IMLebanon

“نصيحة” لبنانية لمعالجة قضية العمّال الفلسطينيين

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

انعكست الخلافات السياسية المستفحلة بين بعض القوى اللبنانية وتحديداً بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” من جهة، وبين “التيار الوطني الحر” و”الحزب الديموقراطي اللبناني” من جهة أخرى على خلفية احداث “قبرشمون”، سلباً على معالجة قرار وزارة “العمل اللبنانية” بشأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان وفرض الحصول على “إجازات عمل” في اطار حملة تنظيم اليد العاملة غير اللبنانية، اذ بدت الازمة مفتوحة وطويلة الأمد، بعد استبعاد إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الوقت القريب، من اجل احالة القضية عليه لاتخاذ القرار المناسب.

وكشفت مصادر فلسطينية لـ “نداء الوطن”، أن “مسؤولاً لبنانياً معنياً مباشرة بالملف الفلسطيني، نصح القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية باعتماد طريقة أخرى لاحتواء الازمة مع وزارة العمل من دون انتظار انعقاد مجلس الوزراء، عبر دعوة حلفائهم الى الطلب من عشرة نواب التقدم باقتراح مشروع قانون معجل الى مجلس النواب لتعديل المادتين 128 و129 التي تم التوافق عليهما في العام 2010، من اجل تشريع الآليات التي تستثني الفلسطيني من اجازة العمل وتتعامل معه بصفة لاجئ، سيما وان رئيس مجلس النواب نبيه بري يمكن ان يلعب دوراً ايجابياً وحاسماً في هذا الاطار، طالما هناك اتفاق بين القوى اللبنانية على الرؤية اللبنانية الموحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان التي تم التوصل اليها العام 2017”.

في المقابل، قررت القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجان الشعبية، استئناف الحراك السياسي والشعبي والشبابي، رفضاً لقرار وزارة العمل، بعد القطوع الامني الذي عاشه مخيم عين الحلوة الذي تمثل بقتل الفلسطيني حسين جمال علاء الدين (الخميني) في الشارع الفوقاني بوضح النهار، وما تبعها من انهاء حالة المطلوب بلال العرقوب في حي “الرأس الاحمر”، والتأكيد على سلميتها، والعمل على تحصين وحدة الصف وتمتين أواصر التعاون بين الحراك الشعبي والقيادة السياسية، لاستمرار التحركات المشتركة الى حين تراجع الوزارة عن القرار.

وفي ترجمة ميدانية، نظمت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” و”لجنة الحراك الشعبي” في مخيم عين الحلوة اعتصاماً جماهيرياً على مدخل المخيم الغربي للمخيم لجهة حسبة صيدا، رفع المشاركون فيه يافطات تطالب وزير العمل كميل ابو سليمان التراجع عن القرار واعادة الامور الى نصابها، بعدما كانت “الهيئة” و”لجنة الحراك الشعبي” قد عقدتا اجتماعاً مشتركاً، اتفقتا فيه على عدم تنظيم اعتصام من دون مسيرة جماهيرية يوم غد الجمعة، كبادرة طيبة بعد الوعود والتطمينات اللبنانية بمعالجة القضية في اقرب وقت ممكن، ولمناسبة عيد الاضحى، حيث يأمل أبناء المخيم أن تستعيد الدورة الاقتصادية والتجارية نشاطها، بعد الازمات المتلاحقة التي عاشها المخيم أخيراً والتي أثرت سلباً على اوضاع الناس وحياتهم اليومية.

وقال قائد “القوة المشتركة الفلسطينية” العقيد بسام السعد لـ نداء الوطن”: “ان الاوضاع الأمنية في المخيم مستقرة وباتت أفضل من الاول”، مشيراً الى “اجتماع ثلاثي مشترك عقد بين قائد “الامن الوطني الفلسطيني” في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وقائد “منطقة صيدا” العميد ابو اشرف العرموشي وبين قيادة “عصبة الانصار الاسلامية” يتقدمهم الشيخ ابو عبيدة مصطفى والشيخ ابو شريف عقل، وقيادة “القوة المشتركة” في منطقة “البركسات”، وجرى التداول فيه بمختلف أوضاع المخيم السياسية والأمنية والاجتماعية وجرى التأكيد على إستقرار الوضع الامني وعودة الحياة الى طبيعتها ودعوة من لم يعد من العائلات في منطقتي “الرأس الاحمر” و”الصفصاف” للعودة لان الوضع عاد الى طبيعته وافضل”.

وشدد العقيد السعد على ان كل القوى الفلسطينية في المخيم مجمعة على منع اي محاولة للتوتير والحفاظ على هدوئه مع الجوار اللبناني خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة.