IMLebanon

“الاشتراكي” – “حزب الله”… أغداً ألقاك!

كتبت غادة حلاوي في صحيفة “نداء الوطن”:

تثير العلاقة بين قيادة “حزب الله” ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط شهية الفضوليين لمعرفة نمطها المحكوم بالمدّ والجزر والتغيير والتذبذب بين ظاهر الأمور وباطنها. علاقة تكاد تكون استراتيجية في اختلافها في النظرة إلى الداخل، وإلى مقاربة الموضوع السوري، أو حتى إلى محور الممانعة ككل.

لم تعد العلاقة قائمة على التفاهم لتنظيم الاختلافات العابرة، ولا هي تحالف معمّد بالدم. هي بكلّ بساطة علاقة لا تحتمل إدارة الظهر. علاقة من نوع خاص، على مقاس “حزب الله”، وعقلية جنبلاط. تشبه أصحابها. يتخاصمان ويفترقان في السياسة ثم يعودان أدراجهما إلى الاتفاق أو التفاهم مجدداً.

كان شرط عودة التلاقي بين الحزبين في صلب شروط إنهاء أزمة قبرشمون وتداعياتها. أخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري على عاتقه إعادة وصل ما انقطع طالباً من “حزب الله” الجلوس مجدداً إلى “الاشتراكي” وناقلاً إلى زعيم المختارة ما أراد سماعه من تطمينات. أثناء الأزمة تمهّل الحزب في الاجتماع بـ “الاشتراكي” مسايرةً لحليفه النائب طلال أرسلان لكنه وعلى مدى أيام أزمة الجبل كان حريصاً على إرسال إشارات باتجاه جنبلاط تقول له: لسنا في وارد تطويقك.

عبارة حمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مضموناً مشابهاً لها مع تفاصيل إضافية، وردّد كثيراً في القصر الجمهوري أو عند من التقاهم من مسؤولين في “حزب الله”، أنه لا يمكن تجاوز حيثيات جنبلاط وهناك حالة اسمها وليد جنبلاط في التركيبة اللبنانية لا بد من التفاهم معها.

انتهت أزمة قبرشمون، التقى جنبلاط وأرسلان، وأخذ بري على عاتقه تنفيذ بنود ما تبقى من اتفاق الصلحة، وبندها الثاني لقاء قريب سيعقد في غضون الأيام القليلة المقبلة بين الحزب “الاشتراكي” و”حزب الله”.

استبقت اللقاء المنتظر دعوة قدّمها “حزب الله” للمشاركة في ذكرى انتصار حرب تموز تلقفها “الاشتراكي” بممنونية راداً على التحية بالمثل، موفداً أمين السر العام ظافر ناصر لتمثيله بالمناسبة. واتصالات تهنئة بعيد الأضحى أجراها رئيس وحدة الاتصال والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا، بمن وما يمثله، شملت وزيري “الإشتراكي” وائل أبو فاعور، وأكرم شهيب، والوزير السابق غازي العريضي.

ويؤكد “حزب الله” أن اللقاء مع “الاشتراكي” بات قريباً بالفعل، وأن تحديد الموعد كما التفاصيل مرهون بما يقرّره بري في هذا المجال. وتوقعت المصادر أن يكون من بين اللقاءات القريبة، اجتماع يحضره جنبلاط والمعاون السياسي لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل وآخر يحضره ممثلون عن الحزبين.

يرفض “الحزب” مقولة إنه حاول تطويق جنبلاط أو التضييق عليه في الجبل أو خارجه “عاش جنبلاط على وهم أنه مطوق وتعاطى مع “حزب الله” على هذا الأساس”. منذ العام 2008 حرص على تنظيم الخلاف معه ولم يفسد الخلاف السياسي بينهما الودّ يوماً، لكن لائحة هجوم جنبلاط على “حزب الله” تطول وتطول، يغيّبها الحزب في سجلاته بسبب وبلا سبب. كلما تأزّم جنبلاط وجد في الهجوم على “حزب الله” ضالته وهو يعلم ضمناً أن لا مناص من العلاقة معه رغم كل الاختلافات. في المقابل يدرك “حزب الله” أن لجنبلاط حيثية راهنة لا يمكن تجاوزها أو كسرها وأسباب ذلك كثيرة ومختلفة.

وإذا كانت العلاقة محكومة باستمرار التواصل فالسؤال الذي يبقى مطروحاً متى يحين موعد لقاء جنبلاط مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله؟ أم أن “حزب الله” ليس في هذا الوارد أبداً؟ السؤال الأخير يجيب عليه أحد مسؤولي “حزب الله” بسؤال مقابل ولماذا ليس بالوارد؟ ليقول: “اللقاء في المرحلة الحالية ليس ممكناً، لكنه ليس مستحيلاً في ما بعد إنما هو رهن الظروف وروزنامته مختلفة، وفي الحياة السياسية لا شيء مستحيلاً”.

وفي الانتظار، تؤكد مصادر الرئيس بري قرب اللقاء بين “حزب الله” و”الاشتراكي” وتضعه في خانة استكمال ما سبق من اجتماعات (قبل حادثة قبرشمون) إذ “كان المأمول أن يستتبع لقاء المصالحة الذي عقده الرئيس بري بين جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، بلقاءات بين “حزب الله” و”الاشتراكي” لولا تطوّر السجال السياسي خصوصاً بعد حادثة البساتين، لكن التحضير لمثل هذا اللقاء قائم وموعده لم يعد بعيداً”.