IMLebanon

زيارة عون إلى موسكو نجحت… والنتائج ستظهر قريباً!

كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء”:

وكأن كل زيارة لرئيس الجمهورية العماد ميشال الى الخارج مكتوب لها ان تترافق مع اصوات تصدر عن فشلها ما يدفع الى التساؤل عن الفائدة من التشكيك بالجهد الذي يبذله الرئيس عون من اجل مصلحة لبنان، وها هي زيارته الى روسيا أصابها ما اصاب باقي الزيارات من استهداف وانبرت بعض الاصوات للحديث عن فشلها حتى ما قبل حصولها وكما قبل مغادرة الكرملين، لكنها وبإقرار المسؤولين الروس اتت ناجحة ويتوقع ان تتظهر نتائجها سريعا.

وفي هذا الإطار، اوضحت مصادر الوفد اللبناني الى روسيا ان الزيارة حققت نتائج مهمة وفتحت بابا عريضا لتطوير وتحسين وتعزيز العلاقة اللبنانية – الروسية، مشيرة الى انه على الرغم من ان عمر هذه العلاقة 75 سنة انما لم يتم تفعيلها من عدة نواح، كما حصل في خلال زيارة رئيس الجمهورية الى روسيا. واشارت الى انه على صعيد العلاقات الثنائية اكد الجانبان اللبناني والروسي الارادة المشتركة في تعزيزها لا سيما في المجالات الاقتصادية والنفطية والسياحية، لافتة الى اهتمام ابداه رجال الاعمال الروس في المشاركة في كل المشاريع التطويرية للبنان ضمن خطة النهوض الاقتصادي ومؤتمر سيدر. وقالت ان هناك توافقا برز على تعزيز حركة الاستيراد من لبنان لا سيما للمنتجات الزراعية اللبنانية ومتفرقاتها لجهة تأمين التسهيلات التي تسمح بتواجد الانتاج اللبناني في الاسواق الروسية كما في الدول المجاورة لروسيا.

وافادت ان المحادثات اللبنانية – الروسية تناولت إعادة احياء اللجنة المشتركة بين البلدين خصوصا ان هناك اتفافيات تم التفاهم عليها في قطاعات النقل والتعليم والجمارك وهي تحتاج الى متابعة كانت قد توقفت بسبب استقاله الحكومة وتأخير تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي موضوع التبادل التجاري بين لبنان وروسيا والذي انخفض بنسبة 25% فقد افادت المصادر نفسها ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعطى توجيهاته من اجل اعادة رفع نسبة التبادل لا سيما ان هناك امورا ايجابية تخدم لبنان. وتحدثت ايضا عن تأكيد روسي في المشاركة بشكل مباشر في موضوع الانتاج المتعلق باستخراج النفط والغاز. ومعلوم ان شركة نوفاتك الروسية تتعاون مع شركتي ايني الايطاليه وتوتال الفرنسية وتفسح في المجال امام فرص اخرى.

وأوضحت ان الهدف الاستراتيجي هو ان يزيد حجم التبادل بين البلدين عن ملياري دولار سنويا وهنا طالب الجانب الروسي الجانب اللبناني الاسراع في تشكيل اللجنة المشتركة لتعزيز العلاقات، في حين ركز الجانب اللبناني على اهمية المشاركة في ملف النفط والغاز. واشار الى ان هناك مشاريع عدة قيد التحضير   في الموضوع، ولبنان يرحب بالمشاركة في المناقصات مستذكرا شركتين روسيتين ساهمتا في ملف النفط وهما نوفاتك التي تتولى موضوع النفط في البحر وشركة روس نفط وهي التي تتولى منشآت النفط في الشمال وهي اكبر شركة روسية تملك حضورا في العالم.

واوضحت المصادر ان الجانب اللبناني اعرب عن امله في ان تشارك الشركات الروسية في الخيارات التي يعمل لبنان عليها في هذا المجال.

وكشفت المصادر ان موضوع اعتبار لبنان منصة لاعادة اعمار سوريا حضر في المحادثات، حيث شرح الجانب اللبناني الاهمية من جعل لبنان منصة خصوصا ان الشركات التي تشارك بعد فوزها تحتاج الى لبنان لاعتبارات جغرافية وانسانية وتتصل بتمتع لبنان بالخبره والقدرة والطموح.

