IMLebanon

يداً بيد مع الشبيبة في نضال مستمر من أجل الحرية…

كتبت روزيت فاضل في “النهار”:   

“شبابكم غنى لا تجعلوه فقراً… إيمانكم غنى لا تجعلوه كفراً… علمكم غنى لا تجعلوه جهلاً”، هذه الجمل جزء من عظة الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أمام طلاب العمل الرعوي الجامعي في لبنان كما وردت في جريدة ” النهار” في عددها الصادر في 1987/2/23.

بذل “غبطته” قصارى جهده مع اقطاب الكنيسة المارونية لجمع شمل أبناء “البيت الواحد” من خلال إطلاقه مشاريع رعائية في لبنان وسائر المشرق وجملة برامج خاصة للشباب الموارنة في لبنان وعالم الانتشار.

نضاله للحرية

“الحرية، هي من المسلمات الاساسية، التي رسخها البطريرك صفير، في نفوس الشباب”، هكذا وصفه الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي حارث شهاب. وفي حديثه لـ”النهار”، شدد على ان مسيرته “إنطبعت أسوة بالموارنة الأوائل بنضاله المستمر في سبيل الحرية”، مذكراً بقوله المأثورأنه “لو خُيرنا ما بين العيش المُشترك والحرية، لاخترنا الحرية”. وتوقف عند “مواجهته لتحديات عدة ومنها تحد الحداثة، والذي دفعه الى قيادة البوصلة في الاتجاه الصحيح”، مشيراً الى ان “المبادىء، التي نادى بها، شكلت حافزاً لتحرك الشباب الى الشوارع للمطالبة بالحرية”.

خص الكاردينال صفير كلاماً لكل مراحل الشباب وتم رصدها في دراسة اعدها المركز الكاثوليكي للإعلام عنه. يذكر المصدر انه في العام 1990، توجه اليهم لمناسبة الصوم الكبير بالقول: “… ونضيف اليكم يا شباب لبنان خاصة المسيحيين من بينكم، ان تضامنوا ووطدوا الرجاء بالله والثقة بنفوسكم ووطنكم، واعدوا لكم مستقبلاً أفضل تبنونه على القيم والأخلاق وخاصة المحبة…” (في الكنيسة والسياسة، الرسالة الخامسة، عدد 41، ص 29).

وطالب صفير، وفقاً للمصدر نفسه، بحق الأطفال قائلاً: “إنكم تريدون أن تعيشوا لا ان تموتوا تحت قذيفة أو في تفجير. انكم ترغبون في أن تدرسوا وتلعبوا في ملاعب مدارسكم…( 24/4/86). ورأى في كلامه خلال مسيرة لذوي الحاجات الخاصة في بكركي (“النهار”، 20/5/1985)، أنهم “الأبرياء هم الذين دفعوا ويدفعون ثمن التكفير عن جرائم المجرمين”.

السينودوس..

في حديثه لـ”النهار”، أكد رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين قدس الأب العام مالك أبو طانوس، الذي كان منخرطاً في اللجنة الخاصة لإعداد ملف الشبيبة، الذي يدخل في سياق السينودوس “رجاء جديد من أجل لبنان”، “ان الأجواء السابقة له مهدت محلياً لإنشاء الصندوق الماروني للمشاريع السكنية بدعم من البطريرك صفير”، مشيراً الى ان البطريركية وفرت الدعم الأول لإنطلاقته علماً أنه يوفر الى اليوم 2400 وحدة سكنية”.

وانتقل الى “مضمون ملف الشبيبة” الذي يهتم بمساعدة الشباب على تعميق ايمانهم” موضحاً أنه “لطالما اعتبر ان ثمة تيارات الحاد ” مقنع” تؤثر سلباً على ايمان بعض ابناء الرعية”. وطالب هذا الملف، وفقاً له، “بضرورة تحضير كهنة ومرشدين لمرافقة الشباب في العمل الرعوي الجامعي”.

وشدد ايضاً على الاهتمام بالشباب روحياً والمحافظة على تماسك عائلاتهم وبقائهم بأرض الوطن وتفادي نزوحهم من الريف الى المدينة”. كما لحظ أيضاً “الملف توق الشبيبة الى الوحدة “، موضحاً “اهمية ان يسلط الملف الضوء على تنقية الذاكرة بعد الحرب”.

وتوقف عند مقطع خاص لدور “الشابات المارونيات في المجتمع وضرورة تعزيز دورها في معترك الحياة”، مضيفاً الى انه “لحظ ايضاً اهمية العيش المشترك وهوية لبنان…”.

الشباب ولبنان

قبل إنعقاد المجمع البطريركي الماروني، توقف ناشر مذكرات البطريرك صفير في سلسلة “حارس الذاكرة جورج عرب لـ”النهار”، عند “الحقبة الحساسة في تاريخ الجماعة المارونية وتحديداً الحقبة الممتدة من العام 1989 الى العام 1991، والتي شهدت ازمات سياسية انتهت بإتفاق الطائف ومآسي الحروب”، مشيراً الى ان ” محاولات الكاردينال صفير لم تحقق نجاحاتها الكاملة في خلق تجمعات شبابية او قيادات بديلة خارج الاصطفاف السياسي القائم في حينها”.

