IMLebanon

لقاء بعبدا الخماسي… أمام امتحان “التعيينات”

على وقع استكمال أجواء المصالحة أقفل الأسبوع تطوراته، لينتقل الاهتمام إلى ما ستحمله زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن من نتائج ايجابية على مستوى البلد، وما ستخرج به الجلسة المتوقعة للحكومة على مستوى التعيينات الإدارية. وشهد قصر بيت الدين جملة زيارات ترحيبية برئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان أبرزها زيارة وفد من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. وضم الوفد السيدة داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها تيمور، ووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور وعدداً من النواب والشخصيات ومشايخ المؤسسة والطائفة.

ولا يخفي أحد أطراف اللقاء الخماسي الذي عقد في قصر بعبدا، صعوبة المرحلة المقبلة. ويرى مصدر سياسي لـ”نداء الوطن” أن “الامتحان القريب لإمكان البناء على اللقاء الخماسي هو ملف التعيينات في المراكز الشاغرة في الادارات والمؤسسات العامة، وسط سعي رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان إلى الاستثمار في دماء حادثة قبرشمون – البساتين في عملية فرض شراكة في التعيينات مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وفق نظرية “الثلث لنا والثلثان لجنبلاط”، وهو ما لا ينطبق على نتائج الانتخابات النيابية، إذ لولا تحالف ارسلان مع “الوطني الحر” لما حاز مقعداً نيابياً وهو الذي كان يتركه جنبلاط شاغراً في السابق حفاظاً على البيت الأرسلاني الأمر الذي لا يقرأه أرسلان جيداً”.

ويوضح أن “ملف التعيينات سيكون نقطة تحول في مسار الأداء الحكومي، إما إلى تغيير في هذا الأداء نحو الأفضل وبعيداً من الاستحواذ والإلغاء وإما العودة إلى أزمة حكومية جديدة عنوانها هذه المرة ملف التعيينات، لأن ما ينطبق على المكون الدرزي ينطبق على المكونات الأخرى، لا سيما المسيحية وسط سعي الوزير جبران باسيل لجعل التعيينات في المراكز الشاغرة تمر جميعها من تحت ابطه، وهذا ما سيرفضه بقوة فرقاء الحكومة الآخرون لا سيما “القوات اللبنانية” و”تيار المردة” وسيلقون المساندة من مكونات أخرى ترفض منطق الالغاء السائد منذ بداية العهد”.

ويشير إلى أن جنبلاط “المكحكح” بالسياسة “قدم كل شيء في مسألة انتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، لجهة الاستقبال النوعي والحاشد والذي سيتوّج بزيارة جنبلاط نفسه ونجله النائب تيمور الى بيت الدين فور عودتهما من السفر، وبالتالي أي توجه مبيّت لإعادة مسار الأمور إلى حالتها السابقة، سيدفع جنبلاط إلى تغيير سياسته لأنه قادر على اللعب بأوراق مفتوحة، وحينها سيضع العهد ووصي العهد في دائرة الاتهام لجهة الامعان في إثارة كل ما من شأنه هزّ السلم الاهلي القائم على توازنات دقيقة والإخلال بها يعني فتح الأبواب على مسارات مجهولة النتائج”.

وكشف المصدر أن “رئيس الحكومة سعد الحريري يعود من واشنطن بقوة دفع إيجابية تتصل بقضية مركزية ثنائية الأبعاد، وهي تتمثل في الدعم الاميركي للاستقرار المالي والنقدي أياً كانت التصنيفات للمؤسسات الدولية، والدعم للاستقرار الأمني والسلم الأهلي، ومن هنا تأتي مواصلة الإدارة الأميركية برنامج المساعدات للجيش اللبناني واستعدادها لتلبية كل ما يطلبه الجيش، وبيان السفارة الأميركية الشهير الذي سرّع اللقاء الخماسي يندرج في إطار الحرص الأميركي على وضع مستقر في لبنان”.