IMLebanon

جريصاتي: لا نفتقر للإمكانيات بل للتعاون

اعتبر وزير البيئة فادي جريصاتي أن “البيئة دفعت ثمنا كبيرا لدرجة أننا لا نستطيع أن نتحمل ونحملها أكثر إذ أن توزيعنا السياسي أو دكاكيننا أو الزواريب أو كل التفرعات الموجودة في السياسة، وإذا عملنا جميعنا قلبا واحدا من أجل البيئة تلزمنا سنوات لتعويض كل الأخطاء الماضية، فكيف إذا كنا منقسمين وبتنا نعمل ضد بعضنا في موضوع البيئة؟”.

وأضاف، خلال رعايته حفل إطلاق “منتدى الإستدامة البيئية لصيدا” الذي أقيم في قاعة المرحوم مصباح البزري الكبرى في القصر البلدي: “نمر في مرحلة جديدة آمل النجاح فيها للجميع وليس لوزارة البيئة فقط. طبعا إذا عملنا سويا كمواطن وبلدية ووزارة والوزارات كلها المعنية، نكتشف أحيانا أننا لا نفتقر إلى الإمكانيات بل إلى التواصل والتعاون في ما بيننا. وبدل أن نشوش على بعضنا لنجمع طاقتنا كلها، كأحزاب سياسية أو كوزارة وكأشخاص أو أفراد، ونوظفها في عمل الخير ومن أجل البيئة عندها يصبح بلدنا بألف خير وبحال أفضل مما هو عليها”.

وأمل “الاقتناع بأننا في ظل مرحلة جديدة نتحدث فيها بصراحة كبيرة، لقد سمعت الكثير من الكلام وأنا أزور منطقة فيها ملفات بيئية ساخنة وملف المعمل الذي يتم التعاطي معه بالسياسة إلى أبعد حدود نعود ونرده إلى البيئة وهكذا دواليك. هذا الملف أنا أتعاطى معه بإيجابية وصراحة بشكل كامل ونحن نتحدث مع الأطراف الحاضرة هنا وأستطيع القول إنه بعد شهرين من التعاطي الأسبوعي مع نائب صيدا بهية الحريري، كل ما كان يحكى في الماضي وفي شوارع صيدا عن أن هذا المعمل مغطى من تيار “المستقبل” وأن بهية الحريري تغطيه، ولا أحد يستطيع المس بهذا المعلم رغم كل الأخطاء لأنه محمي: معي أنا لم يحصل أي تدخل لحماية أي خطأ وأنا مسؤول عن كل كلمة أقولها”.

وتابع: “على المعنيين الجلوس سويا والتفتيش عن حلول، فليس من مشكلة لا حل لها، هناك أمور تحتاج إلى أموال وإرادة وتعاون ووقت. إن موضوع الصرف الصحي يلزمه وقت ويحتاج إلى الأموال ونحن نعمل عليه، فالوزيرة ندى بستاني ستزور صيدا وهذا سيكون العنوان الأول للحل. كل شيء يتجه نحو حلول أفضل وإيجابية كبيرة لأن المنطقة تعني لنا كما كل متر من لبنان. زيارتي إلى صيدا ليست الأولى وهي من أكثر المناطق التي زرتها، والفضل يعود إلى شخصيات صيدا المحترمة التي زرتها وهناك الكثير من العمل لصيدا وطبعا المدينة تستحق”.

وتطرق جريصاتي إلى المشكلة الناجمة عن الدباغات، فقال: “نتحدث مع عدد من أصحاب الدباغات، طبعا نحن نعرف أنا هناك مشكلة ناتجة عما تسببه من أذى بيئي كبير في صيدا، وقد حان الوقت لنتحدث بكل صراحة، هذا الموضوع يجب أن نجد له الحل وما من أحد يختبىء أو يتهرب من المواجهة. بكل صراحة يجب تقبل أن هناك مرحلة جديدة لا أحد فيها يغطي أحدا، أخطاء الماضي حصلت في الماضي ويجب ألا تحملوني مسؤوليتها. أنا لم ألق في صيدا إلا التعاون من البلدية ومن الجميع، نحن كبيئة قد نكون تغيبنا فترة ما ولم نتحمل المسؤولية فيها أما اليوم فنحن نتحمل كل المسؤولية وليس هدفنا إلحاق الأذى بأحد بل نريد التعاون مع الجميع”.

