IMLebanon

“المستقبل” و”التيار” يسحبان تراشقهما الإعلامي من التداول

كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:

شهدت نهاية الاسبوع الماضي تراشقا سياسيا اعلاميا عالي النبرة كادت شظاياه تطال التفاهمات والتسويات السياسية في البلد، لولا استيعابه من قبل المسؤولين وابقائه في اطاره الضيق والمحدود.

الهجوم الذي اتى لافتا من حيث الشكل والتوقيت والمضمون جاء في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون OTV العونية مساء يوم السبت الماضي، حيث شنت هجوما عنيفا على الرئيس فؤاد السنيورة ومن خلاله على «تيار المستقبل» فما كان من «المستقبل» الا ان رد في اليوم التالي من شاشته على اخبار الشاشة العونية، مما دفع البعض الى التساؤل عن سبب هجوم اعلام «التيار الوطني الحر» على «المستقبل» والدخول في سجالات سياسية على خلفية اتهامات «حزب الله» للرئيس فؤاد السنيورة في ملفات الفساد والـ11 مليار دولار.

«اللواء» استوضحت مصادر التيار الازرق وكذلك التيار البرتقالي عن سبب هذا التصعيد والسجال السياسي الحاصل، فأكد الطرفان بأنه محدود وهو انتهى عند هذا الحد ، مع التشديد على ان لا خلفيات مدبرة وراء هذا السجال.

مصادر تيار «المستقبل» اكدت ان ما حصل قد حصل، وان الامر لن يتعدى حدوده، واعلنت ان لا خوف لا على التسوية الرئاسية ولا على التضامن الحكومي، وذكرت بما اعلنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، حيث دعا الى عدم اللعب على وتر الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وأكدت المصادر ان الرئيس الحريري كما الرئيس ميشال عون متفقان علىان هناك فرصة جدية ووحيدة واخيرة للبنان كي يستطيع الخروج من مشاكله الاقتصادية والاجتماعية من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» ، والعمل على تحضير البرنامج الاقتصادي الاجتماعي من خلال التنسيق بينهما في كل الامور المتعلقة بذلك، واعتبرت المصادر ان هناك قوى سياسية اخرى تسعى ايضا للسعي لتنفيذ كل الاصلاحات المتعلقة بمؤتمر «سيدر»، وترى المصادر ان اي خلاف بين الاطراف السياسية يعرض تنفيذ المقررات الى خطر، وبالتالي فإن الامر ليس من مصلحة احد ولا احد بوارد القيام بذلك.

وحول عودة الحديث عن ملف «الابراء المستحيل» تقول المصادر المستقبلية «عندما تم الحديث في الماضي عنه كان رد المستقبل هو الافتراء في الابراء»، وترى المصادر ان الامر اصبح من الماضي وليس من مصلحة احد العودة اليه، مشيرة الى ان «حزب الله» هو من يتكلم اليوم ولا احد غيره.

وكشفت معلومات المصادر عن اتصال اجراه رئيس التيار الوزير جبران باسيل بالرئيس الحريري واضعاً مقدمة نشرة OTV في إطار الاجتهاد الشخصي لا السياسي، مؤكدا ان التيار لا يتبنى ما ورد فيها، مشددا على وجوب حصر الخلاف ومنع تمدده أو توظيفه سياسياً.

وأكدت المصادر على اهمية الرد العلمي المفند والتقني الواضح من قبل الرئيس السنيورة على كل الاتهامات التي اثيرت ضده.

وحول المواضيع التي ستناقشها كتلة «المستقبل» في اجتماعها الاسبوعي الذي تعقده عصر اليوم، تشير المصادر الى ان كل الملفات والمواضيع مطروحة، ومن حق اي نائب في الكتلة اثارة الموضوع الذي يريده في الاجتماع.

اما مصادر تكتل «لبنان القوي» فتؤكد ان لا تصعيد في المواقف بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، وتعتبر ان ما حصل في اليومين الماضيين هو غيمة صيف عابرة وليس لها اي خلفيات سياسية، وترى ان هناك بعض المواقف السياسية التي تحتاج الى نقاش، وهذا ما يحصل حاليا في اطار النقاش العام بين كافة القوى السياسية للوصول الى نتيجة معينة.

وتشدد المصادر على ان المطلوب هو التضامن الوطني في المرحلة الراهنة، وليس التفرقة والاختلاف، لان مصير لبنان هو على المحك، اضافة الى ان هناك ازمة اقتصادية كبيرة على كل الاطراف السياسية بذل اقصى جهودها من اجل الاستمرار في التوافق، لانه في حال الخروج عن التضامن لا سمح الله سنذهب جميعا الى الهاوية والى انهيار البلد، وهذا الامر يحاول كل الوطنيين تحاشيه، من هنا فإن اي تصعيد لن يكون لصالح ايا كان.

وتشدد المصادر على ان لا خوف على علاقة «المستقبل» بـ«التيار الوطني الحر»، وتعتبر ان كلام «حزب الله» عن الفساد ، ورد الرئيس السنيورة هو امر طبيعي.

وعن موضوع «الابراء المستحيل» تعتبر المصادر انه اذا اردنا اصلاح البلد علينا وقف الفساد وهو له مراحل، ليس هناك شيء اسمه عفا الله عن ما مضى، ولكن علينا معالجة الاولويات المتعلقة بالحاضر وبعد ذلك يمكننا فتح ملفات الفساد الماضية.

وتؤكد المصادر على استمرارها في سياسة محاربة الفساد، ايا يكن الشخص المعني لان ليس هناك من احد فوق رأسه خيمة، ولا يمكن ان تكون مكافحة الفساد وفق عملية انتقائية.