IMLebanon

هنري شديد… ربحته كتلة “المستقبل” وخسره الجمهور

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

 

منذ أن أعلنت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، في دائرة قضاءي البقاع الغربي وراشيا، وإعلان فوز هنري شديد نائباً عن المقعد الماروني، غاب الرجل عن السمع بسبب حالته الصحية، ودخل “الغربي وراشيا” حلبة المنافسة في تقديم الخدمات من جهة، وفي تبني تنفيذ خدمات أقرّت منذ زمن ونفذت في هذه الفترة.

مقاعد البقاع الغربي وراشيا الستة وزعت على لائحتين بالتساوي، وبعد معركة انتخابية اعتبرت من أشد المعارك أتت النتيجة ثلاثة للائحة “الغد الأفضل” التي يرأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد وتحالف فيها مع قوى “8 آذار” (حركة أمل والتيار الوطني الحر وحزب الله)، وثلاثة للائحة “مستقبل البقاع الغربي” التي تشكل تحالف “تيار المستقبل” و”التقدمي الاشتراكي”، فتضاربت المعلومات صبيحة الثلثاء بعد صدور النتائج عن موقع النائب هنري شديد وعلى أي تكتل نيابي يُحتسب، “القوات أم المستقبل”، حينها قال النائب الفائز عن المقعد الماروني في “الغربي وراشيا”، شديد من داخل غرفة العناية الفائقة في أحد المستشفيات: “أنا ملتزم بكتلة المستقبل وقرار رئيسها سعد الحريري، وملتزم كل قرارات ومواقف الكتلة”.

لم يضف إنتخاب عضو “المستقبل” النائب هنري شديد جديداً على واقع التيار “الأزرق” في البقاع الغربي، على حد تعبير أحد فاعليات “المستقبل”، سوى “النمرة” الزرقاء على سيارته ولقب “سعادة” الذي يسبق النائب، ليضيف: “في البقاع الغربي المنافسة شديدة، بين مراد الذي يملك امبراطورية تعليمية من خلالها يستقطب الجمهور، ونجله وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد المرشح في الانتخابات المقبلة”، وهو ما تؤكده أيضاً مصادر مراد. وأيضاً في البقاع هناك نائب رئيس مجلس النواب النائب ايلي الفرزلي حليف العهد و”التيار الوطني الحر”، و”حزب الله” و”حركة أمل”، في المقابل يواجه “تيار المستقبل” في المنطقة عبر نائبه محمد القرعاوي وخدماته الإجتماعية والنائب هنري شديد، إضافة الى المنافسة مع حليفه وزير الصناعة وائل ابو فاعور.

يعاتب أحد قياديي “تيار المستقبل” السابقين القيادة المركزية، في كيفية اتخاذ القرارات والتحالفات، خصوصاً باستبعاد التحالف مع حزب “القوات” من دون العودة الى القواعد واستشارتها، باعتبار أن هذا المقعد هو أحد المقاعد المؤثرة والمنافسة فيه طاحنة بوجه التيار العوني، أولاً: كونه مقعداً مارونياً فشل باسيل في قنصه بسبب الحيثية التي فرضت تبني الفرزلي عن مقعد الروم الارثوذكس. وبالتالي يجب أن يتم تحديد الأسماء بناءً على رؤية واستشارات لمن هم على الأرض.

وفي موضوع ترشيح بعض الأسماء قال: “مع احترامنا للنائب شديد، إنه رجل مهذب وعاقل جداً، ولكن هذه المرحلة تحتاج الى شاب لديه الهمة في متابعة ملفات البقاعيين، في الشارعين المسيحي والسني”، يضيف: “النائب شديد ربحته الكتلة كصوت وخسر الجمهور نائباً يفتح أبواب الخدمات”.

وبحسب مصادر مقربة من شديد فإن غيابه عن العمل الاجتماعي والسياسي في البقاع الغربي “ليس طوعياً إنما هو غياب قسري، بسبب وضعه الصحي الذي يعانيه وبلوغه الخامسة والثمانين من العمر”، وتابعت: “الاستاذ هنري لم يغب عن جلسات كتلة المستقبل مرة، بل يصرّ على الحضور”.

لا شك أن لهذا المقعد تأثيره في منطقة تتسم بالعيش المشترك، وبخطاب وطني جامع. لذا استطاع النائب والوزير الراحل روبير غانم أن يشغله لدورات خمس متتالية ويترك أثراً ايجابياً في الوسطين الشعبي والسياسي، ما دفعه للترشح للانتخابات الرئاسية ثلاث مرات، استطاع بحسب إحصاء أجرته سابقاً “الدولية للمعلومات”، أن يكون المرشح الماروني المفضّل بالنسبة إلى المستطلعين المسيحيين في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا، بنسبة وصلت حينها إلى 25 بالمئة. وبالتالي هذه النسب تتقلص في ظل وجود قانون انتخابي طائفي، من خلال الصوت التفضيلي، وبعدها أتت نتيجة الإحصاء لشديد بين المرشحين آنذاك، إلا أن هذه النسبة تراجعت بعد انتخابات 2018، لما يسجله من غياب.