IMLebanon

إضراب “اللبنانية”: عودة متعثرة إلى التدريس

كتبت فاتن الحاج في “الاخبار”:

اليوم الأول من نفاذ مفعول قرار الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة فك إضراب الجامعة اللبنانية عكس حالة استنهاض للروح المعنوية للأساتذة داخل كليات الجامعة. أحزاب السلطة اصطدمت بالالتزام الملحوظ بالإضراب حتى من معظم كوادرها الأساسية. وانقسم الأساتذة بين من دخل قاعات التدريس، وغالبية هؤلاء من المتعاقدين الذين، كما قال عضو لجنة متابعة قضيتهم، علي عواد «لسنا أعضاء في الهيئة العامة للأساتذة ولسنا محميين نقابياً». عواد أشار إلى أن 90% من المتعاقدين خرجوا من الإضراب بعد تطمينات حصلوا عليها من رئيس الجامعة فؤاد أيوب بأن «ملف التفرغ سيطبخ على نار حامية وسيقرّ». إلاّ أن أيوب قال لمجموعة من الأساتذة والطلاب اعتصموا أمس أمام مقر الإدارة المركزية اعتراضاً على إذلالهم بـ«مذكرة الجلب» وحملوا مطلبي التفرغ والملاك: «المتعاقدون يشيعون بأني وعدتهم وأنا لم اعدهم بشيء، ولا أستطيع أن أحدد مهلة زمنية لإنضاج ملف التفرغ».
بعض الأساتذة اختاروا التفاعل مع طلابهم داخل حرم الكليات حيث شرحوا أسباب الإضراب والمسار الذي سلكه منذ 45 يوماً . في مجمع الحدث الجامعي، احتضنت خيمة الأندية المستقلة حوارات بين الأساتذة والطلاب ونقاشات جانبية بين الطلاب أنفسهم من كل التوجهات بعيداً عن أعين الإعلام عن أهمية الإضراب لاستنهاض الوعي بقضايا الجامعة. هنا، لم يعد يشغل بعض هؤلاء إنهاء العام الدراسي وإجراء الامتحانات والتخرج فحسب، تقول إحدى الطالبات في كلية الفنون، «الأهم الآن المصلحة العامة وأن نحافظ على جامعتنا ونحميها من الإقفال. وإذا تخرجنا هذا العام أو العام المقبل، ما الفرق طالما ما في شغل».
أساتذة آخرون لم يأتوا إلى الكليات في انتظار ما ستؤول إليه جلسة مجلس مندوبي رابطة الأساتذة للنظر في نقض قرار الهيئة التنفيذية حتى يبنى على الشيء مقتضاه. وهنا يستنفر المؤيدون والمعارضون وسائلهم إما لتعطيل النصاب أو لتأمين النصف زائداً واحدا (83 مندوباً من أصل 165).
إلى ذلك اتجهت الأنظار إلى اعتصام دعا إليه بعض الأساتذة المضربين وشارك في جانب منه عضو الهيئة التنفيذية للرابطة بشير عصمت، الذي رأى «أننا نمر في اللحظة الصعبة التي تتطلب منا التلاحم مع الطلاب والتنادي من أجل عقد جلسة للهيئة التنفيذية لتعليق وقف الإضراب، خصوصاً أننا أبقينا اجتماعاتنا مفتوحة، وقلنا إننا سنعود إلى الإضراب إذا مُس أحد مكتسباتنا، وها هو صندوق التعاضد يُمس، فإما أن نختار مصالحنا وأن نكون نقابة، وقد ولى زمن النقابة الحزبية، وإما أن ندافع عن قرارات السلطة وإيجاد المبررات لها». وذكّر باجتماع 2 أيار الماضي حين أقرت الهيئة التنفيذية أن الإضراب المفتوح سيكون معلناً تلقائيا إذا ما صدرت الموازنة وفيها مسّ بتقديمات الصندوق.

رئيس الجامعة طلب أسماء المتخلفين عن التدريس لتأمين بديل عنهم!

بعض المشاركين في الاعتصام أصروا على لقاء رئيس الجامعة للاستفسار عن مفاعيل المذكرة، فكان لقاء بمشاركة مجموعة من الطلاب. واستفز الحاضرين تبرير أيوب طله أسماء المتخلفين عن الحضور إلى الكليات بأنّه لتأمين البديل، قائلاً: «أضربوا مش مشكل. بس أنا مطالب بإيجاد حل لإنهاء العام الدراسي»، نافياً أن تكون هناك نية لاتخاذ إجراءات أو تدابير بحق المضربين. أما الطلاب فكانوا حازمين لجهة أنهم لا يريدون أن يدفعوا ثمن فشل الإضراب، وعرضوا معاناتهم من غياب مقومات التعليم والسكن الجامعي والكافيتريا والمطعم الجامعي. ولما تطرق الرئيس للجهود التي بذلها لتخفيف عجز الجامعة، واعداً بمجمعات جامعية، قاطعه أحد الطلاب «نحن موجودون هنا لا لنتلقى وعوداً بمشاريع لن تتحقق، بل نريد حلاً لمشكلتنا». وفيما بدا أيوب واثقاً من أنّ «70% من الكليات عادت اليوم وما حدا مأضرب غير الموجودين هون»، استنكر الحضور الأمر. كما استغرب الأساتذة ان لا يصدر أي موقف عن العمداء والمديرين الذين صودرت صلاحياتهم في مذكرة الرئيس.
الطلاب تداعوا لتنفيذ اعتصام، الثالثة بعد ظهر اليوم، في ساحة رياض الصلح تحت شعار «ليكن الشارع مكان يسمع من خلاله كل أهل السلطة حقوقنا». ومن العناوين التي رفعها تكتل الطلاب والأندية المستقلة في «جمعة الكرامة» كما سماها: حماية ميزانية الجامعة اللبنانية، تأمين السكن الجامعي، استقلالية الجامعة، المطعم الجامعي، المجمعات الجامعية وتطوير المناهج التربوية.