IMLebanon

المفتي حسن خالد والبطريرك صفير

تزامنت ذكرى المفتي الشهيد حسن خالد مع دفن البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وجاء ذلك تتويجاً للوحدة الوطنية، التي كانت محور حياتهما.

فالمفتي الشهيد حسن خالد، كرَّس حياته في خدمة القضايا التي تهمُّ النّاس والوطن، وعمل بإخلاص ومحبة وتفانٍ حتى استشهد في سبيل هذه المبادئ. وكانت مواقفه الشجاعة والمبنية على العمل الشريف والمضحّي في سبيل أن تبقى وحدة اللبنانيين مصانة، وفي سبيل تكريس العيش المشترك، والدفاع عن وحدة الأرض والمؤسسات، وكانت دار الفتوى، الدار الواسعة المفتوحة أبوابها للجميع دون إستثناء وكانت الحلول عنده للمشاكل التي تهم النّاس هي الحاضرة دائماً. والشهيد حسن خالد، هو شهيد لبنان الأوّل، وقد خسرناه.. ولكن بقيت أعماله وأقواله ووطنيته ومحبته للناس وللبنان دستور لنا، نعمل بها ونتذكّر صانعها مترحّمين عليه.

أما رحيل البطريرك صفير، الرجل العظيم الذي أحبّ لبنان ودافع عن استقلاله، وعمل هو أيضاً أن تكون الوحدة الوطنية مصانة، وكانت أعماله وأقواله ومؤلفاته، تجسّد هذا الحب، حب الوطن وأبنائه جميعاً، وكان قوياً وصارماً في مواقفه الوطنية، وحاضناً قوياً لطائفته وكنيسته من مطلق دورها في تكريس وحدة البلاد.

البطريرك صفير، خسره لبنان، وخسرته الطائفة المارونية، ولكن مواقفه الشجاعة ستبقى طريقاً لنا جميعاً لنسير عليها مؤمنين واثقين الخطوات، في الدفاع عن لبنان ومؤسساته واستقلاله الذي أكّد دائماً بمواقفه انه الاستقلال يأخذ ونريده ناجزاً ونهائياً.

رحم الله الرجلين العظيمين، وسنبقى دائماً على ذكراهما وذكرى أعمالهما.