ولفت إلى أن “مشكلة النفايات يلزمها حل ويجب أن نجد لها حلا ونعالجها بطريقة ما، المعمل موجود وقد استثمرنا فيه وأنفقنا عليه ما أنفقنا وما زلنا ننفق لمعالجة النفايات ومن المعيب افتقارنا إلى نتائج ملموسة ولدينا ما يكفي من الخبرة والجرأة والارادة لإيجاد الحل وسنصل إليه. أنا أعدكم أنه في الفترة المقبلة، كل هذه الأمور ستكون وراءنا ونتطلع بإيجابية، يجب أن تعم روح المنافسة في صيدا لإنجاز أجمل مشروع بيئي للمدينة ومن هو الحزب الذي يعطي أكثر لصيدا بيئيا لا من يعرقل للآخر أكثر”.

وأردف: “قلت للحريري في اللجنة الوطنية لفرز النفايات، يجب أن تكون أول رئيس حكومة يطبق الفرز من المصدر لأنه ينقلنا إلى مستوى أوروبي وغربي، فيجب أن نوازيهم بيئيا لأننا متخلفون عنهم كثيرا، لذا علينا أخذ الموضوع بكل جدية. كذلك الفرز من المصدر مهم بالنسبة إلينا وهو شأن وطني ويلزمه نفس”.

وختم: “منذ اليوم الأول، أقف إلى جانب كل مبادرة من أجل البيئة في لبنان ولا خلفية سياسية لها بغض النظر عمن ينظمها. أعتقد ان الناس يجب أن تفهم أنني كوزير لا أتعاطى سياسة وإنما أتعاطى بالأمور بيئيا، ومن يريد أخذي إلى السياسة فسأرده إلى الموضوع البيئي. إن الأشهر الخمسة التي مرت علينا خلال تولينا وزارة البيئة هي خير دليل على تصرفي بموضوع البيئة في لبنان، أتحدث مع كل الناس وأطبق الشعار الذي قلته منذ أن استلمت الوزارة “وزارة البيئة بتجمعنا” ولن أغير نهجي طيلة الفترة التي سأكون فيها بالوزارة أكانت قصيرة أم طويلة، وسأظل أردد أن البيئة بتجمعنا”.

بدورها، شكرت الحريري “رعاية جريصاتي هذا المنتدى الذي يأتي في سياق منتدى الحوار الدائم في كافة النواحي الإنمائية والإنتاجية لمدينة صيدا والجوار الذي ينظمه شابات وشباب صيدا بالتعاون مع المجلس البلدي، ويهدف إلى تفعيل وتعزيز الشراكة المجتمعية والقطاعية مع الهيئات التمثيلية والإدارات الرسمية تجسيدا للمسؤولية المشتركة في النهوض بمواجهة كل تحديات التقدم والإزدهار والإستقرار في مدينة صيدا وجوارها”.

وأضافت: “لما كانت التحديات البيئية ومخاطرها على السلامة العامة تشكل أحد أهم موضوعات الحاضر والمستقبل بما هي عملية متكاملة تبدأ من الفرد إلى الأسرة إلى الحي إلى المدرسة إلى كافة مجالات العمل والإنتاج، وإن هذه العملية لا يمكن التعامل معها بمعزل عن توزيع المسؤوليات بشكل علمي ودقيق للوصول إلى بيئة سليمة ومعالجة حديثة تؤمن كل أسباب السلامة العامة. وإن صيدا قطعت أشواطا بعيدة في معالجة التحديات البيئية من خلال النشاط المميز لبلديتها ولجمعياتها الأهلية والشبكة المدرسية لصيدا والجوار والنشاط المميز لشابات وشباب صيدا في تعميم الوعي حول أهمية السلامة البيئية وتوزيع المسؤوليات”.