IMLebanon

إلى أهالي بشري: إستقبالكم “ميليشياوي”… لماذا لم تنثروا الورود على جبران؟

كتبت جنى جبّور في صحيفة “نداء الوطن”:

“زيارة جبران إلى بشري هي الميليشياوية”، قالها شاهد على زيارة الوزير جبران باسيل الى المنطقة، رداً على كلام رئيس الجمهورية ميشال عون الذي نقله عنه أحد زواره خلال زيارة نقابة الأطباء المنتخبة حديثاً إلى القصر الجمهوري: “يبدو رجعت تسيطر العقلية الميليشياوية… ليكو شو صار مع جبران ببشري والجبل”.

موقف رئيس الجمهورية دفع بالأهالي إلى تشريح زيارة باسيل من جديد، للتأكيد أن بشري ترحب بالجميع، مذكرين بأنّها “ليست المرّة الأولى التي يزور فيها باسيل المنطقة، ففي المرّة السابقة، إختار افتتاح مركز لـ “الوطني الحر” في حدث الجبة، في اليوم نفسه لقداس شهداء “القوات”، فهل تعرّض أي “ميليشياوي” لأي أحد منهم؟”.

يجهل البعض، لا سيما الجيل الذي لم يواكب الحرب اللبنانية، معنى كلمة “ميليشيا”، وتتمثل بتشكيل مجموعات مسلحة للمشاركة في الحرب خارج نظام الدولة المتعارف عليه، أمّا الفكر الميليشياوي فهو إنعزالي وإلغائي، يتصرف بفوضى خارج النظام العام. من هذا المنطلق يقول شاهد العيان لـ”نداء الوطن”: “ما هي التصرفات الميليشياوية التي واجهت جبران في بشري؟”.

إزالة اللافتات
يعود الى اليوم الذي زار فيه باسيل بشري، ويروي متهكماً: “عُلقت اللافتات بشكل مخالف للقانون في بزعون وحصرون من دون نيل ترخيص البلدية، فتصرف جرار السمعاني ورامي بو فراعة، رئيسا البلديتين بشكل “ميليشياوي”، عبر تطبيقهما القانون وازالة اللافتات المخالفة، مع العلم أنّه لا يوجد هيئة لـ “التيار” في البلدتين. كذلك، عُلّقت لافتات مخالفة في قنيور والديمان ونالت تغطية محافظ الشمال رمزي نهرا الذي أصدر بياناً فجائياً، وغير رسمي مكتوب بخط اليد من دون رقم صادر أو وارد، يعطي فيه إذن تعليق اللافتات، فصدر بيان توضيحي عن مكتب النائبة ستريدا جعجع، أوضح تفاصيل ما جرى”.

أغاني “القوات” تزعج باسيل؟
المشهد الثاني من سيناريو زيارة باسيل إلى بشري، يتمثل باستقباله من الأهالي بأغاني “القوات”، بحسب الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ويسأل شاهد العيان “لماذا رافق باسيل موكب مؤلف من 50 سيارة مسلحة مع انتشار واسع لعناصر من الجيش وقوى الأمن؟ لا ندري إذا كان خائفاً، رغم أنّنا كنّا جالسين على شرفات منازلنا ندخن “الأركيلة” ونشرب “البيرة” ونسمع أغاني “القوات” تماماً كأي نهار سبت روتيني في بشري؟ هل يمنع القانون، هذه التصرفات؟ وهل الإستماع الى الأغاني تصرف ميليشياوي”؟

معازيم” طوق
لم يكن إستقبال أهالي بشري حضارياً للوزير باسيل، لأنهم “بالأصل لم يستقبلوه”، قال شاهد العيان وأوضح: “لا أدري، اذا شارك 20 شخصاً أو أكثر في القداس في مقام مار إلياس، ويمكن التحقق من صحة العدد من خلال عملية حسابية بسيطة جدّاً تتمثل في عدّ الأشخاص في الصور التي انتشرت عن الزيارة. ومن جهة أخرى، لبّى باسيل دعوة ويليام طوق الى مأدبة عشاء، والتي كان قد دعا الأخير إليها 400 شخص، لم يحضر منهم سوى 125 فقط. مع الإشارة، إلى أنّ طوق حاز في الإنتخابات النيابية الأخيرة على نحو 3000 صوت في بشري، ويفترض أن يستقبل هذا العدد الوزير باسيل، إلّا أنّ طريقته الاستفزازية منعتهم من ذلك”. مضيفاً: “هل قطع أهالي بشري الطرق أو أشعلوا الإطارات منعاً لوصول المدعوين الى منزل ويليام طوق؟”.

هذه المحطات، تلخص زيارة باسيل الى بشري، ويتوجه شاهد العيان الى باسيل قائلاً: “عن أي تصرفات ميليشياوية تتكلمون؟ بربك، هل توجّه أي “بشراني” لك بكلمة؟ وهل أصبح “تطبيق القانون” ميليشياوياً؟ وعندما يصبح تطبيق القانون والشفافية ومنطق المؤسسات في الدولة عقلاً ميليشياوياً وينتج منه نموذج للجمهورية القوية في قضاء بشري، مقابل كل ما نراه من أداء “دويلاتي” في الوزارات التابعة لفريق باسيل، فعندها لا يمكننا سوى القول “فليحيا العقل الميليشياوي”.