IMLebanon

سمير جعجع يستنفر لمواجهة مساعي جبران باسيل

في خضم  التوتر العالي في المنطقة تبدو النخبة السياسية في لبنان في “واد آخر” منشغلة بسجالاتها التي لا تنتهي، وآخرها حول ملف التعيينات، رغم أنه إلى حد اللحظة لم يغلق بعد ملف الموازنة العامة لسنة 2019 بالرغم من تذمر الداعمين الدوليين، وحالة الضبابية التي تلف الوضع الاقتصادي في هذا البلد الذي يئن تحت دين عام هو ثالث أكبر دين على المستوى العالمي.

ومع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من إجازته ولقاء “غسل القلوب” مع وزير الخارجية جبران باسيل بدأ الحديث عن ملف سد الشغورات في المناصب الإدارية والمالية والقضائية والأمنية، وسط حديث عن عدم نية حل هذا الملف دفعة واحدة حيث أنه لا توافقات بعد بين القوى السياسية، بشأنه.

وفي خطوة استباقية للحيلولة دون احتكار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لحصة المسيحيين من تلك التعيينات، وجه حزب القوات اللبنانية جملة من الرسائل لرئاستي الحكومة والجمهورية. وذكرت مصادر قريبة من حزب القوات أن اللقاء الذي جمع قبل أيام رئيس الحزب سمير جعجع برئيس الوزراء سعد الحريري ركز في أحد جوانبه على هذا الملف، وأن جعجع أوضح خلال اللقاء أنه لا بد من اعتماد الآلية المتفق عليها منذ 2010 وأنه لا يمكن إعلاء شأن طرف على حساب آخر.

ذات الرسائل وجهها القيادي في القوات ملحم الرياشي خلال زيارته للرئيس ميشال عون موفدا من جعجع حيث دعا إلى ضرورة التعاطي مع ملف التعيينات بعيدا عن منطق الصفقات الثنائية، التي يسعى باسيل لإبرامها.

واعتبر أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم في تصريحات صحافية الجمعة أن “ما يسعى إليه وزير الخارجية جبران باسيل هو الاستئثار بكل مواقع الدولة وما يريد حزب القوات اللبنانية هو اتباع الآلية في التعيينات لأنها الطريقة الأفضل لوصول الأكفأ، فلبنان يعاني من سوء الإدارة نتيجة التعيينات والمحاصصات السابقة”، مضيفا “الملف الإصلاحي الأكيد والأفضل هو الذهاب إلى آلية التعيينات”.

 

وليد جنبلاط: إلى أين يجروننا أمثال حاكم أميركا في لبنان؟
وبشأن العلاقة بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، أوضح أن “النقاشات مع رئيس الحكومة سعد الحريري جدية جدا وهناك تقارب كبير بين رؤيتنا ورؤيته لما يحدث في المنطقة وكيف يجب أن تدار الأمور في الداخل. لا شك أن هناك تباينا في بعض النقاط ولكن دائما نقاشاتنا مع الحريري إيجابية ونسعى من خلالها إلى الأفضل”.

ولا يخفي باسيل عبر سياساته ومواقفه وتصريحاته رغبته في الاستئثار بالشأن المسيحي لتمهيد الطريق لطموحاته بخلافة عرابه عون في قصر بعبدا. ومساعي باسيل لا تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى باقي الطوائف من خلال محاولاته سحب بعض الصلاحيات من رئاسة الحكومة (من حصة الطائفة السنية) وهذا يشمل في جانب منه مسألة التعيينات.

ويقول متابعون إن هناك لعبة تجري خلف الكواليس، وإن كان يبدو باسيل أحد أطرافها الفاعلة بيد أنه لا يمكن تجاهل حزب الله الذي يتلاقى مع موقف الأخير في جانب من التعيينات والمستهدفين بالإقصاء منها على غرار الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يواجه زعيمه وليد جنبلاط حملة في السنوات الأخيرة لتحجيم مكانته السياسية والرمزية بالنسبة للدروز.

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على حسابه الخاص عبر موقع تويتر الجمعة قائلا “إلى أين؟ نعم إلى أين؟ اليوم أكثر من أيّ وقت مضى يحضرني هذا السؤال. إلى أين يجر العالم حاكم أميركا؟ وإلى أين يجروننا أمثاله في لبنان؟”.

ويتوقع محللون أن يأخذ ملف التعيينات في مفاصل الدولة زخما أكبر بعد انتهاء مجلس النواب من مناقشة موازنة العام 2019، وسط مؤشرات توحي بأن حسمه لن يكون بالأمر الهين في ظل منطق الهيمنة التي يتعاطى به البعض.