة الدستورية. وتزامناً مع تأكيد أنقرة أنها ماضية في العملية العسكرية ضد الأكرد في منبج وشرق الفرات، أكد مصدر مشارك في لقاءات «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) في واشنطن أن «الأميركيين يسعون إلى تنظيم حوار بينهم وبين الأتراك، ونحن لا نمانع».

وجاءت استقالة أبو يقظان المصري بعد رفضه قرار المجلس الشرعي في «الهيئة» إدانته لعدم التزامه إعلامياً بالضوابط المقرة من قبل قيادتها ومجلسها الشرعي.

ومعلوم أن أبو يقظان أصدر فتاوى عدة أثارت جدلاً بين الأهالي شمال سورية، منها حض عناصر «الهيئة» على استهداف مسلحي حركة «أحرار الشام الإسلامية» برصاصة في الرأس، وتحريم مشاركة مسلحي فصائل «الجيش السوري الحر» بالعملية العسكرية التركية شرق نهر الفرات، ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وفي اتصال مع «الحياة» قال مصدر قيادي بارز في صفوف «الجيش الحر» إن «الاستقالة تأتي في اطار الترتيبات داخل جبهة النصرة بما يلائم المرحلة المقبلة وازاحة الرموز المشددة غير المرغوب فيها من الطريق في المرحلة المقبلة». ومع ترجيحه أن «يشتعل الصراع بين التيارات المتشددة والمعتدلة داخل الهيئة»، استبعد مصدر في اتصال مع «الحياة» أن «تعلن الهيئة الغاء تبعيتها لتنظيم القاعدة انطلاقاً من اعتبارات داخلية وخارجية»، وزاد: «المرحلة المقبلة ستشهد فرزاً متسارعاً وربما صراعات مع تنظيمات مثل حراس الدين وغيره من التنظيمات المتشددة، ومشاركة عناصر النصرة السوريين في ادارة المناطق المحررة واجبارها على فتح الطرق بين حماة واللاذقية منعاً لعملية عسكرية واسعة»، مشيراً إلى أن «المفاوضات قطعت مرحلة متقدمة لاقناع الهيئة بسلخ المتشددين والمشاركة مع الجيش الوطني في إدارة المنطقة عسكرياً ومدنياً».

وفي مؤشر إلى عمق الخلافات داخل الهيئة، قررت «لجنة الإشراف والمتابعة العليا» منع وسائل الإعلام الشخصية والعامة التابعة لــ «هيئة تحرير الشام» إصدار الفتاوى والأحكام قبل اعتماد المجلس الشرعي العام لفتوى معينة، كما منعت أيضاً توجيه نقد للشخصيات القيادية والعلمية سواء ممن هم «داخل الساحة أو خارجها»، أو الارتجال الشخصي في التعليق على أحداث ميدانية أو سياسية داخلية أو خارجية.

وفي موضوع التسوية السياسية، أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية بأن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أجريا مشاورات مع ممثلي الجانب التركي برئاسة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالي في سورية، والإجراءات «الضرورية» لدفع العملية السياسية، بما في ذلك مهمة إطلاق اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن كمرحلة مهمة في حل الأزمة السورية.

وفيما أكد وزير الدفاع التركي خلوص أكار أن «الإجراءات متواصلة ضد الأهداف الإرهابية في منطقة منبج وشرق الفرات»، وأشار إلى «استمرار المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة بشأن التطورات في المنطقة»، كشفت رئيس الهيئة التنفيذية لـ «مسد» إلهام أحمد أن «الأميركيين يرغبون في لعب دور لبدء حوار أو إيجاد حل للقضايا العالقة بيننا وبين تركيا»، مشددة في محاضرة في واشنطن على أنه «من الضروري إنهاء الصراع مع تركيا».

وفي اتصال مع «الحياة» قال عضو المجلس الرئيس في «مسد» بسام صقر والذي يشارك في محادثات المجلس العاصمة الأميركية، «نحن لسنا ضد الحوار مع الأتراك أو أي طرف آخر… نطلب من الأميركيين القيام بفتح حوار وهم يسعون إلى ذلك أيضاً ولكن لا توجد أي نتائج واضحة حتى الآن». وأكد أن «النتائج في مجلس الشيوخ والدفاع كانت جيدة ومن انجازات الزيارة توقيع مجلس الشيوخ على عريضة بغالبية 68 عضواً لعدم سحب القوات الأميركية من سورية».