IMLebanon

باسيل عن طموحه الرئاسي: طالب الشيء فاقده

اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل أن “القرار الاميركي بضم الجولان الى “اسرائيل” يعزز سورية الجولان لانه ليس هناك اي دولة في العالم تقبل بهذه السابقة الخطيرة وهي ان يمنح شخصا شيئا ليس ملكه لشخص ليس له اساسا، فهذه سابقة دولية اصبحت تطال كل دولتين جارتين ويصبح لديها خوف من ان يأتي رئيس دولة كبيرة ويأخذ قرار احادي، ولهذا السبب بعض الدول لم تتجاوب بل رفضت الموضوع بما يعني لبنان ومزارع شبعا طبعا بالنسبة لنا هي ارض لبنانية حقوقها لبنانية وسنعمل كل ما يلزم لاستعادتها اولّا بوجه اسرائيل لأن هذه الاخيرة تحتل شبعا، وثانيا عندما يشار بالكلام انها سورية نعتقد ان من ضمن العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا لبنان يجب ان يستعيدها لان هذا الحق لبناني وسنطالب به”.

واوضح، في مقابلة مع قناة العربية، أنه “من المرات القليلة لكي لا اقول الوحيدة ان لبنان بمعركة الجرود عندما حرر ارضه في سلسلة جبال لبنان الشرقية قام بغرز العلم اللبناني على الحدود السورية”، مضيفاً “صحيح، لبنان بعلاقاته مع سوريا ذهب الى مزيد من التأكيد على استقلاله وسيادته وعلى ارضه والعلاقات المبنية مع سوريا وهذه العلاقات المبنية هي التي تكون مميزة، وعلى هذا الاساس من واجبنا ان نرسم الحدود مع سوريا وخاصةً بما يتعلق بمزارع شبعا والتأكيد على لبنانيتها واستمرارنا بالمطالبة بها ولا ننسى ان اكثر فصيلة تطالب وتجاهد بهذا الموضوع هو حزب الله الذي لديه علاقة مميزة مع سوريا”.

وحول صفقة القرن، رأى باسيل “اعتقد كلنا نسمع وليس هناك شيء رسمي انما ما يتناهل لنا لا يطمئن والمعني الاول بهذا الموضوع هي الجهة الفلسطنية التي نسمع منها كلام مباشر فيه الكثير من القلق وما يتسرب عن هذه الصفقة لا يوحي بانها قادرة على السلام او حتى العيش، نتأمل ان تكون مبنية على مبادئ العدالة لنستطيع تأمين سلام حقيقي وتوازن”، مضيفاً “صفقة السلام مع اسرائيل ابعد من موضوع حقول نفطية فهي بالنهاية من حقنا اذا كانت في منطقتنا واذا كانت خارج منطقتنا فهي ليست من حقنا، هناك حقول مشتركة”.

وتابع: “هناك الكثير من الحقول المشتركة في العالم اما ان تسبب حروب واما ان تسبب مزيد من السلام والاستقرار، بالبداية يكون الاستقرار ويرى الناس انه عند تقاسم اي مورد او اي شيء مشترك على اساس المكاسب المادية وعلى اساس الحقوق المتبادلة فيعم السلام، انما على الاغتصاب والغصب والقوة فلن يعم السلام”.

وحول التنسيق بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله”، قال باسيل: “بين “التيار” و”حزب الله” تفاهم منذ 2006 على حماية لبنان وعلى الدفاع عن ارض لبنان ضمن استراتيجية دفاعية، نحن مفهومنا الدولة اللبنانية”، مضيفاً “حزب الله قال اكثر من مرة انه لم ينسق مع اي من اللبنانيين قبل اي عملية ولكن ليس هنا الموضوع بل موضوع الحدود هو مسؤولية الدولة اللبنانية، ولكن هذا ليس قرار يأخذه “حزب الله”، هذا قرار يعود للدولة اللبنانية ولهذا السبب بموضوع ترسيم الحدود نحن لدينا موقف مع وجوب الوصول الى اتفاق لانه بهذا الاتفاق عبر الامم المتحدة او عبر وساطة اميركية، فاننا نحقق ونستعيد اراض من حق اللبنانيين فعندما نحقق شيء بالديبلوماسية او بالاتفاق نتيجته نفس الشيء وهذا كسب للبنان”.

