IMLebanon

“غلاف غزة” يشتعل: الحرائق مقابل مساحة الصيد

كتب هاني ابراهيم في صحيفة “الاخبار”:

على رغم سريان تفاهمات التهدئة في غزة، تشي الأوضاع الميدانية بتكرار سيناريوهات التصعيد السابقة. فقد عادت «الأدوات الخشنة» بعدما أشعلت عشرات البالونات الحارقة منطقة «غلاف غزة» بسلسلة حرائق غير مسبوقة، رداً على تقليص العدو مساحة الصيد في البحر بأكثر من طريقة، بالتوازي مع التحشيد لـ«مسيرات العودة» اليوم

غزة | منذ أيام عاد التسخين الميداني إلى حدود قطاع غزة جراء التعرقل المتكرر لتنفيذ تفاهمات التهدئة والتلكؤ الإسرائيلي في تنفيذ بعضها، خاصة تعمّده تقليص مساحة الصيد وملاحقة الصيادين دون إعلان ذلك، وهو ما كان سبباً في إطلاق دفعات متتالية من البالونات الحارقة على مستوطنات«غلاف غزة». أدت تلك البالونات إلى سلسلة حرائق كبيرة في المستوطنات، وصلت ذروتها أمس بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، لتُسجل حرائق في أكثر من 30 موقعاً جنوب فلسطين المحتلة، الأمر الذي دفع مئات المستوطنين إلى إخلاء منازلهم والهرب منها، وفق قناة «كان» العبرية. يأتي ذلك ــ كما يبدو ــ رداً على تقليص بحرية العدو مساحة الصيد المسموح بها للفلسطينيين، وقد قلّصها أمس أيضاً من 12 ميلاً بحرياً إلى 10 أميال بدعوى الرد على استمرار إطلاق البالونات، وقد كان عدد من الصيادين قد تعرضوا لإطلاق نار متكرر، ما دفعهم إلى ترك العمل لأيام.

وتربط فصائل المقاومة استمرار الهدوء بمواصلة العدو تنفيذ بنود التهدئة، كذلك فإن تأخر إدخال الأموال القطرية نهاية الأسبوع المقبل قد يعني عودة التصعيد. وفوق ذلك، قالت مصادر في الفصائل لـ«الأخبار»، إن اليوم (الجمعة) سيكون اختباراً جديداً لالتزام الاحتلال التفاهمات، وتحديداً «إذا قرر العودة إلى سياسة قتل المتظاهرين واستخدام الرصاص الحي… سيؤدي هذا إلى حالة تصعيد ومواجهة»، مشيرة إلى مراقبة تنفيذ بنود أخرى تتعلق بالمعابر والتصدير والاستيراد من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. ونقلت المصادر أن آخر ما بلغهم من العدو عبر الوسيطين المصري والأوروبي هو وعد بتخفيف القيود التي يفرضها على البضائع الممنوع إدخالها إلى القطاع خلال الأسبوع المقبل، بما في ذلك البضائع «المزدوجة الاستخدام». ومن المفترض أن يُسمح كخطوة أولى بدخول 40 صنفاً من أصل 200 منع الاحتلال إدخالها بعد الحرب الأخيرة عام 2014، ثم سيُسمح بتصدير أنواع جديدة من بضائع غزة إلى الضفة المحتلة وعدد من الدول الأوروبية والأجنبية.

رغم ذلك، تقول المصادر نفسها إن تصعيد إطلاق البالونات الحارقة رد «موضعي» على التراجع عن توسيع مساحة الصيد. وفي الوقت نفسه، دعت «الهيئة العليا لمسيرات العودة» الغزيين إلى «المشاركة الواسعة في فعاليات جمعة التكافل والتراحم… على طول الحدود الشرقية»، بعدما ألغت فعاليات الجمعة الماضية لضمان الهدوء.

في المقابل، وضمن التحريض الإعلامي المتواصل على حركة «الجهاد الإسلامي»، ادعى موقع «واللا» العبري أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الحركة قد تشنّ هجمات صاروخية أو عمليات قنص أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، بالتزامن مع استمرار الضغط الأميركي على الجمهورية الإيرانية، في وقت قال فيه الأمين العام لـ«الجهاد»، زياد النخالة، إن حركته «لن تألو جهداً للتصدي لجرائم الاحتلال في مدينة القدس، كما باقي الجرائم في الأراضي الفلسطينية». ووفق تقديرات الجيش، لا تزال فرص التصعيد في غزة كبيرة جداً، على رغم «محاولات المستوى السياسي للتوصل إلى تسوية مع حماس»، وهو ما دفع «قيادة المنطقة الجنوبية» إلى تغييرات في خططها العملياتية تقتضي رفع جاهزية الوحدات القتالية التي ستشارك في أي عملية واسعة، بما في ذلك التجهيزات الهندسية في «فرقة غزة» ومناطق القتال المتوقعة، وفق الموقع نفسه.