IMLebanon

في معركة “العمل”… لا “تيّار” ولا من يدعمون

كتب الان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:

لا تزال خطوة وزير العمل كميل أبو سليمان القاضية بتطبيق قانون العمل على الجميع من دون استثناء، مدار جدل وأخذ وردّ، خصوصاً في الأوساط الفلسطينية التي اعتبرت أنها تستهدفها.

يبدو أن أبو سليمان مصرّ على تطبيق القانون، وهو الذي اعتبر أنه جاء إلى الوزارة لفعل شيء ما وليس للقيام بعراضات إعلامية، ويؤكّد أنه ليس هو من اخترع قانون تنظيم عمالة الأجانب بل إن القانون موجود وهو يطبّقه، إلا إذا أراد البعض عدم تطبيقه.

وتسير خطوات وزارة العمل وفق المسار المرسوم لها، وهي حسب أوساط الوزارة تستهدف الجميع وليست موجّهة ضدّ السوري أو الفلسطيني، لكن إذا كان السوري يشكّل الأغلبية المخالفة وغير الملتزمة بقانون العمل، فهذا ليس ذنب الوزارة، مع العلم أن الجميع يستطيع “قوننة” عمله وفق القوانين اللبنانية المرعيّة الإجراء، ولا يوجد “فيتو” على أحد من أي جنسيّة.

وفي السياق، فإن وزير العمل تُرك لوحده في مواجهة العاصفة الهوجاء التي هبّت في وجهه بسبب الإعتراض الفلسطيني غير المسوّغ، وإذا كانت الطبقة السياسية بدت بعيدة عن مساندة “العمل”، إلا أن خطوة أبو سليمان حظيت بدعم شعبي واسع من كل الطوائف، لأن المزاحمة في سوق العمل من قِبل الأجانب أضرّت بالجميع من دون استثناء ولم تستهدف طائفة دون أخرى أو فئة سياسية لوحدها.

وتتكثّف الإتصالات اللبنانية – الفلسطينية للوصول إلى مخرج يرضي الجميع ولا يشكّل التفافاً على القانون أو تمييعاً في تنفيذه.

من جهتها، ترى “القوات اللبنانية” أنها تُرِكت وحيدة في معركة إستعادة حق العامل اللبناني، إذ إن الجميع غير مبالٍ ولم يشكّل سنداً لمثل هكذا قرار يحمي العامل من جهة، و”يقونن” الوجود الاجنبي في لبنان من جهة أخرى. أما عتب “القوات” الأكبر فيقع على “التيار الوطني الحرّ” الذي كان يُفاخر سابقاً بأنه يخوض معركة حماية اللبناني من مزاحمة النازح السوري، وبأنه الوحيد الذي يقود هذه المعركة في حين أنه كان يعتبر أن بقية الأطراف متساهلة في تقدير خطر النزوح وعلى رأسها “القوات اللبنانية”.

وفي السياق، فإن “القوات” ترى أن “التيار الوطني الحرّ” كان يقود حملة شعبوية في ما خصّ النزوح، ولم يكن صادقاً، إذ “إن حملته لا تمتّ الى الواقع بصلة، فعند أول قرار اتخذه وزير العمل في هذا الشأن، اختفى التيار ولم نسمع أي تعليق أو دعم، ولذلك نعتبر أن ما قام به أبو سليمان فضحهم وأظهر غشّهم للرأي العام وأظهرهم على حقيقتهم، إذ إنهم شعبويون فقط لا غير”.

من جهته، يرفض “التيار” إتهامات “القوات”، ويرى أن أبو سليمان قام بوظيفته، “وصدر عدد من التصاريح من قبلنا تدعمه، في حين أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل كان متروكاً لوحده طوال الفترة السابقة. وعندما كان يخوض معارك كبرى لمحاولة إعادة النازحين، فحينها لم تسانده “القوات” بل بالعكس وقفت ضدّه، واعتبرت أن عودة النازحين في هذه الفترة ليست متاحة لأن النظام السوري سيعاقبهم، في حين انه لم تسجّل أي حالة تعرّض للنازحين العائدين والذين بلغ عددهم نحو 318 ألف عائد بحسب الأرقام التي وصلت الى رئاسة الجمهورية”.

ولا تُنكر “القوات” أن هناك بعض الأصوات العونية التي خرجت وأيّدت خطوة أبو سليمان، لكن في المقابل “لم نسمع موقفاً مركزياً من قيادة التيار الوطني الحرّ يدعم صراحة خطوة أبو سليمان والتي هي خطوة وطنية بامتياز ولا دخل لها بالحسابات السياسية الضيقة أو بالمناكفات التي تحصل، في وقت إنتظر الشعب اللبناني مثل هكذا خطوة منذ سنوات خصوصاً أن تطبيق القانون يحمي الجميع ولا يُعتبر إستهدافاً لأحد أو تعدّياً على أحد”. ولا يبدو في الأفق أن أي ملف مهما بلغت أهميته قادر على توحيد وجهات نظر “القوات” و”التيار” نظراً إلى أن الخلاف السياسي بلغ ذروته، وبات الأمر يحتاج الى “تفاهم معراب ـ 2″… أو أكثر.