وقالت ان الرئيس الروسي ابدى اهتماما بما طرحه رئيس الجمهورية في اللقاء وذكر انه سيكون موضع اهتمام روسي في الايام المقبلة، مبديا استعداد بلاده للتعاطي مع لبنان في كل ما يرغب به من اجل منح العلاقات الثنائية حجمها.

ولفتت الى انه في موضوع اعادة اعمار سوريا فإن الرئيس بوتين اكد التعاون من اجل مصلحة البلدين.

كذلك رحب الجانب اللبناني، وفق المصادر، ان تشارك الشركات الروسية اضافة الى عملية التنقيب في البحر في انشاء محطات توزيع كهربائية ومشروع اخر يتصل بالاستفادة من السدود. وفي موضوع اتفاق التبادل السياحي شدد الرئيس الروسي على تنفيذه، وقد اكد الرئيس عون ان لبنان يرحب برؤية سياح روس في لبنان لا سيما انهم يقصدون الدول المجاورة للبنان للغاية نفسها.

واشارت المصادر الى ان الوزيرين سيرغي لافروف وجبران باسيل اقترحا دعوة لبنان الى مؤتمر الاستانة في 29 و30 نيسان المقبل بصفة مراقب لمتابعة تطوّر الحل السلمي وعودة النازحين.

اما في الوضع الاقليمي فإن الجانب الروسي شرح للرئيس عون مسار عملية التفاوض في الملف السوري، مؤكدا التعاون مع المسؤول الدولي غير بيدرسون لإيجاد الحل السياسي المطلوب في سوريا، وكان تأكيد على ان اللجنة الدستورية هي اول ثمرة من ثمار الاتفاق لكنها تحتاج الى وقت.

اما بالنسبة الى ملف النازحين السوريين فإن المصادر قالت ان بوتين ذكر بضرورة ازالة الاسباب التي تعرقل تنفيذ الاتفاقات السابقة، وكان تأكيد على ان تفعيل عملية عودة النازحين يتم من خلال تسمية اعضاء الجانب الروسي في اللجنة المشتركة لهذا الملف وامكانية نقل النازحين في ظروف آمنة والاهتمام بهم في المناطق السورية التي ينتقلون إليها واستمرار عودة النازحين وفقا الآلية اللبنانية المتبعـة. وهنا علم ان المسؤولين الروس ابدوا ارتياحهم لعودة 170 ألف نازح سوري مع الاشارة الى انهم اكدوا اهمية قيام نقاش ثلاثي لبناني – روسي – سوري من اجل انتظام العودة، كما ان سوريا تساعد في تذليل العقبات امام عودة النازحين.

واشارت الى أن وزير الخارجية الروسي قدم عرضا مفصلا للاوضاع في المنطقة وسوريا والنازحين وبرز كلام للرئيس الروسي عن تحمل لبنان لهموم ومشاكل الفلسطينيين المتواجدين على ارضه مدة 70 عاما.

الى ذلك تخلل المحادثات عرض عام لاجراءات الرئيس الاميركي دونالد ترامب واخرها بالنسبه الى الجولان وسعي الولايات المتحدة الأميركية للضغط على دول الخليج ودول اخرى في رغبه منها الى انشاء «ناتو» معها على غرار حلف الناتو الذي يجمعها مع بعض الدول، انما بعض الدول الخليجية غير متحمسة لذلك، كما ان الجانبين توقفا عند الاتهامات الموجهة ضد ايران وزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو الى لبنان حيث تابعها الجانب الروسي.

واوضحت المصادر ان المسؤولين الروس اكدوا ان ايران ليست الدولة الوحيدة المشاركة في الاحداث في سوريا انما هناك دول أخرى، وكررت التأكيد ان الرئيسين اللبناني والروسي ابديا موافقة على مشاركة لبنان في مؤتمر الاستانة، كما بالنسبة الى موضوع اعادة اعمار سوريا كان توافق على دور لبنان نظرا الى الاعتبارات الجغرافية، وفهم ان اي قرار باعادة اعمار سوريا يجب ان يحضى بموافقة روسيا.

وختمت القول ان الرئيس الروسي وصف زيارة الرئيس عون بالناجحة، مؤكدا انها تطلق فرصة جديدة للتفاهم على امور مشتركة تصب في مصلحة العلاقات بين البلدين، معربا عن ثقته ان منظار التعاون سيكون كبيرا على ان يتم الاحتفال عمليا بمرور 75 عاما على العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا.