IMLebanon

تظاهرة فلسطينية تشهد على عملية ثأرية وتحرّكات إلى الحدود الجنوبية

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

حملت التحركات الاحتجاجية السلمية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، في “جمعة الغضب” الثالثة، رسالة مزدوجة الى وزارة العمل بان التحركات مستمرة حتى تتراجع عن قرارها باستثناء العامل الفلسطيني من حملة تنظيم اليد العاملة غير اللبنانية، والى الحكومة اللبنانية بأن اقامة الفلسطيني في لبنان موقتة، وأن الحل يكمن بفتح الحدود الجنوبية من اجل العودة الى فلسطين مهما كانت النتائج.

وعلمت “نداء الوطن”، من مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، ان فكرة تنظيم تحركات احتجاجية على الحدود الجنوبية بدأت تتقدم على ما عداها من افكار كجزء من الحراك السلمي، والهدف منها ايصال رسالة الى “خارج الحدود” في توقيت سياسي دقيق، بأن الشعب الفلسطيني في لبنان يرفض “صفقة القرن” الاميركية ونتائجها سواء التهجير منها أو التوطين، موضحة “ان ثمة اتصالات سياسية بدأت بين قوى فلسطينية ولبنانية فاعلة من أجل ترتيب وقفة “رمزية” مضبوطة على إحدى نقاط الحدود، في مارون الراس او كفركلا، على ان يجرى التنسيق مع الجيش اللبناني للحصول على موافقته المسبقة على التفاصيل كافة.

ميدانياً، شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، “جمعة غضب” هي الثالثة منذ الأزمة، ونظمت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” و”اللجان الشعبية” في منطقة صيدا، مسيرة جماهيرية في مخيم عين الحلوة تحت شعار “كفى قهراً وحرماناً للشعب الفلسطيني في لبنان، افرجوا عن الحقوق الانسانية والاجتماعية”.

وعقب مرور التظاهرة في الشارع الفوقاني بوقت قصير، اقدم مجهول على قتل الشاب حسين علاء الدين (الخميني) بطلقات عدة، وتؤكد المعلومات أن ما حصل أشبه بعملية ثأرية لحادثة سابقة، ونُقل علاء الدين الى مستشفى “النداء الانساني” داخل المخيم في حالة خطرة، ومنها الى مركز “لبيب” الطبي في صيدا، وسادت حالة من التوتر في المخيم، فيما انفضت التظاهرة عند وصولها مجدداً الى مسجد “النور” في الشارع التحتاني، من دون أن تُلقى الكلمة التي كانت مقررة.

وبعد ساعة من الوقت، اطلق افراد من عائلة علاء الدين واقاربه واصدقاؤه النار من سلاح حربي، مصحوباً بقذائف “ار. بي . جي” في الشارع الفوقاني احتجاجاً على قتله، فسادت حالة من التوتر الشديد ارجاء المخيم، ودفعت بالعشرات من العائلات الى النزوح الطوعي من منازلها خصوصاً في أحياء “الرأس الاحمر، الطيرة، والصفصاف” الى مناطق أكثر أمناً في المخيم او لدى اقارب في مدينة صيدا.

وسارعت القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية الى إجراء اتصالات للتداول في الحادث ومع القوى اللبنانية لاحتواء الموقف ومنع انفجاره، وسط اجماع بأن الحادث “غير بريء” في توقيته تزامناً مع الاحتجاجات الفلسطينية في المخيم وباقي المخيمات في لبنان ولحرف الانظار عنها، علماً انه ليس الحادث الاول الذي يقع منذ بدء الاحتجاجات اذ سبقه اشكال وقع في “حي الصفصاف” وتطور الى اطلاق نار قتل فيه عبد الله قاسم البدوي، الذي اصدر والده بياناً اعتبر فيه ان مقتل ولده جاء ظلماً وعدواناً وغدراً في وضح النهار بهدف جر أهله وأقربائه وأصحابه الى ردة فعل لا تُحمد عقباها.

سياسياً، تمنى وفد من قيادة “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان (القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة) على رئيس الحكومة سعد الحريري تجميد اجراءات وزارة العمل بشأن اجازات العمل للفلسطينيين حتى انعقاد مجلس الوزراء واتخاذ المقتضى المناسب بشأنها، آخذين في الاعتبار خصوصية اللاجئ الفلسطيني في لبنان، وذلك خلال زيارة قام بها الى النائبة بهية الحريري في دارتها في مجدليون. وقال امين سر حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي أبو العردات: “ليس لدينا فيتو على أحد في موضوع الحوار ولكن هناك لجنة حوار لبناني فلسطيني تحال اليها من قبل الحكومة كل هذه القرارات من اجل متابعتها والوصول الى ما يخدم الشعبين”.

أبو سليمان لـ “اللقاء التشاوري”: نستغرب موقفكم

رد وزير العمل كميل أبو سليمان على “اللقاء التشاوري”، الذي اعتبر ان “تحويل قانون العمل اللبناني الى وسيلة مشبوهة أتت في غير توقيتها المناسب لايقاظ كل هذا الكم من التحريض العنصري على الاخوة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان انما هو عمل غير وطني وغير مسؤول”، بالقول “نستغرب موقفكم”. وأكد ابو سليمان أن “بيان اللقاء التشاوري يتضمن جملة افتراءات، ونستغرب صدور هذا الموقف عن مجموعة من النواب المؤتمنين على تشريع القوانين والسهر على تطبيقها وكان الاجدى بالوزير العضو في اللقاء الاستفسار من زميله في الحكومة بالمباشر وليس عبر الاعلام”. واضاف: “كما نستغرب اللغة المستخدمة في البيان وكذلك المضمون اللذين لا يعتمدان على أي ركيزة قانونية ولا يعكسان حقيقة الامور. فعن أي تحريض عنصري يتكلمون فيما وزارة العمل تتعاطى مع اللبنانيين وغير اللبنانيين بكل انسانية”.

لقبت عائلة علاء الدين وهي من بلدة صفورية، الاكثر شهرة وقوة في مخيم عين الحلوة منذ العام 1979 بلقب «خميني»، وهناك روايتان لهذا اللقب، الاول ان علي، هو الشقيق الاكبر في العائلة كان مسؤولاً في الادارة العسكرية لحركة «فتح» وقد التقى برفقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «ابو عمار» بالامام الخميني بعد وقت قصير على انتصار الثورة الاسلامية في ايران العام 1979، وقد لقب نسبة الى ذلك، فيما تقول الرواية انه كان ايضاً يرخي لحيته، فلقّب بالخميني نسبة الى ذلك، وانسحب اللقب على اشقائه الخمسة ثم على اولادهم اليوم.

مواضيع ذات صلة