IMLebanon

حادثة الجبل و”اللقاء التشاوري” واحد

كتب محمد نمر في صحيفة “نداء الوطن”:

لم يكن موقف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في شأن حادثة الجبل مستغرباً، لكن مقاربته لها كانت لافتة، خصوصاً عندما قال إن الحزب يتعامل مع الحادثة “مثلما تعامل مع اللقاء التشاوري”، وللتذكير فإن الأخير هو “تجميعة سنية من كل وادي عصا” كان الهدف منها خطف وزير من الرئيس سعد الحريري وفرض وجود سني في الحكومة يمثل “حزب الله”، تحققت الثانية فيما الأولى دفعت ثمنها رئاسة الجمهورية.

والعودة إلى الحديث عن “اللقاء”، اشبه بتذكير واضح بأكثر من 8 أشهر من تعطيل تشكيل الحكومة وفي النهاية حصل “حزب الله” على “مراده”، وانتفت بعدها الحاجة إلى “لقاء الصدفة”، كما أن وزيره اليوم لا يعبّر عن تطلعات أعضاء اللقاء المشتركة، فلا مشروع ولا برنامج ولا خطة سياسية خرجت منهم، بل يعبّر عن انحياز كامل لسياسة “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل، وعن “انسجام” أكبر مع “حزب الله”، وبدلاً من نشاطات بقاعية تدعم “اللقاء”، لا يترك الوزير حسن مراد فرصة إلا ويعزز فيها مكانة “الوطني الحر” و”حزب الله” هناك.

تبنى نصرالله مطالب النائب طلال أرسلان، ولا يختلف اثنان على أن “حزب الله” أظهر، في محطات عدة، وقوفه إلى جانب حلفائه حتى النهاية، وحتى لو كلفه ذلك تعطيل المؤسسات الدستورية (سنتان ونصف السنة لايصال الرئيس عون إلى بعبدا، أشهر من التعطيل لايصال مراد). وكشفت مقابلة نصرالله أن “حزب الله” وراء كل سيناريو “المجلس العدلي” وأنه لولا بصماته في الشكل والمضمون، لما كانت ذيول القضية مستمرة حتى اليوم. وفي الوقت نفسه لا يمكن عدم ربط كلام نصرالله عن “العدلي” بالهجوم “اللاذع” على رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، ما يستدعي التساؤل: هل انتظر “حزب الله” هذه الفرصة لينتقم من جنبلاط، رداً على وقف ترخيص معمل “آل فتوش” وعلى موقف “الاشتراكي” من النظام السوري؟

وعلى طريق وزير الدفاع الياس بوصعب، سار نصرالله متبنياً فكرة “الكمين” من دون أن ينطقها، بل هو اعتبر أن “أرسلان مظلوم ومقتول”، وتعرض لاعتداء، مستبقاً كل التحقيقات، ضارباً صورة الدولة والأجهزة الأمنية بعرض الحائط.

الخلاصة الأولى أن حادثة الجبل لم تعد “درزية – درزية” بين أرسلان وجنبلاط، بل باتت بين الأخير من جهة و”حزب الله” وباسيل من جهة اخرى، وهي أساساً ضمن خطة محاصرة “الاشتراكي” وكسره برغبة سورية. والخلاصة الثانية أن “اللقاء التشاوري” الذي ولد ميتاً لا يتعامل معه “حزب الله” على أنه مكون بل وسيلة بررت الغاية وانتفت واليوم يرفض الحزب اعطاء حصة من التعيينات لـ”اللقاء”، وإذا كانت المقاربة تؤكد نتيجة “التعامل مع أرسلان”… هل ستكون ايضاً نفسها بأشهر من التعطيل؟