IMLebanon

الحريري ما بعد واشنطن و”حزب الله”! (بقلم رولا حداد)

تمكن الرئيس سعد الحريري من التقاط أنفاسه بقوة بعد مرحلة التعطيل القسري للحكومة على خلفية حوادث قبرشمون، وذلك بفعل الاستقبال المميز واللقاءات الودية في العاصمة الأميركية واشنطن. وليس قليلاً أن يخص وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الحريري بزيارة خاصة إلى مزرعته بعد أقل من 24 ساعة على اللقاء الرسمي الذي جمعهما.

دلالات لقاءات الحريري الأميركية كثيرة، ولكن الأهم يبقى في مدى قابلية الحريري وقدرته على استثمارها في عملية استعادة التوازن الداخلي مع “حزب الله” بعد سلسلة نكسات توجتها نتائج الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.

لم يعد خافياً على أحد، ومهما حاول الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إنكار الواقع، أن الحزب بات يسيطر على مفاصل الدولة والمؤسسات من خلال الإمساك بالأكثرية النيابية والحكومية اللتين أصبحتا تدوران في فلكه، كما بات واضحاً أن إمكانات الفريق الممانع لـ”حزب الله” وإيران في لبنان تراجعت بشكل دراماتيكي في الأعوام الأخيرة بفعل فشل الثورة السورية في إسقاط الرئيس بشار الأسد وتحقيق المحور روسيا- إيران- “حزب الله” انتصارات لافتة سعى الحزب لتكريسها داخلياً، بدءا بالتسوية الرئاسية مرورا بالانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة.

لكن ما تبدل اليوم هو وجود الرئيس دونالد ترامب وإدارته في البيت الأبيض وتغيير أدوات التعاطي مع المنطقة بدءاً العقوبات المشددة على إيران وصولاً إلى محاولات تطويق “حزب الله” في لبنان.

هكذا يجد الرئيس سعد الحريري نفسه أمام فرصة ذهبية في حال أحسن استغلالها لاستعادة التوازن الداخلي في مواجهة تمدد نفوذ الحزب وحلفائه.

في هذا الإطار ثمة أكثر من سؤال لا بد من البحث عن أجوبة لها:

– هل سعد الحريري في وارد الذهاب نحو نوع جديد من المواجهة السياسية مع “حزب الله”؟ أي تبعات لمثل هكذا مواجهة إن حصلت على التسوية الرئاسية ككل وعلاقته مع الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل؟

– والأهم هل يملك الحريري مقومات هذه المواجهة والقدرة للثبات فيها في ظل التوازنات الداخلية والأوضاع المالية والاقتصادية العامة وأوضاع الحريري الخاصة التي انفجرت بدءا بمؤسساته الإعلامية؟

– الثابت والأكيد أن ما بعد لقاءات واشنطن لن يكون كما قبلها لناحية حذر “حزب الله” من “سعد الحريري الأميركي” بغض النظر عن نوايا الحريري وإمكاناته، فأي صورة داخلية سنشهد؟ الأسابيع القليلة المقبلة كفيلة بإيضاح كل الصورة…