وأشار إلى أنني “لا اعتقد ان من مصلحة لبنان ان يكون بمحور او مع دولة ضد دولة، لبنان يختار بكل موقف مصلحته ويقوم بها ولكن ان يوضع لبنان بخانة واحدة على سوء او على حسناتها ليس من مصلحة لبنان وليس هذا القرار اللبناني او حتى بيان الحكومة”.

وعن العلاقات مع السعودية، قال باسيل “نحن نريدها ان تكون جيدة جدا لاسباب كثيرة من مصلحة لبنان ومصلحة دول الخليج ونحن لدينا جالبة لبنانية كبيرة ساهمت بالخير ببناء الخليج وولا يوم قمنا بغير الخير للخليج ونريد ان يشعر الخليج بنفس الشيء تجاه لبنان، لهذا السبب هذه العلاقة بدأت بالتحسن والعودة كما كانت مثلا برفع الحظر ولكننا نطمح الى اكثر بكثير من ذلك”، مضيفاً “نحن نطمح الى علاقات متطورة وافضل مما هي عليه اليوم ولهذا نعمل الى توقيع اتفاقية لتكون المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج معنيين بلبنان وبمساعدته بحمايته وبالاستفادة من القدرات اللبنانية وان لا يكون لديهم موقف رافض او معادي او مبتعد عن لبنان، فالابتعاد عن لبنان يخلق فراغ ليس من مصلحة هذا الاخير ولا من مصلحة الدول الخليجية، بالعكس الاقتراب من لبنان من دون التدخل بالشؤون الداخلية كما هم لا يسمحون التدخل بشؤونهم الداخلية”.

واكد أن “لبنان بالرغم كل النار التي تحيط به استطاع ان يحافظ على الاستقرار وعلى الامان، ونحن نشهد مرحلة جيدة جدا من الامن واذا انصاب احد فهذا يعني اننا نحن الذي انصبنا، نحن بلد مضياف ونستقبل حتى عندما نتضرر ونتأذى من مليون ونصف سوري من النازحين لا نظهر لهم الا الانسانية والمودة والمحبة لان هذا هو شعورنا الحقيقي، مع ان لبنان متهم بانه عتصري بالتعامل مع السوريين”.

وعن موضوع النازحين، قال باسيل: “لا اربط موضوع النازحين فقط بالعلاقة مع سوريا، دائما اقول ان هناك قسم يعود بالعلاقة مع سوريا وقسم يعود بالعلاقة مع المجتمع الدولي والقسم الاكبر يرجع لعلاقة اللبنانيين بين بعضهم باتفاقهم بان يطبقوا القانون اللبناني، فليس من الضرورة ان نذهب الى روسيا بخصوص موضوع النازحين، اصلا الروس قاموا بمبادرتهم ولم يسألوا احد ونحن ايّدنا هذه المبادرة لأنها تناسبنا واللبنانيين ايدوها لهذا السبب تناسبنا المبادرة الروسية اوّلا لانها من دولة كبرى تعطي غطاء سياسي للعودة، وثانياً لان اللبنانيين متفقين عليها، انما هذه المبادرة يقول الروس انها لا تقام بمعزل عن الجانب السوري، بغض النظر عن هذا الشيء انا اعتبر ان الامر الاساسي الذي يقام لعودة السوريين الى بلادهم تدريجيا وليس مرة واحدة ولا حتى غدا ولكن بالتدريج وبشكل امن وسليم هو ان يعطى لهم مساعدات لعودتهم وليس مساعدات لبقائهم”.

وحول عودة سوريا الى الجامعة العربية، قال باسيل: “عندما كانت سوريا في لبنان بالماضي نحن الوحيدين الذي واجهناها وقلنا عندما تعود سوريا الى سوريا سنقيم معها احسن العلاقات، اما اليوم لأنه من مصلحة لبنان ومصلحة سوريا ومصلحة الجامعة العربية وانا اؤكد انه لم يحصل اي اتصال بيني على الاقل وبين السوريين بموضوع عودتهم، انا رأيت انه من مصلحتنا ان تعود سوريا تذكريني وسجليها علي بهذه المقابلة سيأتي اليوم القريب التي كل الدول العربية تطالب بعودة سوريا لانه من مصلحتنا ان تبقى سوريا بالحضن العربي ولا نرميها في احضان اخرى”.

