IMLebanon

جعجع: الأقلية الفاسدة زائلة.. حاسبوها بصناديق الاقتراع

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “هناك اشخاص مسؤولون عما يحصل في الشارع، وان “القوات” ليست من بين الافرقاء التي أوصلت الأمور الى هنا وذلك بشهادة الجميع، وكنا نستطيع ان نصرخ مع من يصرخ وننتقد مع المنتقدين وندعو الى الثورة، لكن نحن لا نتصرف بهذه الطريقة”، لافتاً الى ان “النار في المنزل الان، ومحاسبة المسؤول تكون بصناديق الاقتراع، وما يحصل اليوم من احتجاجات في الشوارع يؤدي الى ان نخسر ما نستطيع ان ننقذه بعد”.

وقال جعجع في مؤتمر نقابي – قواتي بمناسبة عيد العمال في معراب: “المطلوب اليوم هو التشخيص الدقيق لمكامن المشكلة الإقتصادية وللعجز الهائل في الخزينة، من اجل إيجاد العلاج المناسب لها، ومكامن العجز برأينا وبرأي الغالبية الساحقة من اللبنانيين تتمحور بشكل اساس حول قصور إدارة الدولة وعدم كفاءتها من جهة، والفساد المعشعش في زواياها من جهة ثانية”، مضيفاً “والمطلوب اليوم مجموعة خطوات إنقاذية سريعة، ظهرت اولى بوادرها مع خطة الكهرباء التي نتمنّى ونطالب بتنفيذها كما يجب، لأنّ عجز الكهرباء وحده يشكّل حوالي ثلث عجز الموازنة السنوي. والتي سيليها الشروع في محاولة الوصول الى موازنة تقشفية إصلاحية متوازنة يموت فيها ديب الفساد والهدر ولا يفنى الشعب الكادح”.

وتابع جعجع ” موازنة ثورية إنما ثورتها بيضاء، لا حمراء، ولا سوداء، تُعطي ما للدولة للدولة وما للشعب للشعب، موازنة ثورية رؤيوية ارقامها تحاكي الواقع والموضوعية والمُتوقّع، لا الغيبي والافتراضي والمُتخيّل”.

وأردف جعجع “أعرف بأن الشعب غير مسؤول عن وصول الأوضاع الاقتصادية الى ما وصلت اليه، ومشمئز من تحمّل تبعات موازنة تقشفية فرضها عليه سلوك اقلية، أو أكثرية، فاسدة مستهترة غير جديرة بتحمّل مسؤولية شعب ووطن، لكن هذه الأقلية زائلة، والشدّة ستزول، وشعب لبنان باق”.

وتابع “امّا كيف تزول هذه الأقلية الفاسدة، فالطريق سهل جداً وعنوانه صناديق الاقتراع، وهذا ما لفتنا نظر اللبنانيين اليه قبل الانتخابات الأخيرة، ولكن بعض الناس للأسف كانوا في ايام الحصايد يغنون قصائد، واليوم لا يجدون سوى اصابعهم واصابعنا يأكلونها ندماً”.

وأضاف جعجع “ان الشعب اللبناني مدعو اليوم للوقوف وقفة عز وعنفوان كما عودّنا على ذلك في ساحات البطولة والشرف، فالوضع الراهن لا يقّل عن الظروف السابقة خطورةً، واللبناني عبر تاريخه النضالي المديد لم يتلكّأ في الاندفاع بكل شجاعة لحل اي ازمة تعترض طريق لبنان”، وتابع ” تخيلّوا مثلاً لو ان الشباب اللبناني لم يندفع لمقاومة الاحتلال والتوطين في العام 1975 رافضاً الانخراط في عملية إنقاذ لبنان والحفاظ عليه، مكتفياً بانتقاد الطبقة التي اوصلت لبنان الى تلك الحال حينها وتحميلها المسؤولية، ماذا كان ليحّل بلبنان وبالأجيال الحاضرة والآتية؟”.

وقال: “إن الأمر ذاته ينطبق على الوضع الإقتصادي الراهن اليوم. فإذا طمرنا رؤوسنا في التراب وتلكّأنا عن إقرار موازنة اصلاحية تقشفية ثورية، فسيأتي البنك الدولي الينا في القريب العاجل لإقرار وتنفيذ موازنته الخاصة وإنما على الطريقة اليونانية. فلنحافظ على روح المسؤولية والسيادة والكرامة الوطنية، ولنقم بهذه الخطوة على مشقتّها، بإرادتنا الذاتية، افضل من ان تُفرض علينا فرضاً وبعد خراب البصرة”.

وختاماً وجّه جعجع تحية في عيد العمال، “الى العمال والى ارباب العمل ايضاً. تحية الى كل أم عاملة واب عامل يكدحان ويجالدان ويجاهدان حتى يُؤمنا حياة كريمة لعائلتهما، تحية الى كل عامل ثيابه متسخة لكن كفه نظيفة، والى كل عامل يُحتم عليه عمله ان ينحني او يستلقي على الأرض ولكن كرامته تبقى مرتفعة الى العلى. تحية الى كل عامل يقارب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد بتجرد ومسؤولية، فلا ينجّر خلف الشعارات الشعبوية، ولا يُعطي اذنه لغير صوت الحق والضمير والموضوعية، ويعمل لنهوض وطنه كأنه يعيش ابداً، ويصبر على معاناته كأن الأزمة الاقتصادية ستنتهي غداً”.