IMLebanon

سعي باسيل للإستئثار بالتعيينات يواجه برفض القوى المسيحيّة

 

كتب عمر البردان في صحيفة اللواء:

 

ليس هناك اقتناع، قياساً إلى التجارب السابقة، بأن اللقاء الذي عقد، أمس، بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سيعيد المياه إلى مجاريها بين «تيارالمستقبل» و«التيار الوطني الحر»، بحكم أن رئيس هذا الأخير لا يبدو أنه حريص على التسوية القائمة، أو على علاقات لبنان العربية التي يصوب عليها باستمرار، ويعرض مصالح لبنان الخارجية لأضرار بالغة، فيما يفترض أن يعمل من موقعه الرسمي على إبعاد هذه العلاقات عن كل الشوائب التي يمكن أن تعتريها، عدا عن أنه لا يفوت مناسبة، إلا ويتعرض لملف النازحين من زاوية طائفية لا وطنية، في إطار تحريضي لم يعد خافياً على أحد، مروراً  باستهدافاته المتكررة لشريكه في «تفاهم معراب»، حزب «القوات اللبنانية» الذي يتهمه بأنه يريد الاستئثار بالتعيينات التي تخص المسيحيين .

 

وتعزو أوساط بارزة في «القوات»، لـ«اللواء»، تردي العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، إلى المواقف التي يطلقها رئيسه، ويتعمد من خلالها التنقل في المواجهات من طرف إلى آخر، ومن ملف إلى آخر، ما تسبب بهذا التوتر الموجود، إضافة إلى طريقة مقاربة الوزير باسيل لبعض الملفات التي يحاول من خلالها تصوير نفسه بأنه على حق والآخرون على خطأ، مشيرة إلى أن الأمور وإن تصاعدت حدتها، إلا أنها تبقى محصورة ضمن الملفات المختلف حولها مع بعض وزرائه ونوابه. لكنها ترى أن المؤشرات لغاية هذه اللحظة تذهب باتجاه أن الوزير باسيل يريد الاستئثار بالتعيينات، بعدما تعمد التسريب أنه على غرار أن الحصة الشيعية موجودة بيد الثنائي الشيعي، كما أن الحصة السنية موجودة بيد الرئيس سعد الحريري، فإن الحصة المسيحية يجب أن تكون معه، علماً أن الموضوع على المستوى الشيعي موجود في إطار ثنائية، كذلك الأمر، فإن الرئيس الحريري يأخذ في الاعتبار  بما خص التعيينات، الوضعية العامة وليس وضعية «تيار المستقبل» .

 

وتشدد الأوساط  «القواتية»،  على أنه ورغم سعي الوزير باسيل للاستئثار بالتعيينات المسيحية، فإنه برأيها قد حان الوقت لمقاربة جديدة مختلفة عن المقاربات القديمة، والتي ضربت كل مفهوم النظام السياسي في لبنان، وحولته إلى نظام زبائني فاسد، من ضمن العمل لطي الصفحة التي بدأت مع عهد الوصاية السورية على لبنان، والانتقال إلى مرحلة جديدة، لأنه لا يمكن الكلام عن إصلاح أو تغيير في ظل موظفين مستزلمين لهذه الفئة أو تلك، باعتبار أن موضوع الإدارة ليس بهذه البساطة التي يعتقدها البعض، الأمر الذي يوجب تعيين موظفين أكفاء وجديرين بالوظيفة العامة، على أن تكون مرجعيتهم الدستور والقوانين، وليس الجهات التي أوصلتهم . ولذلك عندما نحقق هذا الهدف نستطيع التكلم عن مؤسسات شفافة ونظيفة .

 

واستناداً إلى تجربتها في التعاطي مع ممارسات الوزير باسيل الذي إذا أصر على الاستمرار في أسلوبه الذي يعتمده في علاقاته مع الأطراف السياسية، فإن هناك صعوبة حقيقية في أن تستطيع الحكومة من أن تنتج، لأن يتعذر أن تتمكن الحكومة من تحقيق ما وعدت به في جو من عدم الاستقرار السياسي الذي يتسبب به الوزير باسيل الذي يجيد فتح الجبهات، وإشعالها على أكثر من محور، وهو أمر سيزيد من حجم العثرات أمام مجلس الوزراء ويجعله عاجزاً عن القيام بدوره، في مواجهة التحديات التي ينتظرها لبنان على أكثر من صعيد، وبالتالي فإن هناك ضرورة لأن يعيد التيار الوطني الحر مراجعة حساباته، والعمل انطلاقاً من نظرة تضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار .

 

توازياً، لا تريد مصادر بارزة في «تيار المستقبل»، الدخول في تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري برئيس التيار «العوني»، لكنها تشدد على أن الكرة باتت في ملعب الوزير باسيل الذي عليه أن يخفف من إطلاق المواقف التي تفرق ولا تجمع، وأن يترك الأمر في معالجة الملفات المطروحة لمجلس الوزراء، لأنه الوحيد المخول ببت كل هذه الموضوعات، انطلاقاً من وحدة الموقف الحكومي الذي يجب أن يؤمن الغطاء المطلوب للقرارات التي يتخذها مجلس الوزراء، مشيرة إلى أن لا تعيينات قريباً، ريثما يتأمن التوافق بشأنها، على أساس اعتماد معايير واضحة في اختيار الأسماء التي يجب أن يكون مشهود لها بالكفاءة والجدارة، وأن يكون المجال متاحاً أمام كل من يتمتع بهذه المواصفات .

 

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن الوزير باسيل يحاول فعلاً ومن خلال ضغوطات يمارسها، للحصول على حصة الأسد من التعيينات المسيحية، إن لم يكن كلها لأنه يعتبر نفسه الأقوى على ساحته، في إطار المعارك التي يخوضها، لكن الأمر لا يبدو بهذه السهولة، في ظل معارضة القوى المسيحية الأخرى وفي مقدمها «القوات اللبنانية» التي لن تقبل بأن يصار إلى تهميشها في هذه التعيينات، لأن الوزير باسيل ليس هو كل المسيحيين، وإنما هناك أطراف أخرى يجب أن تمثل في هذه التعيينات .