IMLebanon

العراق وسوريا ولبنان ميدان حرب مؤجلة بين إيران وإسرائيل

اعتبرت أوساط سياسية عربية الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية بمثابة بداية العدّ العكسي لحرب إقليمية مؤجلة طرفاها الأساسيان إيران وإسرائيل ومسرحها العراق وسوريا ولبنان.

وقالت هذه الأوساط إن هناك ربطا بين استهداف إسرائيل لأهداف إيرانية في بغداد ومدن عراقية أخرى ودمشق وبيروت، في ضوء حاجة بنيامين نتنياهو إلى التصعيد قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات إسرائيلية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى مستقبله السياسي.

 

سيباستيان باخوس: العمليات الإسرائيلية الجديدة تشعل فتيل حرب كبرى
وأشارت في هذا المجال إلى أن إيران تلتقي مع رغبة إسرائيل في التصعيد بما يزيد من خطر نشوب نزاع ذي طابع إقليمي.

وتعهد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد بأن حزبه “سيفعل كل شيء” لمنع الهجمات الإسرائيلية على لبنان “مهما كلف الثمن”، بعد الهجوم الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال في كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام الآلاف من مناصريه خلال احتفال حزبي في شرق لبنان “لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شيء لمنع حصوله”، متوعدا “انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات إسرائيلية تقصف في مكان في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمناً في أي منطقة”.

ولاحظت الأوساط السياسية نفسها أن إسرائيل، على غير عادتها، أعلنت على الفور مسؤوليتها عن قصف أهداف إيرانية في دمشق ومحيطها ليل الأحد. قبل ذلك، لم ينف نتنياهو توجيه إسرائيل ضربات إلى أهداف إيرانية في العراق تابعة للحشد الشعبي الذي يعتبر أداة من الأدوات العراقية التابعة لإيران.

ويرى المحلل السياسي الأميركي سيباستيان باخوس، أن العمليات الإسرائيلية الجديدة قد تتحول لفتيل آخر يشعل حربا كبرى في المنطقة. وقال باخوس الكاتب في مركز ستراتفور للدراسات “في حال عدم الردّ على الهجمات قد تتشجع إسرائيل على تأمين نفسها ضد إيران، لأبعد من ذلك”.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، إن “المعركة ضد إيران واسعة وطويلة، لأن طهران تحاول السيطرة على كل الشرق الأوسط، لتكون قادرة على توجيه الضغط ضد إسرائيل”.

ولفتت الأوساط السياسية العربية إلى اقتراب إسرائيل من أهداف تعتبر داخل دمشق، خصوصا في منطقة السيدة زينب حيث مقرات لحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وقالت إسرائيل إن ضربة جوية ضد ذراع للحرس الثوري الإيراني في سوريا تتهمها بالتخطيط لهجمات بطائرات مسيرة تظهر لطهران أن قواتها معرضة للاستهداف في أي مكان.

وذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا بالحرس الثوري نفى اليوم إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا، وقال “مراكزنا الاستشارية لم تُصب بضرر”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته “استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة”.

وقال رون بن يشاي محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن “المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تتوسع”. وأوضح “عمليات إسرائيل ضد أهداف إيرانية في العراق دفعت طهران إلى محاولة تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية”.

واعتبر أن “القصف الإسرائيلي الذي أحبط هذه العملية والإعلان عنه، رسالة من إسرائيل إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حول ما يمكن أن يواجهه في المستقبل إذا تصاعدت المواجهة”.

وغضت روسيا، حليف الرئيس السوري بشار الأسد، الطرف إلى حدّ بعيد عن الضربات الجوية الإسرائيلية. وقال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة. وترافق القصف الإسرائيلي لأهداف في دمشق مع إرسال طائرتين من دون طيّار للتحليق فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.

واستطاع حزب الله الاستيلاء على إحدى الطائرتين، بعد سقوطها لأسباب غير معروفة، فيما انفجرت الطائرة الثانية بعد اصطدامها بإحدى البنايات التي يقع فيها المكتب الإعلامي لحزب الله.

ولم يستبعد سياسي لبناني أن يكون هدف إسرائيل من إرسال طائرتي استطلاع للتحليق فوق الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله في بيروت، اختبار قدرات التشويش على مثل هذا النوع من الطائرات لدى الحزب.

وشهدت سماء العاصمة بيروت، صباح الأحد، تحليقا مكثفا للطيران الإسرائيلي على علو منخفض. كما نفذ الطيران الإسرائيلي تحليقا على علو منخفض أيضا في مدينة صيدا بمحافظة الجنوب.

وكثف الجيش الإسرائيلي من حركة دورياته المدرعة والراجلة على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. حسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وندّد لبنان بـ”العدوان” الإسرائيلي، محذرا من تداعيات هذا الحادث النادر خلال السنوات الأخيرة في البلاد على استقرار المنطقة.

ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون، حليف حزب الله، العدوان الإسرائيلي بـ”السافر” معتبرا أنه “دليل إضافي على نيات إسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة”.

واعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري من جهته في بيان أنّ “العدوان الجديد يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو المزيد من التوتر”. وقال إنه “اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701” الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل إثر حرب يوليو 2006.

وشدد الحريري وهو من أبرز خصوم حزب الله سياسيا على أن “الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية”.

ولا يحظى حزب الله، وهو قوة رئيسية في البلاد تمتلك ترسانة ضخمة من السلاح، بإجماع حول سلاحه الذي يصفه خصومه بـ”غير الشرعي” أو قتاله في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.