IMLebanon

أسئلة أميركية – فرنسية عن الإستقرار والترسيم و”سيدر”

مع انتهاء الحكومة من ملف الموازنة، أو أقله الأسبوع المقبل، كان الحضور الديبلوماسي الأميركي والفرنسي إلى بيروت، والذي من شأنه ان ينقل المتابعة الرسمية والاهتمام السياسي من موضوع الأرقام والموازنة، إلى أمور أكثر أهمية تتعلق بمندرجات تطبيق مؤتمر «سيدر»، ومفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية، إلى جانب تطورات الوضع في المنطقة في ضوء التوتر الحاصل بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن «صفقة القرن» التي وضعتها واشنطن على نار حامية، من خلال دعوتها إلى المؤتمر الاقتصادي في البحرين لجذب استثمارات بالتزامن مع تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وسجل في هذا السياق وصول المستشار الديبلوماسي المعاون للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المستشار اوريليان لو شوفالييه إلى بيروت حيث التقى أولاً الوزير باسيل في الخارجية، ثم الرئيس الحريري في السراي ووزيرة الطاقة ندى البستاني، كما التقى بعيداً من الأضواء مستشارين للرئيس عون ونبيه برّي.

وبحسب المعلومات، فإن البحث تناول في جميع هذه اللقاءات تطبيق مقررات مؤتمر «سيدر»، والمناقشات التي جرت على صعيد الموازنة داخل الحكومة، واستوقف الوزيرة بستاني بشكل خاص عند الإصلاحات التي تحققت في قطاع الكهرباء والذي كان يستنزف نسبة كبيرة في الموازنة، باعتبار ان وقف الانفاق على الكهرباء كان أحد شروط «سيدر».

وعدا عن الموازنة والاصلاحات، لن يغيب عن مداولات لوشوفالييه في بيروت، موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، حيث أفادت معلومات ان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد سيعود إلى بيروت الثلاثاء المقبل، لاستكمال وساطته لحل الخلاف على ترسيم الحدود الجنوبي بين لبنان وتل أبيب.

لكن الذي استأثر بالاهتمام، كان حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي اليون انغل إلى بيروت، في هذا الوقت بالذات، وتكمن أهمية، الرجل في الدور الذي لعبه في صنع القرار الدولي 1559 وقبله في قانون محاسبة سوريا في الكونغرس، ولا بدّ ان يكون قد اثار مع الرئيسين عون والحريري، اللذين التقاهما كلا على حده، الأوضاع في المنطقة، والتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وبالطبع موضوع «صفقة القرن» الأميركية لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وكذلك موضوع العقوبات الأميركية على إيران واستطراداً على «حزب الله».. إلى جانب ترسيم الحدود مع إسرائيل.

إلا ان المعلومات الرسمية التي وزّعت عن اللقاءين لم تشر إلى كل هذه المواضيع، وتجاهلت بشكل خاص دعوة واشنطن إلى المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في البحرين في 25 حزيران المقبل، من ضمن «صفقة القرن»، والتي ذكرت معلومات خاصة ان باريس حفزت بيروت على المشاركة في هذا المؤتمر، باعتبار ان لبنان يُمكن ان يستفيد منه مالاً واستثمارات، فيما أكدت واشنطن من جهتها على أهمية التمسك بمبدأ النأي بالنفس لمنع أي فصيل محلي وتحديداً «حزب الله» من وضع الساحة الجنوبية والمنطقة الجنوبية خصوصاً تحت تصرف إيران لاستخدامها في الكباش الحاصل مع الولايات المتحدة.

وبحسب المعلومات الرسمية، فإن الرئيس عون أبلغ السيناتور انغل ان «لبنان بلد محب للسلام ويعمل من أجل تحقيقه، لأنه يضمن بذلك الأمان لشعبه ولشعوب منطقة الشرق الاوسط». ودعا الولايات المتحدة إلى المساعدة في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وكذلك العمل لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطنيين، مؤكدا التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 بالتعاون بين الجيش اللبناني و«اليونيفل»، داعياً إلى المساعدة في مسألة ترسيم الحدود الجنوبية البرية والبحرية.