وأردف: “انا لا استطيع ان افكر انني جزء من سلطة او تركيبة ونظام نحن من كنا ندعو الناس الى الثورة ورفض الفساد والانقلاب على طبقة سياسية اوصلت البلد الى ما هو عليه، انما ان لا يكون خاضع لا لفوضوية ولا لاجندات خارجية انما اي نقمة محقة من الناس ورشيدة وواعية اكيد فنحن دائماً نطالب المجتمع المدني بالتحرك وما هو المجتمع المدني سوى الناس، فليس هناك اي مجتمع بالعالم يكون فقط حزبي، الاحزاب والتيارات السياسية تأخذ حصصها بلبنان للاسف اكثر لانها تلحق الطوائف “.

اقتصاديا، قال باسيل: “الاقتصاد اللبناني ليس على شفير الانهيار فنحن قمنا بالاجراءات المعروفة وصفة طبية اقتصادية صحية معروفة لا تخطئ ولا نستطيع اذا اعتمدناها ان ننقذ فقط الاقتصاد بل بسرعة قياسية يستعيد حيويته ونشاطه واذا لم نقم بها فنحن امام خطر الانزلاق المتمادي”، مضيفاً “انا لا اقبل ان يتكلموا بمنطق ان مقررات مؤتمر سيدر الزام دولي علينا وقد يصبح مقابل شيء اخر وليس من مصلحتنا، هذه الاصلاحات يجب ان نقوم بها اذا هناك بعض الدول تربط مساعدتها لنا بتحقيقها فليكن حافز اضافي للبعض ليقوم بهذه الاصلاحات، ولكن كم لنا من الوقت ونحن نطالب بهذه الاصلاحات بالموازنة بالاقتصاد بالتهرب الضريبي بالهدر بالفساد وما اكثر الامور التي وصلنا الى مكان مثلا السياسية المالية، نحن نعيش بدوامة اذا تركنا الليرة تنهار كارثة ودعمنا لليرة تكلفته كبيرة في الوقت الذي نستطيع ان نعتمد سياسة مالية تحفظ الاستقرار وتخفض الفوائد وارباح المصارف والبنك المركزي والمنظومة المصرفية التي هي عصب اساسي من اقتصادنا، ولكي نبقى محافظين عليها وليكون ربحها مقبول امام انعاش الاقتصاد ودفشه الى المزيد من الانتاجية، امور كثيرة يمكن لا تهم المشاهد العربي وانما نقول ان لبنان بلد قوي واقتصاده قوي وشعبه قوي وقادر ان ينهض بسرعة وليس مطلوب الا ان الدولة عبر هذه الموازنة والاثلاحات المتتالية انها تعطي الدفع اللازم للمبادرة الفردية في لبنان وللقطاع الخاص وللانسان اللبناني القوي”.

ورداً على سؤال ما هي مشكلة لبنان الوحيدة، أكد باسيل أن “تجاذبات الخارج الكثيرة، فنحن على خط كل هذه التقاطعات في الخارج كل هذا الشد وفي الداخل التجاذبات فنحن بلد متنوع الى درجة انه يدفع ثمن تنوعه استطعنا بمكان ما ان نعيش التنوع، ولكن دائما تأتي اليد من الخارج التي هي اقوى منا ودائما تتقاسمنا بالطوائف والتوجهات الدولية والاقليمية الوصفة هي استقلالية لبنان الكاملة سياسياً واقتصادياً نحن نستطيع ان نكون مستقلين اخذين بعبن الاعتبار مصالح الاخرين ومصلحتنا من دون ان نكون توابع”.

سؤال اخير وشخصي جبران باسيل ماروني الموارنة دائما مخولون ان يكونوا برئاسة الجمهورية بحكم المذهب هل يوما ما ستصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية هل تطمح لذلك ليس بالمدى القريب وحول طموحه ليصبح رئيساً للجمهوريّة، وهل سيتحقّق ذلك في وقتٍ قريب، قال باسيل: “طالب الشيء فاقده خاصة بهذه المرحلة وهذا الموضوع لا احب ان اتكلم به طالما العماد عون بما يمثل الي هو على سدة الرئاسة”.