وعلى مستوى الاطر التنظيمية لموضوع الشبيبة، وتطبيقاً لتوصيات هذا المجمع، أكد عرب ان الكاردينال صفير” قرر إنشاء مكاتب في الدائرة البطريركية، التي باتت اليوم مكتب رعوية الشبيبة في الدائرة ذاتها”، مشيراً الى ان صفير لم يصدر مراسيم تطبيقية لتوصيات المجمع في هذا الشأن لأنها تشكل تحولات في مسار الكنيسة المارونية، اضافة انه لا يريد الزام خلفه بأي مراسيم او تدابير تثقل كاهله”. وتوقف عند “البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي اصدر هذه المراسيم ومنها الخاصة بإنشاء مكتب رعوية الشبيبة، وهي محطة اساسية في عمل الكنيسة المارونية محلياً وفي بلدان الانتشار”.

وانتقل الى خطاباته خلال جولاته الخارجية، “والتي كان يركز في جزء كبير منها على الشبيبة، ويحضهم على زيارة لبنان ” مشيراً الى انه “يركز في لقاءاته مع الكهنة والمؤسسات والابرشيات في الانتشار على ايلاء اهمية لتعريف الجيل الشاب اللبناني على تراث بلدهم، وهذا ما ترجم عملياً من خلال تلبية اعداد منهم هذه الدعوة لزيارة وطنهم الأم”.

 

على الصعيد الداخلي، اكد عرب انه ساهم في دعم منظمة “كاريتاس” بـ نصف مليون دولار لدعم الشباب المهجرين للعودة الى ضيعهم”، مشيراً الى ان “لجنة الشؤون الاقتصادية في بكركي طالبت مجلس الأساقفة تسهيل عليهم ايجار الأراضي التابعة للكنيسة لتوفير مدخول لهم”.

من اللقاء الى الفوروم

عند التحضير للقاء الشبيبة في حريصا بالبابا القديس مار يوحنا بوس الثاني والكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، استعاد المسؤول السابق للجنة الوطنية الرعوية للشباب التابعة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان طانيوس شهوان في حديثه لـ”النهار” لحظات تاريخية قابل فيها “سيدنا”، ناقلاً له آخر التحضيرات للحدث مع تشديده على ان الأجواء العامة ترجح لجوء الشباب المشاركين في اللقاء الى حمل صور سمير جعجع وميشال عون هناك”. قال: “كان الرد واضحاً من البطريرك صفير، وقد كان مصراً على انه لا يمكن لأحد ان يمنع الشباب من القيام بذلك. وكررها مرة ثانية لا يحق لأحد ان يمنعهم عن ذلك، وليعبّر كل واحد على طريقته”.

عرض شهوان لمحطات رسمت خارطة طريق بين البطريرك صفير والشباب، مشيراً الى ان اللجنة “اسست في نهاية الحرب اللقاء الوطني للشباب، والذي تم تنظيمه دورياً على مدى 3 أعوام (نسخة كل عام) مع إضافة محطة له في لقاء رابع في حريصا” شكل متنفساً لكل المسيحيين يتملكهم شعور الاحباط”بعد انتهاء الحرب”.

بالنسبة اليه، “تأسس الفوروم الوطني للشباب عام 1995 بنسخه الخمس وضم جمهوراً شبابياً نخبوياً من اعداد هائلة راوحت بين 175 و200 الف شاب وشابة سنوياً”. رداً على سؤال عن اهمية البيانات الختامية لهذا الفوروم، قال: “كانت توازي بأهميتها بيان مجلس المطارنة الموارنة الى حد ما. كنا نقرأ مضمون البيان السنوي في الديمان ونحرص فيه على التعبير عن اعتراضنا على سلطة الوصاية والنظام الامني السوري واللبناني”. وشدد شهوان على ان تجارب اللقاء والفوروم اثمرت في تأسيس لجنة خاصة للشباب في 23 ابرشية”.

توقف عند مفترق حاسم في العمل الرعوي الشبابي عام 1997 “مشيراً الى ان الكاردينال صفير “كان الداعم الأساسي لإنطلاقة الايام العالمية للشباب لتصل في آخر عهده اعدد المشاركين الى 18الف شاب لبناني”. ولفت الى انه “عكس ما يشاع اليوم، فإن الكاردينال صفير هو من اسس اليوم العالمي للشباب عام 2008 “مشيراً الى انني” كلفت شخصياً بتنظيم انطلاقته من اوستراليا”. وركز أيضاُ أنه “في العام 2000 اسس صفير، وبناء على اصرار مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في اللجنة الاسقفية الرعوية للشباب في الشرق الأوسط، والذي توسع ليشمل العمل في بلدان عدة منها مصر، لبنان، سوريا، الأردن، العراق، فلسطين وبعض مناطق الخليج”. قال: “دعاني سيدنا الى الصبر والمثابرة بعد أن اخبرته عن الصعاب التي واجهتها في حث بعض الشباب في بعض البلدان العربية على الاقتناع بأحقية تصرفهم بحرية…”.