IMLebanon

جنبلاط يكافح “تويتريا” لإنعاش حضوره السياسي المتراجع

لم ينتظر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط طويلا حتى عاد وأدلى بدلوه الأربعاء من خلال حسابه على “تويتر” في الشأن المتعلق بورشة البحرين، بعد أن كان تعهد الثلاثاء بالتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا بالحدود الدنيا.

وتساءل الزعيم الدرزي في تغريدته الجديدة عما إذا كان العرب المشاركون في الورشة، سيفعلون ما رفضه العثمانيون قبل أكثر من قرن، في إشارة إلى ما وصفها بعملية “بيع فلسطين”.

وقال جنبلاط “في عهد السلطان عبدالحميد طلب تيودور هرتزل شراء فلسطين لنقل يهود العالم إليها فرفض السلطان”. وأضاف “اليوم في البحرين سيطلب حفيد تيودور هرتزل الصهر جاريد كوشنير من العرب بيع فلسطين لنقل أهلها إلى الأردن، إلى سيناء، إلى لبنان، إلى سوريا، إلى الشتات، فهل سيفعل العرب ما رفضه العثمانيون؟”.

في عهد السلطان عبد الحميد طلب Herzl شراء فلسطين لنقل يهود العلم اليها فرفض السلطان .اليوم في البحرين سيطلب حفيد herzl الصهر Jared kushner من العرب بيع فلسطين لنقل اهلها الى الاردن الى سيناء الى لبنان الى سوريا الى الشتات .فهل سيفعل العرب ما رفضه العثمانيون

عودة الزعيم الدرزي لإطلاق التغريدات لم تثر استغراب المتابعين، حيث أن الرجل يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم.

ويقول مقربون من جنبلاط إن ما يقال عن الرجل من أنه شديد التقلب ومرن المناورة والتحرك والانتقال من موقف إلى نقيضه، ليس بالضرورة نقطة سلبية، بل مهارة اكتسبها من خلال قيادة تياره السياسي ومحاولة المحافظة على موقعه السياسي على الرغم من تراجع ثقله الذي كان يلعبه قبل عقود.

ويعاب على الرجل أن مواقفه غير المحسوبة تحيّر حلفاءه قبل خصومه، وأنه بات صعبا توقع ردود فعله على المديين المتوسط والطويل إذا ما أبرم أي تفاهم معه.

ويذكّر البعض بمواقف جنبلاط المتشددة من مسألة شبكة الاتصال الموازية التي يمتلكها حزب الله كما الموقف من القيادة الأمنية لمطار بيروت والحديث عن كاميرات نصبها الحزب لمراقبة حركة المطار، وهي التي اضطرت حكومة فؤاد السنيورة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات في 5 مايو 2008 كانت سببا للتحرك العسكري الذي قام به حزب الله في 7 مايو (7 أيار الشهير) ضد أهداف لخصومه في بيروت والتقدم باتجاه مواقع جنبلاط ومناطقه في الجبل وبيروت.

ويضيف هؤلاء أن جنبلاط انتقل إثر ذلك من موقف متشدد إلى موقف مهادن معلنا مغادرته تحالف 14 آذار متخذا موقعا وسطيا داعيا إلى وقف التوتر وداعما اتفاق الدوحة الذي تلا تلك الأحداث.

ويلفت سياسيون لبنانيون إلى أن جنبلاط يتمتع بقدرة ملفتة على تغيير مواقفه وقراراته، ويعزون ذلك إلى أن وضعه كزعيم لطائفة يتآكل حضورها الديموغرافي، مقارنة بباقي الطوائف في لبنان، قد يشكل أحد الأسباب التي تدفعه إلى تبني الشيء ونقيضه في ذات الوقت في محاولة للحفاظ على وزنه ومشاركة طائفته داخل المشهد السياسي اللبناني. غير أن زعامة جنبلاط التي كادت أن تكون مطلقة في عهد والده كمال وفي عهده أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، تقلّصت في السنوات الأخيرة بسبب الضغوط التي مارستها الوصاية السورية في لبنان وتلك التي يمارسها حزب الله من خلال دعم خصوم جنبلاط داخل الطائفة.

وعلى الرغم من أن جنبلاط قد عارض قانون الانتخابات واعتبره مُفصّلا ضده، إلا أنه استطاع مع ذلك المحافظة على حضور متقدم ومحاصرة نسب خسارته. وبات واضحا أن تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر، بزعامة وزير الخارجية جبران باسيل، عمل على تفخيخ السطوة الجنبلاطية من خلال فرض تمثيل حكومي وبرلماني لخصومه،

فيما يقلق جنبلاط من مفاعيل الصفقة الرئاسية التي أبرمت بين باسيل وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

وتعكس تغريداته في الفترة الأخيرة التي تستهدف رئيس الوزراء سعد الحريري هواجسه، ولكن الأخير يبدو أنه لم يعد قادرا على تحمل تصويبات جنبلاط عليه متسائلا في إحدى تغريداته إنه لا يعرف ماذا يريد الأخير.

