IMLebanon

هل يشنّ “المستقبل” معركة مفتوحة على “التيار”؟

كانت جريمة طرابلس الإرهابية التي وقعت عشية عيد الفطر المبارك، وادت إلى استشهاد ضابط ورتيب من الجيش وعنصرين من قوى الأمن الداخلي، قد خطفت الأضواء عن الاستحقاقات التي كانت منتظرة بعد العيد، ولا سيما ترقب عودة لجنة المال والموازنة إلى مناقشة بنود مشروع الموازنة المحال إليها يوم الاثنين المقبل، وعن الجولة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد لمتابعة مساعيه بشأن مفاوضات تحديد الحدود البرية والبحرية، وعن السجالات السياسية التي اندلعت بين تيّار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، فيما يرتقب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لمعرفة معالم الخطوة السياسية بالنسبة لموعد ومكان جلسة مجلس الوزراء التي يفترض ان تنعقد الأسبوع المقبل.

وفيما لوحظ ان جريمة الإرهابي عبد الرحمن مبسوط فاقمت السجال بين التيارين الأزرق والبرتقالي، حول موضوع توقيفه ومن ثم اخلاء سبيله، وحول اتهام مدينة طرابلس بأنها “بيئة حاضنة للإرهاب”، بدلا من التفاف الجميع للتضامن مع المدينة الحزينة ومع شهداء الجيش وقوى الأمن، في مواجهة المخطط الارهابي الذي يستهدف المؤسستين العسكرية والأمنية، عبر ما اصطلح في تسميته بـ”الذئاب المنفردة” تميل مصادر رسمية لـ”اللواء” إلى الاعتقاد بأن الأمور بدأت تهدأ بين الجانبين، خاصة وانها اندلعت وتطورت وكبرت على أمور لا تستحق إثارة مثل هذا التوتر، وان لا مصلحة لأي طرف في هذا الظرف في مواصلة الاشتباك السياسي- الكلامي، خاصة بين تيارين شريكين في تسوية رئاسية أعادت الأمور إلى نصابها في البلد الذي مزقته الخلافات والصراعات طوال سنتين ونصف السنة.

وبحسب هذه المصادر فإن الرئيس ميشال عون الذي يرصد كل ما يجري من تطورات طلب تزويده بكل ما جرى من سجال بين التيارين، مشدداً على ان المهم استمرار الاستقرار الداخلي، خاصة واننا على أبواب صيف واعد، فيما أكدت مصادر تيّار “المستقبل” ان لا قرار لديها بمعركة مفتوحة مع “التيار الوطني الحر” تؤدي إلى الإخلال بمقومات الاستقرار، لكنها شددت على ان الرئيس الحريري لا يمكنه اتباع سياسة الصمت دائماً، مشيرة إلى ان هناك مواقف تفرضها ظروف معينة، مثل كلام رئيس “التيار الحر” الوزير جبران باسيل في تل دنوب حول السنيَّة السياسية، وتدخل وزير الدفاع الياس بوصعب بمهل المحكمة العسكرية وردود فعل “التيار البرتقالي” على جريمة طرابلس، لافتة إلى “اننا في انتظار عودة الحريري لمعالجة كل الملفات”.