IMLebanon

مارسيل “الحرب الأهلية”: أيؤذيك النشيد الوطني؟

شاء مارسيل خليفة في افتتاح مهرجانات بعلبك الجمعة الماضي ان يكون مختلفاً فوقع في المحظور. فضّل ألا يعزف النشيد الوطني افتتاحاً واستبدله بمقطوعة لمدينة الشمس. وربما كانت نيّة مارسيل صافية، فهو بعد نحو خمسة عقود من إقامة الحفلات الجماهيرية بات يجيدُ فنّ “التمثيل” أكثر من الموسيقى والغناء، وصار صاحب خبرة في اجتذاب الحاضرين لكنّه مملّ في طلبه الدائم ترداد المقاطع.
ومارسيل خليفة تحوّل “أيقونة” على مدى هذه العقود. هو مطربٌ ومنشدٌ وثورويٌّ ومتواضعٌ في آن. يملك “العدّة” الكاملة، من الدروشة الممزوجة بالحكمة في الكلام الى السيارة القديمة التي تحتاج دفشة وزيادة ماء في الرادياتور.
وفي حين كان يشجّع في غنائه “الملتزم” فريقاً من اللبنانيين على قتل فريقٍ آخر، فإنّ مسيحيي “الشرقية” اكتشفوه متأخّرين واندهشوا به نادبين حظاً لم يجعلهم من محبّيه لسنوات.
غير انّ للعبة حدوداً. فمطرب “الحرب الأهلية” لا يمكن أن يستمرّ صاحب “هالة” يُطرب له جمهور “نوستالجيا” الحرب، ويعامل كما لو أنه أحدث فتحاً في الموسيقى والإنشاد. والأهم من ذلك أنّه يتوجّب عليه الاعتذار ممّن حرض في غنائه على قتالهم كي يدخل الى قلوب جميع اللبنانيين كفنانٍ عادي قام بتجربة الحرب واستثمر فيها وجنى منها… لكن تعلّم منها الشيء الكثير.