IMLebanon

أوروبا ترزح تحت وطأة موجة حرّ.. وحرارة غير مسبوقة!

تضرب أوروبا موجة حرّ شديد لا تزال مستمرة الخميس، تتسبب بارتفاع قياسي في درجات الحرارة واندلاع حرائق وزيادة التلوث. وقد يكون الخميس اليوم الأكثر حراً في فرنسا في ظلّ هذه الموجة غير المسبوقة من حيث درجات الحرارة والتوقيت، لكنها باتت تتكرر في ظلّ الاحترار العالمي.

وعن التغير المناخي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من طوكيو “علينا أن نبدّل تنظيمنا وطريقتنا في العمل…والبناء بطريقة مختلفة”، تتضمن “تكييفاً للمجتمع ولأساليبه”.

وقالت مؤسسة الأرصاد الجوية في فرنسا “بعد الظهر، تصل درجات الحرارة إلى ما بين 38 و41 درجة مئوية في جنوب إقليم لوار، وإلى ما بين 33 و37 درجة مئوية في الشمال في المناطق ذات التحذير البرتقالي، وأقل بقليل على سواحل المتوسط”.

وبلغ أعلى معدل درجة حرارة في فرنسا الأربعاء 34,9 درجة مئوية، وهو رقم قياسي بالنسبة لشهر حزيران، وفق الأرصاد الجوية، أما في وسط البلاد في منطقة جبال الكتلة المركزية، فوصلت درجات الحرارة في مدينة كليرمونت-فران إلى 40,9 درجة وهو رقم قياسي بالنسبة لهذه المنطقة.

وينتظر أن تتخطى درجات الحرارة الأربعين درجة الخميس والجمعة في إيطاليا، خصوصاً في وسط وشمال البلاد.

وفي فرنسا، أغلقت معظم المدارس أبوابها. وعلى ملاعب كأس العالم للسيدات، اخذت اللاعبات استراحة خلال المباريات لشرب المياه.

ومن المتوقع أن تزيد درجات الحرارة الجمعة أكثر. وقد تتخطى في فرنسا “الرقم القياسي الوطني” لأعلى درجة حرارة مسجلة في البلاد، وفق الارصاد الجوية، والذي يعود الى 13 آب 2003 حين وصلت درجات الحرارة الى 44,1 درجة مئوية في سانت-كريستول-ليه-اليه وكونكيراك في إقليم غارد.

واستعدادا لبلوغ درجات الحرارة اعلى مستويات لها في البلاد، كررت وزيرة الصحة الفرنسية التأكيد على ضرورة الالتزام باجراءات السلامة التي على “الجميع” اتخاذها “لتفادي حصول وفيات وحالات طوارئ غير ضرورية”.

وندد الطبيب ميهو سوسيك المسؤول عن ادارة الطوارئ في مدينة سبليت في كرواتيا بعدم وعي البعض تجاه موجة الحر. وقال “ماذا يمكنك أن تقول حين يفقد شخص يبلغ من العمر 80 عاماً الوعي على الشاطئ ظهراً في ظل الشمس الحارقة؟”.

وتعاني البلقان أيضاً من موجة حر ووصلت درجات الحرارة إلى 36 درجة مئوية في زغرب.

في ميلانو في ايطاليا، توفي مشرد يبلغ 72 عاماً، عثر عليه ميتاً صباح الخميس قرب محطة القطار المركزية، بعدما فقد الوعي بسبب الحر، وفق السلطات.

وأعلنت مجموعة “آكور” التي تشغل نحو 1700 فندق في فرنسا مساء الاربعاء انها ستفتح مساحات مكيفة أو “منعشة” في منشآتها لكبار السن “الذين يعانون وضعا هشا”. ويمكن الدخول إليها ابتداء من الخميس بين الساعة 7,00 و17,00 ت غ، حتى السبت.

وتواجه الحيوانات أيضاً موجة الحر. وتعمل حدائق الحيوانات الاوروبية على تأمين سلامة الحيوانات الموجودة فيها مثل تقديم مثلجات المانغا لحيوانات الليمور، وتقديمها مع السمك لحيوان القوطي، فيما منعت الحكومة الفرنسية “لبضعة أيام” نقل الحيوانات حفاظا على سلامتها.

وتضاعف الحرارة أكثر آثار التلوث، خصوصاً في طبقة الأوزون. ومنعت مدن باريس وليون ومرسيليا وستراسبورغ السيارات الأكثر تلويثاً من التنقل.

وفي إسبانيا، تحرك مئات من عناصر الإطفاء الأربعاء لمكافحة حرائق الغابات في كاتالونيا التي دمرت 3500 هكتار تسببت بها الرياح وموجة الحر.

وقالت الحكومة المحلية في كاتالونيا “لم نواجه حرائق بمثل هذه الخطورة منذ أكثر من 20 عاماً”.