IMLebanon

لاسن: سياستنا من “الحزب” هي هي

حاورتها تيريز قسيس صعب في “الشرق”:

بعد 40 عاماً، أكّد الاتحاد الأوروبي في لبنان من جديد ثقته ودعمه للدولة اللبنانية، وقد تجلى ذلك عبر زيارة قامت بها الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني للبنان الأسبوع الماضي، لتدشين المقر الجديد للبعثةفي بيروت، بعد ارتفاع عدد طاقمها البشري وتوطيد علاقاتها بلبنان، إلا أن ذلك لا يعني فقط أن الأمور اللوجستية والبشرية هي التي تحكم العلاقة بين لبنان والاتحاد.

فسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، والتي يصفها زملاؤها في السلك بـ»المرأة النشيطة والاستثنائية»، لا تفوت أي مناسبة أو فرصة لتظهر مدى عمق العلاقة التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي ولبنان وقوّتها.
السفيرة لاسن اعتبرت أن الاتحاد الأوروبي ساعد لبنان منذ بدء أزمة النازحين. وفي حين رأت أنّ النازحين يجب أن يعودوا في نهاية المطاف إلى بلدهم، علماً أن بعضهم قد عاد، رأت أن الظروف الميدانية لضمان العودة المنظمة للنازحين لم تتوفر بعد.

سياسة الاتحاد لم تتغير

لاسن، وفي حديث لـ»الشرق» رأت أن القرار البريطاني حول حزب الله لن يغيّر في قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب. وقالت إن سياسية الاتحاد هي نفسها ولم تتغير.

السفيرة الأوروبية عبرت عن سعادتها بتشكيل حكومة جديدة والاستقرار في لبنان، لكنها اعتبرت في المقابل أن هذه الحكومة يجب أن تركز على الإصلاحات البنيوية والاقتصادية، وأشارت إلى أن المستثمرين والمانحين في سيدر يريدون التأكد من أن المسار الإصلاحي قد انطلق فعلا.

مشاركة المرأة لاتزال منخفضة

وأعربت لاسن عن سرورها لوجود نساء في المعترك السياسي، ولكنها اعتبرت أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية لا تزال منخفضة قياساً ومقارنةً بدول العالم. وقالت :»إنّ في لبنان إمكانات كبيرة جداً. ونحن نتطلع إلى تفعيل أكبر لدورها في لبنان، فأمام الحكومة الكثير من العمل في هذا الإطار».

وهبنا لبنان أكثر من 1.7 مليار يورو
وأكدت سفيرة «الاتحاد الأوروبي» أن الاتحاد الأوروبي في لبنان يساعد لبنان منذ بدء أزمة النازحين، ونعلم جميعاً العبء الكبير الذي يتحمله هذا البلد، فالاتحاد وقف إلى جانب لبنان منذ الشهر الأول لهذه الأزمة عبر المساعدات الانسانية ومساعدات أخرى تتعلق بالتنمية. وبذلك لا نقوم بتقديم المساعدات إلى السوريين فقط، إنما نساعد كذلك المجتمعات المضيفة اللبنانية ونساهم في دعم البلديات ومؤسسات الدولة التي أنهكتها الأزمة».
أضافت: لقد ساعدنا لبنان عبر زيادة الأموال بشكل كبير، بحيث وهبناه أكثر من 1.7 مليار يورو منذ عام 2012، وهذا مبلغ ضخم للبنان، وكلنا يعتبر أن النازحين سيعودون إلى بلدهم في النهاية، وهذا ما يتوقعه الجميع، وإنما عندما تسمح الظروف بهذه العودة. لكن طالما هم هنا نريد أن نساعد لبنان بالقدر الممكن لتأمين الرعاية لهم والوقوف إلى جانب لبنان في تحمل هذه المسؤولية، بما في ذلك مساعدة اللبنانيين المتأثرين بالأزمة بأفضل طريقة ممكنة.

الموقف من «حزب اللّه»

سئلت: هل الاتحاد الأوروبي يؤيد الموقف البريطاني الأخير المتعلق بحزب الله؟
أجابت: لن يغير الموقف البريطاني الذي اتخذ الأسبوع الماضي من موقف الاتحاد الأوروبي في شأن حزب الله. فالاتحاد أدرج في تموز 2013 الجناح العسكري للحزب ضمن لائحة العقوبات والإرهاب، ولا تزال سياسة الاتحاد هي هي، كما يحق لكل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي أن تتخذ سياسة أكثر حزما، وهذا حقها.

