IMLebanon

البلد مُقبل على تفاهمات داخلية

كتب أنطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

علم أن سلسلة محطات جرت مؤخرا أدت إلى الاتجاه نحو التهدئة وإزالة الجليد السميك الذي كان قائما بين الأفرقاء السياسيين بعدما بلغ التصعيد السياسي مرحلة خطيرة وتنذر بعواقب وخيمة سياسياً واقتصادياً ومالياً لاسيما على ضوء ما حذر منه الرئيس نبيه بري في مجالسه حول مخاوف المؤسسات المالية الدولية على لبنان في ظل ما يجري من تصعيد سياسي فاقم الأمور والأوضاع بفعل عدم الالتزام حتى اليوم بالعملية الاقتصادية الإصلاحية، ومن هنا نجحت المشاورات والاتصالات من أجل الوصول إلى لقاء قصر بعبدا نظراً لجملة معطيات وأجواء تصب في خانة قلق الجميع من أي تدهور أمني نظراً للاحتقان السياسي السائد من أحداث الجبل إلى احتفال الضبية والتراشق بين هذا الفريق وذاك، فكل هذه العوامل ساهمت وخلقت مناخات إيجابية قد تؤسس إلى أكثر من ذلك بعد فرصة الأعياد، باعتبار أن الجميع سيكون في إجازة العيد ورئيس الحكومة سيغادر إلى واشنطن للقاء كبار المسؤلين الأميركيين، وبالتالي هذه الزيارة لها أهميتها في مثل هذه الظروف بغية استكشاف الأجواء الأميركية ليبنى على الشيء مقتضاه لبنانياً وإقليمياً في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات، ومن الطبيعي أن يكون لبنان مطلعاً على هذه التحولات والتطورات.

وفي غضون ذلك، علم أيضاً أن رئيس المجلس النيابي الذي كان له دوره من خلال تواصله مع الجميع إلى الدور الذي يقوم به مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهد استثنائي لأن تتابع هذه المساعي والجهود بعد عطلة الأضحى، وعندئذ سيكون هناك مصارحة أكثر ومتابعة الملفات الأخرى لاسيما التعيينات الإدارية، وبمعنى أوضح هناك تهيئة كي لا تحصل مشكلة أخرى أمام هذه التعيينات بعد حلحلة النقاط الخلافية الأساسية أي ما جرى في الجبل من أحداث، مما يعني أن هناك إجماعاً من القيادات والمرجعيات السياسية على إنقاذ الوضع في ظل قلق الجميع مما نقل من تقارير دولية هي الأخطر على لبنان في كل أزماته، وبناءً عليه لا يمكن لأي طرف أن يتجاهل هذه الوقائع، ما يدل على أن الأيام المقبلة ستكون في غاية الأهمية في حال سارت الأمور على هذا المنحى الإيجابي في ظل حذر الجميع أمام ما يجري داخلياً وإقليميًا، إنما وبفعل المعلومات المتداولة من مراجع كبيرة فالمؤشرات تصب في خانة التوصل إلى تفاهمات دون أن يكون هناك غالب ومغلوب.