ان الضريبة على معاشات المتقاعدين هي قمة الظلم والاحتقار بحق الموظفين وافراد القوات المسلحة والكادحين في خدمة المواطن طوال حياتهم من قبل هذه الطبقة المالية الحاكمة الحديثة النعمة من الخواجات الجدد ومن لف لفهم من السماسرة في الدوائر العليا

ويرى مراقبون أن جنبلاط لا يقبل أن يتم التعامل معه وفق حجمه داخل الطائفة الدرزية في لبنان. فقد كان والده كمال جنبلاط زعيما وطنيا عربيا عابرا للطوائف ومتجاوزا في زعامته حدود لبنان لتمتد نحو دروز سوريا والأردن وفلسطين، وملامسا قضايا عربية كبرى متزعما تكتلات عربية داعمة للمقاومة الفلسطينية.

ووليد جنبلاط نفسه لعب دورا مفصليا في دعوة دروز إسرائيل لعدم الانخراط في الجيش الإسرائيلي، واحتل موقعا متقدما داخل الحركة الوطنية اللبنانية بعد اغتيال والده، وتزعم حراكا لبنانيا ضد الوجود السوري في لبنان، وكان ركنا أساسيا من أركان تحالف 14 آذار الذي ولد بعد اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري.

ويسعى جنبلاط من خلال مواقف يتخذها ضد صفقة القرن وورشة البحرين أو ضد استراتيجية بوتين وترامب في الشرق الأوسط، إلى المحافظة على وهج إقليمي دولي لحضوره السياسي في لبنان. كما أن رسائله السياسية التي يطال فيها دولة حليفة مثل السعودية لطالما وضعت في خانة لفت نظر الرياض إلى موقعه واعتبرت مناشدة لها لدعم موقعه في لبنان.

في فلسطين صفقة قرن وفي لبنان صفقة قرن .هناك ارض وشعب على مشارف المصادرة والتهجير وهنا اتصالات وكهرباء واملاك بحرية ومصافي ونفط وغاز على مشارف القرصنة والتوزيع والتخصيص .هناك صهر وهنا صهر يعبثون بالاخضر واليابس هناك رئيس يهددالعالم يمينا وشمالا وهنا تسوية القهر الذل والاستسلام

وقد قامت الرياض من خلال مبعوثيها أو من خلال سفيرها في لبنان بالضغط لرأب الصدع بين حلفائها في لبنان، جنبلاط والحريري وسمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية، وسهرت على احتواء هذه الخلافات داخل حدودها الدنيا أو المقبولة.

والواضح أن جنبلاط الذي كان يتمتع ووالده بعلاقات ممتازة مع موسكو في عهد الاتحاد السوفييتي قد خسر تلك الحظوة هناك على الرغم من استمرار العلاقات لكن بإيقاع عادي بين الطرفين.

وتدور تلك البرودة في العلاقات حول اعتراض جنبلاط على موقف روسيا المساند لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان تيمور، نجل وليد جنبلاط، قد ترأس وفدا توجه به إلى موسكو مؤخرا للقاء عدد من المسؤولين الروس.ويعرف عن جنبلاط أنه يمتلك هوائيات استشعار اشتهر بها باسم “انتانات جنبلاط”.

ويعترف كثير من المراقبين أن الرجل لديه ملكة الاستشراف المبكر التي تفسر سلسلة من المواقف المسبقة. وليس من الضرورة أن أمر هذا الاستشراف كان دقيقا دائما، لكن مواقفه المبهمة والملتبسة مازالت تثير حشرية الطبقة السياسية في لبنان. وقد هاجم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “انتانات” جنبلاط ناصحا إياه بتغييرها.

بالمحصلة لن يستطيع جنبلاط المحافظة على موقعه السياسي وتأمين مستقبل الجنبلاطية إلا من خلال حضوره المكثف داخل كافة الملفات المحلية والدولية. وعليه فإن تويتر وفيسبوك وغيرهما ستبقى الأدوات الأنجع والأقل تكلفة والأسهل لإيصال رسائله كما أنها الأكثر استجابة لنقل منطقه العفوي الصادم في مقاربة شؤون الدنيا والسياسة.