IMLebanon

اللواء سامي الخطيب.. في ذمّة اللّه

كتب النائب السابق بهاء الدين عيتاني في صحيفة “اللواء”:

القائد والوزير سامي الخطيب، ترعرع في المؤسسة العسكرية منذ العام 1953، تمرّس في قطاعاتها ضابطا ملتزماً ومناقبياً من المدرسة الشهابية، بل أحد أعلامها التي أرساها فخامة الرئيس اللواء فؤاد شهاب ليصبح رئيساً لفرع الأمن القومي «المكتب الثاني» مسؤولاً عن بيروت في العام 1960 ويمسك بزمام الأمن فيها، حتى أطلق عليه والي بيروت، وليكون من أبرز المقرّبين من العهد الشهابي.

في عام 1971 سرّح من الجيش وعيّن ملحقاً عسكرياً في دولة الباكستان، ليعود إليه في العام 1976 بكامل حقوقه في الرتب والرواتب، حائزاً على ثقة جميع الأطراف، ويتولّى قيادة قوات الردع العربية المكوّنة أكثرية ألويتها من القوات السورية، حيث كانت له مودّة خاصة وعلاقة مميّزة مع المسؤولين في سوريا.

استقال من الجيش في بداية عهد فخامة الرئيس إلياس الهراوي، ليعيّن وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس عمر كرامي عام 1990 ثم في حكومة الرئيس رشيد الصلح عام 1992، التي أجرت أوّل انتخابات نيابية بعد انقطاع عشرون عاماً، حيث ترشح وانتخب نائباً عن البقاع الغربي وراشيا لثلاث دورات متتالية، فهو ابن بلدة جب جنين البقاعية. ويدخل باب التشريع ليرأس لجنة الدفاع الوطني، ويلعب دوراً مهماً في الندوة النيابية.

سامي الخطيب الصديق والجار الودود، العسكري الحازم والمتوغل في زواريب الساسة والسياسة كان يعالج المشاكل بالحكمة والرويّة.

برحيله يفقد لبنان مدماكاً من مداميك الوطن وقائداً فذّاً محبّاً للجميع، ستظل ذكراه يسردها التاريخ للأجيال.