IMLebanon

وثيقة “الأخوة الإنسانية” تنتصر على التطرف والإرهاب

كتب بديع قرحاني في “الوطن” البحرينية:

عندما وقّعت رابطة العالم الإسلامي اتفاقية تعاون مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، منذ عدة اعوام، كان الهدف منها العمل على تحقيق الأهداف المشتركة. وجاءت هذه الاتفاقية تتويجاً للتعاون السابق بين رابطة العالم الإسلامي والمجلس البابوي، بعد زيارة أمين عام الرابطة للفاتيكان، ولقائه مع البابا فرنسيس والكاردينال توران، إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران إلى السعودية. وأكدت الاتفاقية ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعدداً للأعراق والديانات والثقافات، والإيمان بالروابط الدينيّة والروحيّة الخاصّة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، وضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مُثمرة بينهم، إضافة إلى الدور المهمّ الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بنّاءة مع المؤمنين من الديانات الأُخرى، والدور المتميّز لرابطة العالم الإسلامي على مستوى الشعوب الإسلاميّة، وفي مجال الحوار بين الأديان.

اكثر من حدث خلال الايام القلية الماضية يؤكد على ان الانفتاح والحوار بين الاديان والشخصيات العابرة للطوائف حكما هي التي ستنتصر في مواجهة التطرف والارهاب الذي لا دين له ولا ذمة. الحدث الابرز خلال اليومين الماضيين كانت زيارة الامين العام لرابطة العالم الاسلامي لكنيسة سان باتريك بنيويورك والوقوف الى جانب الكاردينال دولان امام مزار القديس مار شربل داخل الكنيسة، وهي بحد ذاتها في غاية من الاهمية لما يمثله القديس مار شربل للمسيحيين الشرقيين واللبنانيين بصورة خاصة. مزار مار شربل داخل كنيسة سان باتريك بنيويورك الذي تم بمساهمة مباشرة من انطون نبيل صحناوي، الذي اهتم ايضا وبشكل مباشر منه بتوزيع حصص رمضانية على المسلمين بطرابلس شمال لبنان، وهو الأمر الذي وصفه الوزير والنائب السابق معين مرعبي بالمبادرة الكريمة عشية شهر رمضان الفضيل، ومن انها تنم عن روح المواطنة التي يجب أن تترسخ من خلال هذه المبادرات وأمثالها والتي تعزز هذه الروح وتعزز فرص النهوض بلبنان والدولة. ‏

هذه المبادرة الرمزية، لاقت ترحيبا كبيرا من مسلمي طرابلس الذين رأوا فيها مبادرة طيبة وفرصة لتأكيد المعاني الإنسانية والأخلاقية والوطنية التي تشكل الركيزة لقيامة لبنان الوطن والدولة.

وهذا ما اكده السفير الاماراتي في بيروت د. حمد الشامسي من ان القيادة الإماراتية تولي العيش المشترك أهمية كبرى وتعمل على تعميمه على مستوى العالم، وقد تُرجم ذلك عندما استقبلت أبوظبي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، في لقاء تاريخي نتج عنه “وثيقة الأخوّة الإنسانيّة”، حيث قال “أنا أدعوكم الى قراءتها والتعرف الى معانيها العميقة وقيمها الإنسانية لأنها تتضمن أُسسًا مهمة لحياتكم ولمستقبلكم”، مخاطبا الشباب اللبناني اثناء رعايته حوار “وثيقة الاخوة الانسانية”، في ثانوية راهبات القلبين الاقدسين من ان المسؤولية تقع على عاتقكم مسؤولية صون هذا النموذج التعددي الفريد من نوعه في محيطه”.