مخاوف دوكان

سئلت: هل الاتحاد الأوروبي يؤيد المخاوف التي أطلقها المسؤول الفرنسي بيار دوكان خلال زيارته الأخيرة للبنان؟
أجابت: نحن سعداء لرؤية مدى الاهتمام الذي ستوليه الحكومة الجديدة للإصلاحات، ونيتها التركيز على الإصلاحات البنيوية والاقتصادية. فمن الأهمية بمكان أن تعطي الحكومة الجديدة الأولوية لمشاريعها الاستثمارية المقترحة، وتعدّها من الناحية الفنية، وتضع الإصلاحات الاقتصادية في مقدمة اهتماماتها، ونأمل في أن نرى بعض التقدم خلال الشهرين المقبلين، لأن المستثمرين والمانحين يريدون التأكد من أن المسار الإصلاحي قد انطلق فعلا.
أضافت: هناك برنامج كبير للإصلاحات الاقتصادية، كما هناك لائحة للمشاريع المتعلقة بالبنى التحتية قُدّمت خلال مؤتمر سيدر العام الماضي. ونأمل في أن تطلق الحكومة هذه العملية كما تعهدت في بيانها الوزاري، والعمل على تطبيق مشاريع «سيدر». المسؤولة الأوروبية شدّدت على أن الأسرة الدولية وافقت في «سيدر» على أن هناك حاجة حقيقية لاستثمارات مالية جديدة بما يسمح بتحديث البنى التحتية. ودعت الحكومة اللبنانية إلى أن تحدد أولوياتها، فالأمر لا يتعلق بما نطلبه نحن، إنما بما يريده اللبنانيون أنفسهم وقدرتهم على البدء بالتغيير. ففي البيان الوزاري لحكومة «إلى العمل» هناك نقاط مهمة جداً يجب التركيز عليها كإصلاح الكهرباء، والعمل على مكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية، وهذه من أولويات الحكومة اليوم.

متفائلون بجدية الحكومة

سئلت: كيف ترون الوضع السياسي الحالي في لبنان؟
أجابت: من الإيجابي وجود حكومة جديدة أخيراً. وقد زارت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لبنان منذ أيام، كأول مسؤولة أوروبية، لتقديم التهنئة للحكومة الجديدة، ونحن سعداء للاستقرار في هذا البلد، كما لوجود حكومة جديدة تتحمل مسؤولية الإصلاحات المهمة للوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت نحن متفائلون بأن الحكومة ستباشر عملها بجدية بحسب البيان الوزاري، وسيتم إصدار قوانين جديدة. إنّ وجودنا في لبنان يعود إلى ٤٠ عاماً، ونعمل منذ ذلك الحين على تطوير علاقاتنا والتعاون بيننا، ونحن من أقوى الشركاء للبنان.

علاقات مثمرة وجيدة

واعتبرت لاسن «أن العلاقات اللبنانية – الاوروبية هي علاقات مثمرة وجيدة، ووجود السيدة موغيريني يؤكد متانة العلاقة بين الجانبين وقوتها، وما تدشين المقر الجديد للبعثة إلا تأكيد واضح على ذلك. هذه العلاقات توسعت وتطورت واصبح طاقم البعثة حوالى 100 موظف اليوم في حين كنا ١٤ موظفاً منذ 40 عاماً».

مبروك للوزيرات اللبنانيات

سئلت: في ذكرى اليوم العالمي للمرأة، ما هي الرسالة التي توجهينها إلى المرأة اللبنانية بشكل عام، والمرأة في المجال السياسي بشكل خاص؟
أجابت «بداية مبروك للوزيرات اللبنانيات، واقول إن وجود 4 وزيرات في الحكومة جيّد لكن ليس هذا ما نطمح إليه، فما تزال المشاركة السياسية للمرأة متدنية جداً مقارنة بالمشاركة النسائية السياسية في العالم، ومقارنة مع المنطقة. ففي لبنان إمكانات كبيرة جدا، وإننا نعتبر أن تعين بعض الوزيرات وانتخاب بعض النائبات هو بداية جيدة. نحن نتطلع إلى تفعيل أكبر لدور المرأة في لبنان، ومن توصيات البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات اعتماد كوتا نسائية. كذلك فإن مشاركة النساء في النشاطات الاقتصادية لا تزال ضئيلة جداً. هناك الكثير من العمل في هذا المجال في انتظار الحكومة اللبنانية».