IMLebanon

العبسي: لا تنقادوا للعصبية.. جريصاتي: نعمل لتسليمكم لبنان افضل

ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الذبيحة الالهية ختاما لاعمال “لقاء الشبيبة الملكية في الشرق الاوسط” في كاتدرائية القديس بولس – حريصا، يعاونه حشد من المطارنة والكهنة.

وبعد الانجيل المقدس، توجه العبسي الى الشبيبة قائلا: “أتيتم من بلدان عديدة إنما أتيتم من كنيسة واحدة. أنتم كنيسة جامعة تؤمنون بأنها تنتمي إلى كنيسة جامعة، أي كنيسة لا حدود لها أيا كان شكل هذه الحدود. حضوركم الآن معا هو الدليل القاطع على ذلك. لا تكونوا متقوقعين. لا تنقادوا للعصبية. انفتحوا بعضكم على بعض. اقبلوا واستقبلوا بعضكم بعضا. وسعوا قلوبكم وعقولكم. ساعدوا بعضكم بعضا. تضامنوا بعضكم مع بعض. بهذا افرحوا وافتخروا وتمسكوا، وإلا فأنتم كنيسة لا قابلية فيها للحياة. في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلادنا قد يكون لنا شعور بأننا في نفق لا نرى نهايته، شعور بالموت، شعور بأن كل شيء انتهى، كأرملة الإنجيل. إلا أن رجاءنا المسيحي يحثنا على ألا نستسلم، على أن نختار الحياة لا الموت، كما نقرأ في سفر تثنية الاشتراع: “قد جعلتُ أمامكم الحياة والموت، البركة واللعنة، فاخترِ الحياة لكي تحيا أنت ونسلك”.

وقال: “منذ يومينِ ابتدأنا لقاءنا واليوم ننطلق ويبدأ المسير .فماذا نختار؟ إلى أين ننطلق؟ ومع من نسير؟ هل نسير مع الأرملة الحاملة الشاب الميت إلى الموت أم نسير مع يسوع القائم من بين الأموات إلى الحياة؟ لقد اخترتم موكب المسيح، اخترتم طريق الحياة التي إنما جاء المسيح لكي تفيض فينا. اخترتم أن تبقوا شبابا. فاذهبوا وازرعوا الشباب في بيوتكم وفي رعاياكم وحيثما كنتم. ولكل من تصادفونه في مسيركم رددوا شعار شبابكم: “لك أقول قم”.

وشكر العبسي “جميع الذين عملوا على تهيئة هذا اللقاء ولا سيما اللجنة التنفيذية التي أنفقت من الوقت والتعب والخدمة والتفاني ما يستحق الثناء الكبير

وقال: “لم يأت يسوع ليشاكسك، ليعاكسك، بل ليصادقك، ليرافقك في الطريق إلى السعادة، إلى الحرية. إنه الصديق. إنه الرفيق الذي لا يطلب مقابلا لصداقته أو محبته. إن كان يطلب شيئا فلصالحك. إن قال لك لا تسرق أو لا تزنِ فليس من أجل مصلحته بل من أجل مصلحتك. إن سرقت أو زنيت لا تضره في شيء، لا يناله سوء أبدا. أنت هو الذي يناله السوء والضرر. إن كنت تعتقد أنك تسيء إلى الله بخطيئتك فأنت مخطئ. الله يخاف عليك من خطيئتك، يتألم ألم الأب على وجع ابنه، إلا أنه لا يناله سوء من جراء خطيئتك. أنت هو من يناله سوء. يسوع بموته وقيامته أعطاك القدرة على أن تتحرر من الخطيئة، من كل ما يذل ويشوه إنسانيتك، من أن تكون ميتا وأنت بعد على قيد الحياة. وأنت وحدك تختار بين أن تكون مع موكبه أو أن تكون مع موكب الأرملة”.

وبعد القداس ألقى جريصاتي كلمة رئيس الجمهورية، جاء فيها: “يسعدني ان اكون بينكم اليوم ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كلفني فشرفني ان ألقي باسمه الكلمة الآتية: أيها الشباب والشابات، ما أجمل اللقاء مع مستقبل وطننا. هذا ما تمثلونه انتم الشباب بالنسبة الينا، نحن الجيل السابق الذي نعمل من اجل ان نسلم لبنان اليكم بصورة افضل.”

وتابع: “لفتني عنوان لقائكم كشبيبة الروم الكاثوليك في الشرق الاوسط والدول العربية “لك اقول قم” وكأنه يأتي ليجيب على هواجس ومخاوف كثيرة راودتكم في ظل فترة صعبة ودقيقة ومصيرية عاشها الشباب في هذه البقعة من العالم، وانتقلت عدواها الى شباب الدول في مختلف أصقاع الأرض.”

وقال: “لقد وثقت الى حد الايمان ولا ازال بقدرة الشباب وبدورهم في المجتمع والحياة، ولذلك خصصت لهم رسالة خاصة بهم في شهر تموز الفائت، خاطبتهم فيها بلهجة تحاكي قلقهم على الوطن والصعوبات التي يعيشها، والتي يمكن تخطيها اذا ما صفت النوايا واجتمعت مع ارادة صلبة تميز بها اللبنانيون على مدى التاريخ.”

وأضاف: “إن اعتمادي على اطلاق “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” الذي آمل تبنيه رسميا خلال الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول المقبل، هو عليكم بالدرجة الاولى، لانكم اساس هذا التلاقي والحوار، ومن دونكم تفقد الأهداف معناها التي وضعتها لهذه الاكاديمية.”