IMLebanon

تويتر منصة لنيران صديقة بين جنبلاط والحريري

تحولت الساحة السياسية في لبنان في الأيام الأخيرة إلى حلبة اشتباك لا ينتهي، حيث لا تكاد تهدأ أزمة إلا وتنفجر أخرى وهذه المرة بين تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وشكل موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الساحة الأبرز للاشتباك الحاصل حول رئاسة إحدى البلديات بقضاء الشوف في محافظة جبل لبنان.

وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أول من أطلق شرارة السجال حينما غرد على موقعه على “تويتر” قائلا “كم هزيلة تلك الأيام التي وصلنا إليها حيث يصبح محافظ جبل لبنان موظفا صغيرا عند تيار سياسي تائه ومتخبط في خياراته العامة، لكنه مصر على محاربة الحزب الاشتراكي في إقليم الخروب بأي ثمن متجاهلا التاريخ النضالي للجبل والإقليم”، في إشارة ضمنية إلى تيار المستقبل أو كما يحلو للكثيرين تسميته بتيار الأزرق (نسبة إلى لون شعاره.)

كم هزيلة تلك الايام التي وصلنا اليها حيث يصبح محافظ جبل لبنان موظف صغير عند تيار سياسي تائه ومتخبط في خياراته العامة ، لكن مصر في محاربة الحزب الاشتراكي في اقليم الخروب بأي ثمن متجاهلا التاريخ النضالي للجبل والاقليم .رحم الله رجالات الامس امثال غالب الترك وسميح الصلح

وانضم النائب عن اللقاء الاشتراكي بلال عبدالله إلى الهجوم “التويتري” حينما اتهم رئيس الوزراء سعد الحريري بالتدخل لتعطيل اتفاق التناوب في بلدية شحيم مستخدما، حسب تعبيره، أسلوب الضغط على أرزاق الأعضاء في لقمة عيشهم، ليرد النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار قائلا “لا أنت ولا غيرك مهما علا شأنه، يحقّ له التطاول على رئيس حكومة لبنان سعد الحريري”.

وطالب الحجار متوجها إلى عبدالله بالقول “أزل ما وضعته على صفحتك وعلى صفحة الحزب التقدمي الاشتراكي كي لا تضطرنا إلى أن نفتح الأوراق الّتي يعرفها الجميع”، وهو ما تم فعلا بيد أن الأمور لم تهدأ بين الجانبين حيث استمر السجال التويتري.

وتعود الأزمة المستجدة بين الطرفين إلى اتفاق سابق بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بشأن التناوب على رئاسة بلدية شحيم في قضاء الشوف، ويرى الأخير أن المستقبل نقض هذا الاتفاق.

بالمقابل يعتبر تيار المستقبل أنّ هجوم قيادات الاشتراكي مفتعل حيث إن الإشكالية كان يمكن حلها على نطاق ضيق وخلف الكواليس دون هذه الضجة التي تم إحداثها.

 

أحمد الحريري: يلّي بيناتنا أكبر بكثير.. إذا شايف (جنبلاط) غير ذلك خبرنا
وقال أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري عبر حسابه في “تويتر” متوجها لجنبلاط بالقول “يلّي بيناتنا أكبر بكتير من مجلس بلدي… إذا شايف غير شي (خلاف ذلك) خبرنا”.

ويبدو أن تغريدة الحريري أتت بمفعول عكسي حيث رد عليه أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي في تغريدة له “لأنو اللي بيناتنا أكبر بكتير مش (ليس) لابن رفيق الحريري تهديد الناس بأرزاقهم كرمال (لأجل) بلدية. صوّب المسار كرمال لي بيناتنا”.

وعاد الحريري ليرد عليه بالقول “كلامك أو كلام معلمك يا ‘رفيق’ ظافر مش مقبول.. سعد الحريري ما بيقطع أرزاق.. ابن رفيق الحريري بنى أرزاق ودفع من لحمو الحي وأنتم أول العارفين.. يا عيب الشوم”.

ويرى مراقبون أن الاشتباك الجاري على خط الاشتراكي -المستقبل وليد تراكمات لهزات سياسية سابقة بين الطرفين، حيث سبق وأن أبدى الاشتراكي امتعاضا من وقوف تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري موقف المحايد من الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له وزعيمه جنبلاط وآخرها خلال تشكيل الحكومة حينما تم حرمان الاشتراكي من كرسي وزاري لصالح الحزب الديمقراطي بقيادة طلال أرسلان، رغم أن الحزب التقدمي كان له الأغلبية شبه المطلقة في الانتخابات التشريعية الماضية.

وتعتبر أوساط الاشتراكي أن المستقبل خذل الحزب في أكثر من مناسبة واصطف مع الخصوم، ومسألة رئاسة بلدية ليست سوى القطرة التي أفاضت الكأس.

ويرجح مراقبون أن يتم احتواء الإشكال بيد أنه لا يتوقع أن تشهد العلاقة انفراجة كبيرة بين الطرفين، في ظل وضع سياسي لبناني متخبط ومرتبك ومتغير.