IMLebanon

منح الجميل دكتوراه فخرية من جامعة الـ”AUST”

منحت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا(AUST)  رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل دكتوراه فخرية في الإنسانيات تقديرا لمسيرته الوطني، في احتفال تخريج طلابها للعام الجامعي 2018- 2019 في مجمع “بيال” فرن الشباك.

شارك أكثر من 800 متخرج من كل الاختصاصات مع عائلاتهم، كما حضر حشد كبير من السياسيين والديبلوماسيين ورجال الدين ورؤساء الجامعات ومدراء المدارس والفاعليات العسكرية والأكاديمية والبلدية والاجتماعية والإعلامية.

وأكدت رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر “أهمية التربية ودور المؤسسات الجامعية في النهوض بالوطن وقدرة لبنان على استمراره منارة للشرق”.

وقالت: “لقد كانت هذه السنة سنة إنتاج وحصاد بالرغم من الصعوبات المالية والاقتصادية التي يمر بها وطننا العزيز لبنان والتي تنعكس سلبا على طلابنا وبالتالي على ملاءه الجامعة المالية والحصاد ظاهر بأبهى حلة في وجوه هذه المئات التى هي مستقبل لبنان الواعد”.

بعدها، تمت مراسم تقليد الدكتوراه الفخرية للرئيس الجميل الذي ألقى كلمة متوجها إلى الطلاب في يوم فرحتهم، قائلا: “تحية لهذا الصرح الأكاديمي، لمؤسسيه، وصحبه وأهله وادارته، تحية للجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، لأصالتها اللبنانية ورقيها الأكاديمي ولرسالتها التربوية التي كرستها للبنان وشبابه، للوطن كي ينهض من بين الركام السياسي ولجيله الصاعد كي يبني على أسس صلبة من المعرفة، والثقافة، والحرية، والحقوق الأساسية”.

ورأى “في هذا التكريم حافزا لمزيد من الخدمة والتواصل والعبور إلى لبنان كما يطمح إليه الجيل الصاعد. هذا الجيل المنزه عن كل الملوثات التي فتكت بلبنان الدولة ولبنان السلطة. أما التهنئة الكبرى النابعة من قلب والد وجد يدرك وجودية هذه اللحظة فهي لكل أم وأب سهروا وضحوا وعاندوا وكابدوا كي يبلغ فلذات أكبادهم أعلى مراتب العلم والاختصاص. أدرك كم هي كبيرة فرحتكم اليوم دعوني أشاطركم بعضها. وأخيرا بالتأكيد، تحية من القلب للطالبات والطلاب المتخرجين: أنتم أصحاب العيد، أنتم الأمل، أنتم الرهان الأول، أنتم خط الدفاع الثابت والأكيد. أنتم جيل لبنان الخارج من حرب وجودية إلى حرب من نوع آخر: حرب إثبات وجود لأفرقاء السياسة والمناطق والطوائف وغالبا على حساب لبنان. أنتم خريجو الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، فكونوا فعلا جيل المعلوماتية، جيل العصر الرقمي، جيل الحداثة، جيل التغيير”.

وتوجه الجميل إلى الطلاب بالقول: “إنها مسؤوليتكم، فلا تتنكروا للبنان الماضي بل بددوا منه الضباب السميك الذي لف سيادته وشفافيته واصنعوا منه لبنان الغد، لبنان الحداثة والعنفوان. بإبداعكم إبنوه، بأحلامكم إرفعوه، بفكركم اصقلوه سيادة وحرية وكرامة إنسان. إني أفهم هواجسكم وأتفهم مخاوفكم. فلبنان يتوق لمفهوم الدولة ومنعة مؤسساتها. فالمنطقة برمتها في واقع مأزوم. هي تغلي، تتألم في صفيح ساخن من الجهل والفقر والعوز والانكماش ولبنان ليس غريبا عن هذا المشهد، هو جزء من كل موجوع ومهدد إلا أنه يناضل بكم أنتم من أجل القيم من أجل بناء الوطن والإنسان”.

وختم: “إذا كانت الدول والشعوب تحارب عادة من أجل مصالحها إلا أن لبنان يقاوم لأنه حامل رسالة سلام، رسالة العيش الواحد، ومساحة حوار إنساني ومقاومة وجدانية وجودية لا حدود لها. وهذا الرهان هو الأصعب والأجدى فاجعلوه رهانكم وعلة نضالكم. لبنان لا يحب الحرب لكنه يعرف كيف يقاوم للدفاع عن قيمه ودوره. نعم أنا أقاوم إذا أنا حي. فتحية إلى كل شهداء لبنان، مهما اختلفت انتماءاتهم وعقائدهم، ومذاهبهم. فالشهيد شهيد شرط أن يكون دمه فدى للبنان وقضيته ورسالته”.